صفحة الكاتب : نمر سعدي

أنهارٌ مُنوَّمة
نمر سعدي

أيُّ شيءٍ يُنوِّمُ أنهارَكِ الذهبيَّةَ في يقظاتِ الأعالي

ويمنحها لذَّةً لا تُفسَّرُ ؟

كلُّ المجازِ الإيروسيِّ يغدو فقيراً ذليلاً... كرملِ البحارِ

إذا قيسَ يوماً بماءِ ابتسامتكِ السكريِّ

ولكنني حينَ أحلمُ يوماً بأنهاركِ المستغيثةِ

بالكهرمانِ النبيلِ أمامَ يديكِ

أرى قدمي كيفَ تغطسُ في ذهبٍ سائلٍ أخضرَ اللونِ

كالسمكِ المتسلِّحِ بالعنجهيَّةِ والانبهارِ

أرى ندمي وهو يزحفُ فيَّ على وجههِ

أتقرَّى دمي مثلما يتقرَّى

لهيبُ السيوفِ على شفتيَّ أصابعَ ليلايَ

صمتُ الفراشاتِ فوقَ يديَّ

وحلمي يُتوِّجُ قتلايَ بالوردةِ المستحيلةِ

أنهضُ من موتِ رؤيايَ في سكراتِ القبيلةِ

لا اليومَ خمرٌ ولا الغدَ أمرٌ

وليسَ لعينيَّ أن تحملا شبقَ الشعرِ

فوقَ الطريقِ الذي ليسَ يُفضي سوى لمفاتنِ فاطمَ

أو لنداءاتِ ضلِّيلها وكتابِ اليمامِ



سأختمُ ما ظلَّ من مسكِ أنفاسكِ الرخصِ

ثمَّ أصومُ عن الغمغماتِ التي لن تُصادقَ كذبَ نواياكِ

أو ربَّما لن تُصدِّقَ دمعَ التماسيحِ في آخرِ الفجرِ...



ماذا وراءَكِ من قلقٍ ناصعٍ لا يُصاغُ

ومن خضرةٍ لا تنامُ سوى فوقَ صوتي..

ومن رميةٍ حاذقةْ

تتهادى بسهمٍ نحيلٍ وتنشبُ في رئتي العاشقة ؟



أيُّ شيءٍ يُنوِّمُ أسرارَكِ المستقيلةَ من شمسها

في ذرى الروحِ مثلَ السفائنِ مُتعبةً مُتعبةْ ؟



أتراكمُ مثلَ الأهلَّةِ فوقَ سماءِ حزيرانَ

ينهرُها ألفُ ذئبٍ قتيلٍ وتدركها لعنةُ التجربة

كلُّ أفكارِ قلبي وأشعارهِ

سوفَ يُعلنها الحبُّ فيَّ وتنكرها الموهبةْ

كلُّ ما يتراخى وراءَ التماعاتِ وجهكِ يضربني كالزلازلِ

يُشعلُ ما في دمي من هشيمٍ ومن خشَبٍ قاحلٍ

في حياةٍ خلَت كانَ شوقاً عنيفاً إلى قُرطبةْ

ما الذي يتوالدُ من هذهِ اللمسةِ الرعويَّةِ

والضحكةِ المستديرةِ حولَ يديكِ الملوكيَّتينِ

قفيراً من النحلِ يحملُني كيْ أنامَ على غيمةٍ طيِّبةْ ؟



أيُّ شيءٍ يُهوِّمُ بي فوقَ هذي البحيرةِ كالطائرِ المستهامِ

ويمنحني شفقاً من كلامٍ ؟

وأيُّ شتاءاتكِ الأنثويَّةِ يعصفُ بي في مرايا الظلامِ ؟

وأيُّ نداءاتكِ العاطفيَّةِ يرمقني من علٍ كالملاكِ الحنونِ

ويمسحني بالأناشيدِ..

أو برذاذِ البحارِ المشبَّعِ بالدمعِ والاشتهاءِ

كعينيكِ في ذروةِ الحبِّ...؟



هذا الرمادُ قليلٌ على نزوةِ النارِ فينا

وليسَ يُغطِّي كما ورقِ التينِ سوءةَ عنقائنا

لا يُغطِّي الذنوبَ التي يبسَتْ فوقَ أشيائنا...

كلُّ هذا الحطَبْ

ليسَ يكفي ليوقدَ في دمكِ القبلةَ الباردةْ

كلُّ هذا التعَبْ

ليسَ إلاَّ طريقي وفاكهتي وحنيني

الذي كثَّرتهُ الحياةُ لأندلسٍ واحدةْ



أيُّ شيءٍ يُنوِّمُ أنهارَكِ المخمليَّةَ

في هاوياتِ السماءِ وفي شُرفاتِ الأنوثةِ ؟

حتى لتجهشَ بالشمسِ والوردِ والطيرِ والاخضرارِ

وتنحلَّ في عتمةِ الشغفِ الأرجوانيِّ

أو في بكاءِ اليدينِ على دمنا الكهلِ

ماءً كعطرِ السفرجلِ...

مفردةً مفردةْ.









أيَّار 2011
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نمر سعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/30


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • حيرةُ هاملت  (ثقافات)



كتابة تعليق لموضوع : أنهارٌ مُنوَّمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net