صفحة الكاتب : علي علي

النجيفي والمطلك.. يامغرّب خرّب..!
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  "خليلك بكل خرابة گرابة" هو مثل من أمثلتنا المتداولة على ألسنتنا، والتي ورثناها من أجدادنا، وقطعا (أبو المثل) لم يقل ماقاله اعتباطا، فهو يحثنا على فعل الخير وترك أثر حميد يبقى وراءنا، في حال تركنا موقعنا في مكان ما أو منصب ما، ولهذا التصرف أبعاد تعود منفعتها للفرد والمجتمع على حد سواء. ولكون الشر يبقى مناوئا للخير، وللشريرين حضور حتمي في كل محفل، بغية النيل من الخيرين وثني عزيمتهم في فعل الخير، فقد ظهر (ابو مثل) ثانٍ يحرضنا على عكس مادعانا اليه (ابو المثل) الأول فقال: (يامغرِّب خرِّب) ومن اللافت للنظر أن هناك عددا لايستهان به ممن ينصاعون لأمر (ابو المثل) الثاني، ويسيرون على خطاه، وينتهجون نهجه وينفذون وصيته في حال ترك أماكنهم او مواقعهم او مناصبهم.
  سأدع (ابو المثل) الأول في شأنه، وأتناول (ابو المثل) الثاني ومن يتجسد فيهم مثله، وأظن أن شخصين ممن يتقلدون مناصب حساسة ومرموقة في عراقنا الجديد هما أقرب اثنين للمثل في التخريب والإساءة، هما أسامة النجيفي.. وصالح المطلك.
  كلنا يذكر الاسطبلات والزرائب التي كان يطلق عليها منصات "العزة والكرامة".. وكيف كان دور هذين الرجلين في تأجيج نيران وإثارة فتن بين أبناء الشعب الواحد، وقطعا لم يكن استقتالهما في أداء دورهما هذا لسواد عيون طائفة او قومية دون أخرى، بل كان كل همهما التفريق بين الجمع والجماعة لتسود الفوضى ويعم الاقتتال، لغايات في نفسيهما وقلبيهما وعقليهما، فكان بصنيعهما هذا خراب كبير مازالت آثاره حتى اليوم تمطر شررا على العراقيين جميعا، ولاسيما من كانوا مغررين بتلك الاسطبلات والزرائب. وبذا يكون هذان الرجلان قد جسدا قول (ابو المثل) الثاني.
  ولو تناولت كل فرد من هذا الـ (زوج) على حدة.. واستذكرت بعضا من سيئاته لكان به تطبيقا آخر للمثل، وأقربها الينا زمانا ومكانا لجنة النازحين التي ترأسها صالح المطلك.. تلك اللجنة التي كان من المفترض أن يكون لرئيسها قصب السبق في إعانة أبناء جلدته من العراقيين المنكوبين، كذلك كان الأولى به أن ينتهزها فرصة ليترك في نفوسهم بصمة صالحة كاسمه "صالح".. ولكن يبدو أنه كان يريد الفوز بتطبيق المثل أكثر من الفوز بأداء واجبه كرئيس لجنة.
  أما الفرد الثاني من هذا الـ (زوج) فأظنه حثيث السعي في تجسيد المثل الثاني بكل صدق وأمانة، يوم شمر عن ساعديه متجشما عناء السفر الى دويلة قطر، ليصدح من أبواق قناة الجزيرة الفضائية بصوته المسموم بتصريحات وبيانات، تضد العراق والعراقيين والعملية السياسية برمتها، وكأنه وجد ضالته في العمل بالضد والوقوف كالند، من زملائه ورفاقه في الحكومة والسلم الهرمي للدولة، يوم راح ينشر الغسيل على حبال تلك الفضائية دون شعور بالخجل، بل أظنه كان يشعر بالفخر والاعتداد بالنفس، حين يتطاول على أبناء العراق وطوائفه ممن يعيشون ضمن تشكيلته الفسيفسائية المتآلفة المتآزرة. ولو استذكرنا ما كان يلوّح ويطوّح به من أراضي أجداده العثمانيين في تركيا، لكفانا ميله الى القول دوما ان جذور الموصل تمتد الى أراضي تركيا، مشيرا بصلافة الى أحقية تركيا بالموصل ديموغرافيا. أما آخر سفرية لهذين الـ (فردين) فكانت باتجاه الغرب.. الأردن، وقطعا هناك الحبايب و (الكرايب) وأصدقاء الماضي البعثيين وعائلة صدام وآخرون سبق أن طبقوا ذات المثل؛ (يامغرّب خرّب).
  اليوم بعد الأحداث غير السارة الواقعة في الأنبار غرب العراق، أرى أن أول من طبق المثل "يامغرّب خرّب" ومازال يطبقه هم الساسة الغربيون أنفسهم، وقد جنوا على أهلهم هناك أيما جناية، الأمر الذي يثبت أن النية المبيتة ليست خدمة محافظاتهم الغربية من خلال مناصبهم ومهامهم المكلفين بها، ولا خدمة العراق بأداء الواجبات المنوطة بهم، بل النية سوء كما هي أعمالهم وأفعالهم وأقوالهم بالأمس واليوم وغدا حتما.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/20



كتابة تعليق لموضوع : النجيفي والمطلك.. يامغرّب خرّب..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net