هل تستحق قطر كلّ هذا الاهتمام والحفاوة ؟
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد السماوي

من المؤكد أنّ الاهتمام والحفاوة التي استقبل بها وزير الخارجية القطري خالد محمد العطية في بغداد ولقائه برئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري , لم يحصلا له مسبقا ولن يحصلا له في المستقبل في أي بلد في العالم مهما كان هذا البلد صغيرا وضئيلا بحجمه وتأثيره في الساحة السياسية الدولية , وليس العراق بلد الحضارات والتأريخ العريق , ولا شّك أنّ هذا النوع من الاهتمام عادة ما تظهره الدول الصغيرة والفقيرة للدول الكبيرة والعظمى التي تقدّم لها المساعدات الاقتصادية والمالية من أجل استمرارها بتقديم هذه المساعدات والسعي لزيادتها , فلا أحد يعيب على الأردن مثلا حين يستقبل أي مسؤول أمريكي أو بريطاني أو من دول الاتحاد الأوربي , لأنّ الأردن كدولة قائم على هذه المساعدات الاقتصادية والمالية , لكن هل ينطبق هذا على زيارة وزير خارجية قطر إلى العراق حتى يحظى بكل هذا الاهتمام والحفاوة ؟ وهل العراق بلد قائم على مساعدات قطر المالية والاقتصادية حتى يسمح لوزير خارجيتها بمناقشة موضوع يتعلّق بالشأن العراقي الداخلي ؟ وما علاقة قطر بالحكومة العراقية إن كانت تمّثل كل العراقيين أو تمّثل قسم منهم ؟ أي بلد في العالم يسمح لدولة صغيرة وضئيلة مثل قطر أن تتدخلّ في شأنه الداخلي ؟ ولماذا كل هذا الاهتمام بوزير خارجية دولة ضالعة من قمة رأسها حتى أخمص قدميها في الإرهاب الذي يفتك بالشعب العراقي ؟ وهل ناقش رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية مع الوزير القطري دور قطر في كلّ ما يجري في العراق ؟ وما الذي ستقدمه السفارة القطرية فيما لو فتحت في بغداد إلى الحكومة العراقية في حربها ضدّ داعش ؟ هل ستوقف مساعداتها المالية والعسكرية لداعش ؟ وهل ستوقف قطر دعمها للسياسيين العراقيين الداعمين للإرهاب والمطلوبين للقضاء العراقي ؟ فلماذا كلّ هذا التصاغر أمام هؤلاء الصغار ؟ وماذا قدّمت سفارة أمريكا العظمى للعراق في حربه ضد الإرهاب حتى نعوّل على سفارة قطر ؟ وهل حقا ما يشاع في وسائل الإعلام أنّ زيارة الوزير القطري هي من أجل التوّسط لإطلاق سراح ضباط قطريين وسعوديين تمّ أسرهم في الرمادي من قبل كتائب حزب الله ؟ وهل تعهدّ الوزير القطري للحكومة العراقية أن تتوّقف قناة الجزيرة الفضائية عن بث سمومها وكراهيتها للشعب العراقي ؟ أنا كمواطن عراقي أشعر بالحزن لهذا الاهتمام والحفاوة التي استقبل بها وزير خارجية قطر الضالعة والمتورطة بنزيف الدم والقتل والدمار في العراق وسوريا , وأشعر بالألم للمستوى الهزيل الذي وصلت إليه الدبلوماسية العراقية بعد سقوط النظام الديكتاتوري في العراق .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat