لو العب لو اخربط الملعب
طاهر الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
طاهر الموسوي

بطلت.... كلمة قالها, وذهب بعيدا وهو يحمل بين ذراعية كرة صغيرة
ومن خلفه عدد من الاولاد
يهرولون يتوسلون
عد يا سرمد ....
عد يا صديقنا المغوار الى ساحة الملعب وسوف ننفذ ما ترغب !
جهة اللعب !
ومن تطلب من الاولاد حتى لا تتعب !
ولك علينا احتساب كل الاخطاء لك حتى لو كنت انت من تنهب !
ولك الحق في تفيذ جميع ضربات الجزاء والركنية برغم من انك لا تعرف ان تلعب !
بالرغم من اننا الاكثريه وانت وحدك ! برغم من اننا نمتلك القوة والمال لشراء الكرة وطردك!
نتوسل اليك ارجع واللعب معنا يا سرمد
ولا تخربط الملعب (!!).
هذا الموقف مر بنا جميعا حينما كنا نلعب مع اقراننا حفات في الازقة وفي الساحات الترابية المملؤة بالاحجار والحصى و(الكزاز) .
فصاحب الكرة (الطوبة) هو الشخص المسيطر على مجريات اللعبة، هو من يختار فريقه ، وهو من يوزع الادوار بين (ربعه) وهو الوحيد الذي لديه الحق في عمل كل شيء فقط؟ لانه صاحب (الطوبة) !!.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من اين جائته هذه الثقة العالية بالنفس وهو طفل صغير وضعيف والتي تجبر كل الاولاد الاخرين على الرضوخ له وتنفيذ كل شروطة القاسية والغير مقبولة عقلا على الرغم من انهم الاغلبية في ساحة الملعب وهو وحده ؟.
هذه القصة ليست من نسج الخيال
ولا تنطبق فقط على صاحب (الطوبة)صاحبنه الطفل سرمد واقرانة من اولاد الحي ،انها تنطبق وللاسف الشديد على واقع الحال في مجريات الاحداث منذ زمن بعيد في بلدي العراق الذي نمثل فيه نحن المكون(الشيعي) الاغلبية السكانية ، ونمتلك الثروة النفطية والزراعية الكبيرة ولدينا الطاقات العلمية والعقول الخلاقة فضلا على ان (الشيعة) هم المكون الوحيد الذين لديهم مرجعية دينية يلتزم الجميع باوامرها من المفترض طبعا (!!).
ولكن هل استفدنا من جميع هذه العوامل والامكانيات التي نمتلكها ؟
الجواب اكيد سيكون على لسان الجميع ؟ ( كلا ) !!.
وهل سالنا انفسنا يوما لماذا الجواب (كلا) ؟؟.
نحن... أقصد الأغلبية (الشيعية) نقدم يوميا التنازلات تلو التنازلات الكثيرة والكبيرة جدا للاطراف الاخرى؟برغم من انهم أقلية !!
ولماذا نحن متفرقون ولا نتحد بيننا لتحقيق حقوقنا التي كفلها لنا الدستور وحق المواطنة في وطنة!
لماذا لا نكون فريق واحد منسجم رغم اختلاف الرؤى ونلملم شتاتنا معتمدين على ما لدينا من عوامل قوة عقائدية وسياسية واقتصادية وعلمية وحتى عسكرية
فلدينا من يتسابق لنيل الشهادة دفاعا عن الدين والوطن والمقدسات فقط باشارة واحدة من يد المرجعية الدينية التي يثق بقراراتها الجميع ؟
ولماذا نحن ضعفاء مهزومون ؟
ولماذا نحن دائما في قفص الاتهام خانعون ؟
ولماذا نحن دائما من يدافع عن المواقف معزولون ؟
ولماذا افعالنا ردود افعال وليست افعال كما يفعل الاخرون ؟
ولماذا لماذا لماذا ؟؟؟
وهل سرمد يفوقنا قوة بالعدد والعدة والثروات والعقول ؟
وهل ان الكرة التي يمتلكها سرمد لم يصنع مثلها في مصانع العالم كل العالم ؟
سؤال حيرني وحير الملايين من ابناء مكوني المسكين الذي عاش عهود وعهود من الزمن وهو يتحمل الظلم والقتل والدفن في المقابر الجماعية والسجون المظلمة والوان العذاب والتهجير والحرمان من جميع حقوق المواطن في وطنة ؟
الى متى تبقى روح الانهزامية في نفوسنا ويبقى ابناء (سرمد) يمتلكون الثقة بالنفس وهم لا يزالوا يقتلون ويتهمون وقضمون الارض ويسرقون المال ويلعبوا بنا (طوبة) كما يشاؤون ؟
ونحن في الزاوية محصورون مغلوبون ؟
ردوا علينا يامن سلمناكم اعناقنا...
ردوا علينا يامن سلمناكم ثرواتنا...
ردوا علينا يامن سلمناكم اولادنا...
ردول علينا يامن سلمناكم حتى اوطاننا ؟؟؟...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat