صفحة الكاتب : عامر ناصر

المرأة
عامر ناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم
 
1- قال سبحانه : إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) القمر
2- وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ(21الحجر
3- إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ( القدر 1)
لو نظرنا الى هذه الآيات الكريمة لوجدنا التركيز الواضح على ان ما من شيء في الوجود الا وهو مخلوق ومصنوع بقدر وتقدير منه سبحانه ، ولا يخرج عن دائرة الخلقة شيء لا يدخل فيه تقدير الله سبحانه وتهيأته لم خُلق من اجله ، وما من شيء مخلوق الا وهو مصنوع بأحسن ما يمكن من قِبل من له الأسماء الحسنى (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ )7 السجدة ، وبهذه الاية الكريمة أثبت سبحانه الحُسن لكل شيء مخلوق ، فالحُسن يدور مدار الخلق وبالعكس ، فلا خلق الا وهو حسنٌ جميلٌ باحسانه سبحانه من ناحية الخلقة وتمامها ،
وذلك لان الخالق هو مصدر الحُسن والكمال المطلقين ، فلا يصدر منه الا حَسَنٌ جميل .
إذاً ما معنى بعض التعابير التي تصدر من النبي (ص) والامام علي (ع) بحق المرأة ( النساء ناقصات عقل ودين ، أو الابتعاد عن مشاورة النساء ) وغير ذلك ؟ 
قبل الإجابة عن هذا التساؤل لنلقي نظرة بسيطة على بعض النقاط التي تخص الموضوع :
1- المرأة في التاريخ 
لقد خضعت المرأة كغيرها من المخلوقات الضعيفة الى التحكُم، ففي العصور الحجرية كانت المرأة تابعة تبعية مِلْكية للرجل لانه الأقوى جسدياً ، فكانت تُدفن معه اذا مات كحال امتعة الرجل التي تدفن معه وهذه الحالة مشهورة في تاريخ الهند ومصر القديمة ، ثم جاءت عصور ما قبل النهضة الاوربية ، حيث كانت تُمنع من الإرث والتملك، ثم في العصر الجاهلي ، فقد كانت تُقتل او تُدفن حية عند ولادتها، ولا يحق لها الإرث والتملك ، وكانت زوجة الاب تصبح مِلكا لابن الرجل له ان يتزوجها او يحجر عليها ؟! 
2 – المرأة في القرآن
لقد ورد في القرآن الكريم انه سبحانه لا يُفرق بين الذكر والانثى (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى -195 آل عمران) ، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)النحل ، (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)النساء ، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 13 الحجرات)
3- التهيأة والاعداد
هناك حالة يشير اليها القرآن الكريم في معرض التعرض الى قصص الأنبياء (ع)، وهي حالة التهيأة والاعداد لاخراج الأنبياء الى العوالم الاجتماعية التي أُرسلوا اليها كما هي حالة تهيأة النبي إبراهيم (ع) وكيف هيأه طفلا لم ير النجوم والكواكب ، وقصة موسى (ع) ومعجزة تربيته عند ألد اعداءه فرعون ، وقصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكيف أعده اميا لا يقرأ ولا يكتب ، وجاءهم بكتاب معجز ، فيه من العلوم اعلاها .
وسيرا على سنته تعالى في عدم التمييز بين الرجل والمرأة ، فقد جعلها احدى وسائل إعداد الأنبياء والأئمة (ع) ، فهذه مريم (ع) قد جعلها الله سبحانه عنصرا أساسا في التيأة لخلق نبيٍ عظيم من اولي العزم وهو عيسى (ع) ، وهذه فاطمة الزهراء (ع) وقصتها مشهورة حيث تمت خلقتها من ثمرة من ثمار الجنة في ليلة معراج النبي (ص) وجعلها طاهرة مطهرة لتكون أساسا لخلق واعداد أئمة اهل البيت (ع) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وكذلك السيدة نرجس .
ثم جعل سبحانه حَمل الإماء والجواري سببا لعُتقهن من نير العبودية ، كل ذلك ليرفع من عقول الرجال-الطرف القوي- مفاهيم الغلبة والتسلط والقهر وانهم لا يَفْرُقون عن النساء الا بما جعل الله لهم من زيادة بموجب مشيئة القدر في الخلقة .
4- مسألة التقدير 
هناك خلط واضح ناتج من الجهل بالمعارف الإلهية والابتعاد عن علوم التوحيد والدين والوقوع في حالة الشرك والتحدي للإرادة والفطرة الإلهية والتلاعب بالفاظ لايفهم معناها لغة او استخداما ، مثل مسألة المساواة ، فان الله سبحانه عندما يقدر مخلوقا معينا ويُهيأه ويعده لاداء دور معين في الحياة ، تكون عملية تغيير هذا الدور لهذا المخلوق عملية تصطدم بكثير من العوائق بل بكل شيء ثم تعود مبتعدة عن هدفها مفلسة من كل شيء ، فهل استطاعت المساواة مثلا ان تجعل الرجل محلا للحمل والانجاب ، او بدلت تركيبة وافرازات الجهاز الهرموني لكلا الطرفين ؟! كلا أبداً ، فاضطر الطرف القوي في المعادلة –الرجل- ان يستخدم أسلوبه القديم في العصور الماضية- أي الاستغلال المفرط للطرف الضعيف-المرأة- فاخترع مصطلح المساواة وحقوق المرأة ، ففي جانب المساواة استغل المرأة وجعلها تعمل بوجبتي عمل –في المصانع والدوائر- وفي البيت ، وفي جانب الحقوق استغلها ابشع استغلال وهو عملية التمتع بمفاتن المرأة والتعري امام الرجال وجعل ذلك حقا شخصيا لها يجب ان تمارسه واغراها على ذلك واغدق عليها ؟؟؟!!!
ولو كان الرجل منصفا لطالب لها بالعدل وليس المساواة والتي تكون في بعض الاحيان ظلماً كمساواة المُقعَد والسليم في التمارين الرياضية ، ومساواة البصير والضرير في القراءة .
إذاً الرجوع الى جانب العدل وإعطاء كل ذي حق حقه (لا يكلف الله نفسا الا وسعها ) وعدم الاستغلال والرجوع الى الفطرة التي تتفق مع العقل والمنطق والخلقة هو الصحيح ، فتقديره سبحانه للمرأة لاداء دور معين في الحياة وهو صناعة الجيل الجديد ، وتجهيزها بكل المستلزمات الضرورية لذلك ، ومنها الاختلافات الخلقية ونوع الهرمونات والاختلافات الفسلجية والنفسية ، كل ذلك يستدعي تزاحم بعض الصفات وتغلبها على بعض آخر مثل العواطف وليونة الجانب وعدم الحضور الدائم والتواجد في كل الحياة الاجتماعية كما هو الحال عند الرجل ، لذلك جاءت بعض الحالات عند المرأة مثل قلة الاطلاع على بعض مناحي الحياة مثل السوق او جبهات القتال او بعض العلوم التي تحتاج الى قوة عضلية مثل تصليح السيارات ، واصبح ذلك مقياسا للتقييم كمادة مرجعية ، بينما نجد ان الرجل في بعض هذه المواقع التي تُعاب عليها المرأة كمثل الشخص الميكانيكي لا يُعاب لعدم معرفته بعلم النبات او الطب ويقال أنه لم يدرس هذه العلوم ، بينما لا نجد مثل هذا الدفاع للمرأة ، فعدم احاطتها ببعض التفاصيل الدقيقة في بعض المناحي مثل التأسيسات الكهربائية يعتبر خللا عندها ونقص بسبب جهلها العقلي وغير ذلك من الاتهامات ؟؟؟!!! ولا يقال انها مخلوق انساني قد سبق في تدبير الله سبحانه أن تكون مشغولة في أمور أخرى كالحمل والولادة والتربية وغيرها ، كل ذلك منعها ان تكون محيطة بكل التفاصيل التي جعلها الرجل الجاهل مقياسا للذكاء والافضلية ؟؟؟!!!
5- قسّم الله سبحانه آيات الكتاب الى قسمين (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ )7آل عمران ، وقد وصف سبحانه الآيات المحكمات بأنها أُم الكتاب والمقصود بالأُم ، هو الأصل الذي يُرجع اليه ، واما المتشابهات فهي التي تتردد العقول في معانيها وتشتبه ، فاذا أُرجعت الاية المتشابهة الى ألأُم-المحكمات- إتضح معناها بشكل واضح ودقيق ، مثل الآيات المتشابه التي تذكر اليد والوجه والمجيء لله سبحانه ، اذا أُعيدت الى الى الآية المحكمة ( ليس كمثله شيء ) إتضح ان اليد معناها القوة والتأييد والوجه معناه الرحمة الى غير ذلك .
كذلك هناك في كلام النبي (ص) والأئمة (ع) محكم ومتشابه ، فلا يجوز ان يُؤخذ كلامهم (ع) ويُفسر تفسيرا غير صحيح ولا يُعاد الى محكمه وما يناسبه من الظرف ومطابقة القرآن وحفظ فصاحة المتكلم ومقامه .
فلا يجوز ان يُحمل كلام رسول الله (ص) عن المرأة انه محمول على الحكم بنقصها وجهلها ، فرسول الله (ص) هو افصح العرب وهو من جاء بالقرآن العظيم ، فعندما نجد انه يقول أنهن ناقصات عقل ودين ، يجب ان يُفسر على انه كلام صادر من شخص لا ينطق عن الهوى بل هو وحيٌ يوحى !!! إذاً ما معنى كلمة نقص هذه ؟ وهل هي بنفس المعنى المستخدم في اللغة الدارجة عندنا ؟ فهل يجوز ان نعمم ؟ ونقول ان راتب الموظف قليل الخدمة اقل من ذاك الذي خدمته طويلة بأن السبب هو النقص في الموظف الأول ؟ إذاً يجب ان يكون التفسير الصحيح-ناقصات عقل- هو تلك الحالة من منافسة بعض عوامل الخلقة التي جهزها بها الله سبحانه من العواطف واختلاف الهرمونات والفسلجة كل ذلك جعلها قليلة المعلومات كميةً عما هو عند الرجل كما جاء في المثال السابق ، وليس في ذلك عيبا ، كذلك المرأة ناقصة عقل ، بمعنى أقل معلومة عما هو عند الرجل بسبب قلة التواجد ولا ضير في ذلك ، أما نقصان دينها فهو أكثر وضوحا واقرب للعقل-وهو الكمية- فالذي صلاته في الشهر الواحد اقل- بسبب الأمور الفسلجية – مما هو عند الرجل ، يقال ان المرأة انقص دينا من الرجل لان صلاته كاملة للسبب السابق .
لذلك لا يجوز ان ندّعي نقصا في خلق الله سبحانه (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ )7 السجدة ، وكذلك الحال فيما يخص (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) حيث جعل سبحانه سبب هذه القوامة أولا بما فضّل الله بعضهم على بعض ، فكلمة فضّل ليس معناها التفضيل من باب الجودة ، وانما من باب الزيادة كزيادة الهيكل العضلي والفسلجي وغيرها،وثانيا بما انفقوا ،
وقد أُعطي للرجال الضعف من التركة وكُلف بكل عملية الانفاق على البيت والعيال ، وكذلك فان قوامة الرجال هي من باب الإدارة المركزية داخل البيت وعدم ترك نواة المجتمع-الاسرة- في مهب الريح بوجود اكثر قائد .
والحمد لله رب العالمين والصلاة وأتم التسليم على اشرف الخلق اجمعين وآله الطيبين الطاهرين . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/11



كتابة تعليق لموضوع : المرأة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net