مسعود بارزاني يسعى لوعد أمريكي على غرار وعد بلفور
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد السماوي

في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء حيدر العبادي مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في أربيل يوم الأثنين الموافق 6 / 4 / 2015 قال مسعود ( إنّ زيارة العبادي تأتي في وقت مهم وحسّاس جدا , وكانت فرصة مهمة للتباحث حول المواضيع التي تهم مستقبلنا , وأنّ الآراء كانت متطابقة ووصلنا إلى تفاهم مشترك من شأنه أن يصبّ في مصلحة العراق , وتحدّثنا عن التنسيق فيما بيننا وإنهاء المشاكل , فالإقليم جزء من العراق , واتفقنا على حل جميع المشاكل , كما اتفقنا على تشكيل لجنة مشتركة لدراسة مشاركتنا في عملية الموصل , وسيتم اتخاذ القرار بناءا على الدراسة ) , فقول مسعود في هذا المؤتمر الصحفي بأنّ الإقليم جزء من العراق لم يمض عليه شهرا واحدا , وها هو مسعود يغادر غدا الأحد إلى الولايات المتحدّة الأمريكية للاتفاق معها على تحديد حدود الدولة الكردية كما صرّح بذلك رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين , , كما وإنّه سيعرض موضوع الدولة الكردية على الأمم المتحدّة كما صرّح بذلك محسن السعدون , ومسعود ليس بالسياسي الساذج ليعلن عن كل هذه الخطوات ما لم يكن قد حصل وعد من الإدارة الأمريكية بقيام دولة كردستان , كما وإنّه ليس من المصادفة أن يطلب السياسي الكردي المخضرم محمود عثمان من كافة القيادات الكردية أن تدعم زيارة مسعود للولايات المتحدّة الأمريكية , فمسعود ذاهب للحصول على وعد من الولايات المتحدّة بإنشاء وطن قومي للأكراد على غرار وعد بلفور الذي هيّأ لقيام دولة إسرائيل , وفي نفس الوقت لإبلاغ الإدارة الأمريكية ومجلس النوّاب الأمريكي بتأييد القيادة الكردية للقرار الأمريكي المتعلق بالتعامل مع البيشمركة والسنّة كبلدين .
والمشكلة ليست في الخطاب الكردي أو في توّجهات القيادة الكردية نحو إقامة دولة كردستان , فالخطاب الكردي واضح وصريح جدا ولم يتغيّر اطلاقا , وتوّجهات القيادة الكردية نحو استكمال بناء مؤسسات الدولة الكردية تسير بشكل حثيث وبخطى محكمة ومتسارعة , لكنّ المشكلة في القيادات الشيعية التي تعتقد أنّ تقديم المزيد من التنازلات للأكراد من شأنه أن يثنيهم عن عزمهم في الانفصال وإعلان حلم الدولة الكردية , وهذا الرأي تحديدا تتبنّاه قيادة المجلس الإسلامي الأعلى وبدرجة أقل تيار الأحرار , فهذه الزيارة قد أثبتت بشكل قاطع أنّ منهج تقديم التنازلات للقيادة الكردية ليس خطأ فحسب , بل هو تفريط غير مبرر لمصالح وحقوق شيعة العراق , وقد آن الأوان للقيادات الشيعية أن تخرج من شرنقة خلافاتها الشخصية والحزبية , وأن تتفهمّ الواقع كما هو والمتمّثل بالدولتين في الدولة الواحدة , وإن تدرك أنّ طموحات الأكراد في تقرير مصيرهم وإقامة حلم دولتهم القومية المستقلّة , لا تثنيهم عنه اتفاقات وزير النفط عادل عبد المهدي أو تنازلات رئيس الوزراء حيدر العبادي أو استثمارات بعض الساسة العراقيين في كردستان , ولا بدّ للقيادات الشيعية أن تصحو من سكرتها , وأن تتعامل مع هذه الحقائق بوعي وعقلانية وتقرأ الواقع السياسي بعيدا عن العواطف والعقول القاصرة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat