صفحة الكاتب : عامر ناصر

أوجه التشابه فيما بين النبي يحيى(ع) والامام الحسين(ع)
عامر ناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

1- الاسم

 

*- يحيى،وقد ذُكر في القرآن المجيد انه لم يسبق ان تسمى احد قبله بهذا الاسم: لم نجعل له من قبل سميا

 

*- الحسن والحسين، اول إسمين للأولاد رسول الله (ص) من ابنته الزهراء(ع) ولم يُعهد ان تسمى بهما احد قبل الاسلام 

 

2-الاب

 

*- النبي زكريا، وقد وصفه تعالى بالعبوديةفما فوقها، وذكره في عداد الأنبياء ومن الصالحين ومن المجتبين والمهديين وقد وردت الاخباربانه قتل بعد ان نشروه بالمناشير سلام الله عليه

 

*- أ- النبي الاكرم محمد(ص) وما ادراك ما محمد ارسله الله تعالى رحمة للعالمين وقال له : ولسوف يُعطيك ربك فترضى .

ب- الامام علي(ع) وقد كان أخا للرسول (ص) فده بنفسه في مواقف كثيرة وقد مدحه الله سبحانه في آيات كثيرة ( التطهير والمباهلة والولاية وفي اكمال الدين واتمام النعمة وفي سورة المعارج وهل أتى وغيرها وكما قال احمد بن حنبل : نزل بحق علي(ع) اكثر من 300 آية في القران وقد قُتل في محرابه اثناء الصلاة سلام الله عليه 

 

3- الأم

 

*- اليصابات وهي من بنات هارون(ع) ولقد الله سبحانه بيت زكريا ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين )

 

*- الزهراء البتول(ع) 

لقد مدح الله سبحانه أهل بيت النبي الاكرم(ص) بقوله :

-إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.

- ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا.. ) وقد انزل الله سبحانه سورة الدهر كاملة في مدحهم وتكريمهم.

- فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم..

فقدمهم للمباهلة ولا يوجد أهل بيت اطهر واشرف واعلى مكانة منهم 

 

4-الولادة

 

*- لقد جاءت ولادته (ع) ثمرة لدعاء ابيه زكريا(ع) إذ طلب من ربه ان يهب له ذرية طيبة وان يكون رضيا أي صالح المعتقد والعمل، وقد كانت ولادته خرقا للعادة ومعجزة فأبوه شيخ طاعن في السن وامه عجوز عاقر

 

*- لقد منح الله سبحانه لنبيه (ص) ذرية طيبة، أولها الزهراء(ع) وهي ثمرة من ثمار الجنة أكلها النبي(ص) عند معراجه الى السماء، ولم تكن مجرد أكلة عابرة وشيئا اعتباطيا وانما أُريد منها ان تكون تلك الشجرة الطيبة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها، وقد من الله سبحانه على رسوله(ص) إذ قال له:إنا اعطيناك الكوثر، فكان الحسن والحسين(ع) من ثمار الجنة ولم يكونا من أديم الأرض، وقد كان زواج علي والزهراء(ع)في السماء وبأمر من الله سبحانه كما وردت بذلك اخبار القاصي والداني . 

 

5- - الوراثة عن الاب

 

*- لقد ورث عن ابيه العلم والحكمة وكان في قومه سيدا تميل اليه القلوب والنفوس ويجتمع اليه الناس فيعضهم ويدعوهم الى التوبة ويأمرهم بالتقوى حتى أُستشهد سلام الله عليه 

 

*- لقد كان وارثا لجده (ص) واستمرارا للرسالة فقد ورد في الحديث عن النبي(ص) : حسين مني وأنا من حسين . إشارة الى استكمال الخط الرسالي ، وورث عن ابيه الامامة وكان كريما شجاعا عالما يعجز اللسان والمداد عن وصفه ، وهو القائل مخاطبا ربه : (عَميت عينٌ لا تراك عليها رقيبا ) وقال : ( انا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري )

 

7- - الشجاعة في قول الحق

 

*- لقد قال الحق وأصر عليه حتى أدى

ذلك الى إستشهاده عليه السلام حين تصدى لمنع حاكم فلسطين آنذاك ان يتزوج من احدى محارمه إذ وقف امام الطاغية معلنا قول الحق حتى كان الثمن قطع الرأس الشريف 

 

*- لقد بلغ من شجاعته عليه السلام ان خرج في أهل بيته وعصبة من أصحابه في مقابل الألوف من الجند المجندة ليعلن فسق يزيد وفجوره ولينبه الى الحق ، وكان يعلم ما سيجري عليه وعلى أهل بيته واصحابه ، فانتصر أيما انتصار وحقق الرتق بعد الصدع الذي حدث في امة جده(ص) ، وهو القائل : ما خرجت بطرا ولا أشرا ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أُمة جدي . 

 

8- - الشهادة

 

*- لقد ورد في الاخبار ان حاكم فلسطين كان مفتتنا بابنة أخيه واراد ان يتزوجها فنهاه يحيى(ع) عن ذلك ، فتزينت للحاكم حتى اذا إفتتن بها قال لها سلي حاجتك فقالت : أُريد رأس يحيى هدية لزواجي منك ففعل وأهدى الرأس الشريف اليها ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 

 

*- الحسين 

لقد بلغ من حقد بني أُمية ويزيد خصوصا على مدينة الرسول (ص) حده ، فقد طلب يزيد من عامله على المدينة ان يأخذ البيعة له من الناس على ان يكونوا عبيدا خِولا ، وليس بيعة حاكم ومحكوم ، فخنع من خنع وبايع المنافقون والضعفاء ، وإنتفض أبو الشهداء (ع) صارخا ومعلنا ان لا بيعة ولا ولاية ليزيد الخمور والفجور، فاعطى بشهادته وبثورته الى ذلك المجتمع النائم المستسلم الذي ران على قلبه صدأ الباطل المتراكم أعطى تلك الشحنة القوية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، فانتصر وهو مظلوم وانتصر وهو قتيل وانتصر وهو شهيد ، وسال رحيق الحق من نحره الشريف ليملأ الدنيا ضياءا ورحمة وهدى لكل الأجيال ولكل المظلومين في بقاع الأرض ، لقد ذهب رأسه الشريف المظلوم حاملا مدامك الحق لتدمر عروش الطغاة وهم لا يشعرون ، فها هو مكان الرأس الشريف في الجامع الاموي / معقل الامويين وعرينهم ، لقد اندرست الاثار السيئة وبقيت آثار الحق آثار العدل آثار النور شامخة راكزة في قلب تلك البقايا ، فيا لسخرية القدر ؟؟؟!!! 

 

 

فيحيى رأسه يُهدى الى ساقطة 

وراس حسينٌ الى ساقط يُرسلُ

وذاك ابن نبي به الحق ينبلج

وهذا ابن نبي به الحق مُنزلُ

وذاك ابن نبي مُرسلُ

وهذا ابن علي البطلُ

وهذا سبط للنبي محمد وابن

من ضربته عمل الخلق تعدلُ

فداك ابي أبا الشهداء

أَهذا جزاء أجرٍ لمن يُرسلُ

فقد خضت غمار المنايا

دفاعا عن الحق أن يُخذلُ

 

فسلام على يحيى يوم وُلد ويوم يموت ويوم يُبعث حيا 

وسلام على ابي الشهداء يوم وُلد ويوم يموت ويوم يُبعث حيا .

 

السلام هو الأمان وهو خلو المكان من كل ما يزعج النفس ويؤلمها ويحجبها عن سعادتها ، وقد سلم الله سبحانه على نبيه يحيى(ع) في ثلاثة أيام وهي الأيام التي تكون من أهول ما يلاقي الانسان خلال مسيرته الى لقاء ربه ، فسلام عليه يوم ولد : أي له الأمان عند خروجه الى الدنيا ومفاجأته بهذا المحيط الغريب عليه ، فآمنه الله سبحانه منه . وسلام عليه يوم يموت : وهو تلك الانتقالة الصعبة العسيرة على الانسان وهو قد تربى في هذه الدنيا وامتلك فيها المال والزوج والأولاد وتعلق بهذه الحياة المادية ، يأتي الموت لينتزعه من كل ذلك بدون إذن وبدون روية لينقله الى عالم آخر غير مادي له قوانين واحكام أخرى، فما أصعب الحال وهو يترك كل شيء مُجبرا وأمام عينيه ، فأعطاه الله سبحانه الأمان في تلك اللحظة بأنتقال ميمون مبارك الى عالم البرزخ .

وسلام عله يوم يُبعث حيا : أي له الأمان في انتقاله من عالم البرزخ ، تلك الانتقالة التي تُذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ، في ذلك اليوم الرهيب العصيب على الخلائق ينتقل بأمان الى رضوان الله وجناته آمنا من هول ذلك اليوم العظيم .

 

كيف يكون الأمان مع القتل وقطع الرؤس ؟ أي أمان هذا ؟

 

قلنا في تعريف الأمان أنه كل ما يحجب النفس عن سعادتها ، وسعادة الانسان المؤمن حقا تختلف كثيرا عن سعادة غيره ، فهذا سعادته في المأكل والمشرب والمال والأولاد والازواج وغيرها من ملذات الحياة – الدنيا- ، اما سعادة عباد الله الصالحين فهي في كل ما يؤدي الى القرب الى الله سبحانه ، فتراهم لا يحسون بشيء مما حولهم إذا وقفوا للصلاة والمناجاة ، فهذه هي سعادتهم التي يرجون ؟؟؟!!! وقد ورد في الحديث الشريف ( أن الدنيا سجن المؤمن ) ، فلولا أحكام الله وقوانينه في هذه الدنيا لطارت نفوسهم الى بارئها ولما إحتملوا البقاء فيها لحظة واحدة ، وقد جاء في الخبر أنهم لم يستطيعوا إخراج السهام من رِجل الامام علي (ع) إلا وهو في الصلاة ، فاذا وقف للصلاة فلا شيء يربطه بهذه الدنيا ، كذلك القتل وقطع الرؤوس لايعني لهم شيئا ، بل يعني شيئا اذا أدى بهم الى القرب والذهاب الى الله سبحانه ، وكما قال أبو الشهداء : ( فإني لا أرى الموت الا سعادة ) ، وكما قال مخاطبا ربه وهو بتلك الحالة فداه أبي وامي وبعد أن قدم أولاده وفلذات كبده وبعد ان انكسر ظهره بمقتل أخيه العباس (ع) وبعد أن رأى ما سيؤول اليه امر نساءه وعياله قال : ( ربي إن كان هذا يُرضيك فخُذ حتى ترضى ) ، فكل همه هو رضا ربه وليس رضا نفسه ، ولم تنكسر نفسه الشريفة بما حل به وبأبناءه وعياله واصحابه ، بل وقف شامخا يخاطب ربه من موقع القوة ، قوة الايمان ، قوة العقيدة ، فأي قتل وأي قطع رأس وقطع أوصال هذا الذي يحول بينه وبين تلك السعادة التي ينشدها ، سعادة لقاء ربه وإقامة الحق الذي أمر به الحق سبحانه .

 

فسلام عليك سيدي أبا الشهداء يوم وُلِدت ويوم تموت ويوم تُبعثُ حيا .

 

 

والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/01



كتابة تعليق لموضوع : أوجه التشابه فيما بين النبي يحيى(ع) والامام الحسين(ع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : عامر ناصر ، في 2015/06/16 .

وعليكم السلام أخي محمد عبدالله
شكرا لزيارتكم الكريمة ولدعائكم ، روي عن الامام الصادق انه قال : أحيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا ،
تحياتي ،

• (2) - كتب : محمد عبدالله ، في 2015/06/15 .

السلام عليكم اخي عامر ناصر
واصل في كتاباتك وفقكم الله لكل خير وتقبل مروري




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net