صفحة الكاتب : محمد الشذر

حديث عن الجمهورية المنسية.!
محمد الشذر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كثير من الدول قامت بتخليد حكامها, وبعضها نادى بالإنسانية, فخلد حكام غيرها, كما قاموا بتخليد صروحهم, وحضارتهم, وركزوا جل اهتمامهم على ان يعرف شعبهم مكانة هؤلاء, فراحوا يخطون كل شيء في ثقافتهم للدلالة على ما يملكون.
ولكنهم اتبعوا هذا المنهج وفق سياسة الدهاء تارةً والسياسةً العمياء تارةً اخرى, لعدم التبجيل في اندادهم, فغيبوا اعدل الجمهوريات.
جمهورية الكوفة, لمن لا يعرف اعدل جمهورية على وجه الارض,! وافضل واقع عاش فيه الانسان بطمأنينة ورخاء, بغض النظر عن انتمائه الديني او العرقي او غيره.
هي الجمهورية التي لاحت بوادر تأسيسها سنة 35هـ - 40هـ, حين بويع الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام), خليفة للمسلمين, جاء الى العراق, واتخذ من الكوفة عاصمة لخلافته, العاصمة التي ازدهرت حضاريا وفكريا في عصره.
وراحت تخط للأجيال الغربية قبل الشرقية, والكافرة قبل المؤمنة, بأن افضل حاكم عادل حكم الانسان, هو مؤسس هذه الجمهورية, جمهورية كانت اول قراراتها, الغاء تسلط الحاكم, ونبذ الطبقية والتعامل مع الناس على شاكلة واحدة, شعارها(الناس صنفان, اما اخ لك في الدين, او نظير لك في الخلق.
جمهوريةٌ كانت اعمالها هي مصدر الاجابة عن تساؤلاتها, (لو كان الفقر رجلا لقتلته), قالها حاكم هذه الجمهورية "ع", سؤال كانت الإجابة عنه حين جيء له بأموال من بيت المال, اذ لم يجدوا فقيرا يأخذها,! فقال لهم (انثروا الحبوب على رؤوس الجبال, لكي لا يقال ان هناك طير جاع في بلاد المسلمين).
نظرا لذوبان الطبقات الارستقراطية والبرجوازية وغيرها, في دولته, فقضى بذلك على الصراع الطبقي, وازال جذور الجريمة والتنافس المقيت, واضعا رسالة لمن يريد ان يعتلي دكة الحكم, بأن اول شيء عليه بنائه هو الانسان قبل كل شيء.
اختير كأفضل حاكم حكم التاريخ, من قبل منظمة الامم المتحدة, ووضع كلامه كدستور في منظمات حقوق الانسان, ولكنهم لم يخاطبوا العالم بالسير على خطاها, ان ارادوا الانسانية فعلا.
اما المسلمين فراحوا يبعدون المناقب عن شخص علي "ع" كرها, لتغييب معالم شخصيته ودولته, وراحوا يمجدون بحكام بنوا امية وبنوا العباس, لابعاد انظار العالم عن جمهورية العدل الالهي.
ولكن انى لهم هذا, اما نحن الذي نعيش على ارض هذه الجمهورية, لم نقدم لها شيء,! لا بل لم تلتفت لهذا حكوماتنا, لتخصص على اقل تقدير, كرنفالٍ سنوي يعيد لنا امجاد تلك الحقبة, التي لازالت تعيش في قلوبنا, وتستهوي عقولنا.
بدل الالتفات لحكومة اللا رشيد, وغيرها, 
يا جمهورية خفقت ملامحها, املاً ,,, بحكم علي والعدل مبتهجُ, 
اظهري العدل, في أَيّدي قائـمنا لتقتلي حقدا في النفس يختلجُ. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الشذر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/03



كتابة تعليق لموضوع : حديث عن الجمهورية المنسية.!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net