ان الفتوى التي صدرت من سماحة المرجع الاعلى هي دعوة لكل العراقيين ، في سبيل الدفاع عن العراق ومقدساته كلها .
كلام المرجعية دقيق وتشخيصي جدا ، فالسيد عندما دعى ، واستجابت الناس لهذا النداء المقدس والالهي كما عبر عنه البعض هو لا ينتهي بانتهاء ابعاد الخطر عن المناطق الشيعية او عن الشيعة فقط ، بل ابعاده عن كافة العراق بكل مكوناته وطوائف ، سواء وقفو معنا اصحاب تلك المناطق ام لم يقفوا ، فدفاع الشيعة ليس لاجل السنة فقط ، بل لان العراق هو موطن الكل ، والجائزة تكون مضمونة لمن يريد ان يقدم نفسه في سبيل هذه الفتوى وفي سبيل هذا الوطن ، هي الشهادة باعلى مستوياتها ، كما ذكر السيد السيستاني دام ظله ذلك لاحد الاباء لديه اربعة شهداء وقال له زرهم مع انصار الحسين عليه السلام ، ولكن للاسف الشديد نرى الكثير من الناس عندما تحصل انتكاسة امنية او استشهاد عدد من المقاتلين ويذهبون شهداء عند ربهم ، نرى التذمر والندم على تقديم الشهداء ، والمطالبة بسحب المجاهدين من ساحات القتال ، لان الطرف الاخر لا يستحق التضحية ، ولكثرة الخونة ، اقول نعم هناك انتكاسات في المعارك نتيجة الخيانات وغيرها ، ولكن لابد ان لا تحل الامور بهذه الطريقة ، بل المفروض الضغط على المسؤلين عن هذا الخرق الامني ، والوقوف على اسباب الاخطاء التي تحصل ، فدماء ابنائنا ليست رخصية فلابد من توفير كامل الاحتياطات الامنية والعسكرية التي تحميهم من هجمات العدو ، والشيء الاخر ، الامر ليس كما يقال من عدم استحقاق الطرف الاخر لتضحيات الشيعة ، بل ان الامر اكبر واعظم من هذا الشيء بكثير ، فالذي خرج متطوعا لابد له من الاستمرار في استجابة هذه الدعوة بكل ما تعنيه الكلمة من ان الجهاد هو استجابة لنائب الامام ، وان الغاية شريفة وعميقة تصل الى ماهو كان عليه الامام الحسين واصحابه .
ان ما يحصل من هكذا دعوات خصوصا من اتباع المتمرجعين او المندسين يكون هدفها واحد ومباشر الا وهو اظهار مرجعية النجف الاشرف بموقف الانكسار ولا يحسد عليه من تحشيد ابناء الشعب الى حرب لا نحصل منها لا ناقة ولا جمل ، هكذا ندائات خطيرة بمضامينها فهي تذكرنا بما حصل لمسلم بن عقيل في الكوفة وما جرى على ابي عبد الله في كربلاء من قول اغلب الناس (مالنا والدخول بين السلاطين) ، فاليوم لا يوجد تل نقف عليه ونبقى محايدين ، بل لابد من اتخاذ الموقف من كل ما يحصل ، والى اي طرف تتجه ، وان كان الخيار هو خط المرجعية ، فالمرجعية لا تحتاج الى مزاجيات الاشخاص وتقلبات ارائهم ، من يتبع المرجعية لابد له من ان يثق بها كامل الثقة لانه يضع دينه ودنياه في الفقيه وهذا ما طلبه منا اهل البيت عليهم السلام ، لذى فقد تتغير النية عند البعض في ساحات الجهاد ويقتل على غير ما كان عليه سابقا من غاية الجهاد ، فلابد من الحذر من هكذا انطلاقات للعبارات الخطيرة على نفسه من حيث يشعر او لا ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat