صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

 
قبل ان تتوفى امي , اوصتني بالدجاجات والديك خيرا , وحذرتني من بيعهما او ذبحهما , وقد صنت الوصية , حافظت على الدجاجات والديك , لم اذبح منها ولم ابعها , بل اكتفيت ببيع البيض , لاشتري لوازمي الاخرى , فقد كنت عاطلا عن العمل .
سارت الامور في مجرياتها  الطبيعية , حتى فاز جاري بالانتخابات وصار مديرا , وفي مدة وجيزة , بنى قصرا مهيبا , على خربة بيته السابق , وقطع جانبي الشارع بكتل كونكريتية , ووقف في كل جانب عدة رجال مدججين بالسلاح , والمصيبة الاكبر , وضعوا الكتل الكونكريتية في مكان قريب جدا من باب بيتي , فيصعب عليّ الدخول و الخروج من والى البيت , لم استطع الكلام , فلم تكن هناك جهة تستقبل شكواي ! .
لكن ديكي المشاغب قد تولى الامر , ففي كل ليلة , وفي وقت متأخر جدا , يتسلق القصر , ليصيح بصوت عال , فيوقظ اصحاب القصر , ويقض عليهم مضاجعهم , بينما قد تعود السيد المدير على السهر , بعد ان كان ينام في اول الليل , واعتاد النوم متأخرا هذه الايام , فبمجرد خلوده للفراش , يبدأ الديك بتسلق القصر , والصياح بصوته العذب , فيقفز المدير من فراشه , مستيغثا بحراسه , بل وحتى اهل بيته , فيعجزوا عن اسكاته ! .
لم يكلمني المدير كجار يحاور جاره , بل استدعاني للحضور بشكل رسمي , الى مقره , فذهبت , فأستمعت لخطب رنانة , وشكاوى لا تنتهي , لعدة ساعات , وكنت واقفا , لم يشر اليّ ايا من الحاضرين بالجلوس , وختموا كلامهم بالتهديد والوعيد , فتكلمت اخيرا , عندما سنحت لي الفرصة , حيث قد تعبوا من كثرة الكلام , واخبرتهم بأنه ديك , لا يفهم الكلام ولا يعي النصح او التهديد ! .
استمر الديك بالصياح في كل ليلة , ولم يعبأ بتهديدات المدير , واسترسل بصياحه , وكأنه يخاطب المدير وادارته :
- اين التعيينات يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين الخدمات  يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين الكهرباء يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين الحصة التموينية يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين الامن و الامان يا مديـــــــــــــر ؟ .
- الا تنظر الى أذية الجار يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين الفقراء في خطتك لهذا العام  يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين انت من الارامل والايتام يا مديـــــــــــــر ؟ .
- اين انت من الجياع والمحتاجين يا مديـــــــــــــر ؟ .
وغير ذلك الكثير , لكن المدير لم يعجبه هذا الكلام , فطلب من احد الحراس اطلاق النار , فصوب هذا بندقيته نحو الديك , فارداه قتيلا !! .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/30



كتابة تعليق لموضوع : الديك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net