صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

إزدواجية المعايير في الرؤية العربية
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تمر المنطقة العربية خصوصا, والشرق الأوسط عموما, بأحداث عاصفة, لم يكن أولها الربيع العربي, ولن يكون آخرها ما يسمى بعاصفة الحزم.
أحداث بدأتْ ترتسم صورتها بتحالفات عربية جديدة, عنوان هذه التحالفات, هو للحفاظ على أمن وسيادة الدول العربية وشرعيتها.
شُكِّل تحالف من خمس دول خليجية, إضافة إلى مصر والمغرب وباكستان, ودعم لوجستي أمريكي, لضرب اليمن, تحت يافطة عريضة, عنوانها إعادة الشرعية للحكومة اليمنية.
هنا يبرز السؤال الأهم, هل إن اليمن هي الدولة العربية الوحيدة التي عصفت بها الأحداث؟!
وهل هناك أحداث مشابهه, حدثت في دولة عربية أخرى؟!.
ما حدث في اليمن تماما كالذي حدث في مصر, فالمصريون إنتفضوا ضد حسني مبارك, وإستقال الاخير, لتتشكل حكومة إنتقالية, بعدها جرت إنتخابات أفضت لتسلم الرئيس الإخواني محمد مرسي مقاليد الحكم.
بعد سنة من حكم مرسي, ظهرت ملامح إنحراف الثورة, وإستحكم الإخوانيون على مقدرات البلد, الأمر الذي أدى إلى حدوث إنقلاب عسكري, بقيادة السيسي, للإطاحة بالرئيس "الشرعي".
تماما هذا ما حدث في اليمن, فاليمنيون أيضا تظاهروا, وإستقال علي عبد الله صالح, ووصل الرئيس الذي يميل للإخوان المسلمين, عبد ربه منصور إلى سدة الحكم, وبدأ الإستئثار بالسلطة, لكن الفرق هنا والتميز لليمن عن مصر, هو إن الشعب إنتفض مرة أخرى, ولم يحدث إنقلاب عسكري, على اثرها إستقال هادي منصور, وعدل عن إستقالته بضغوط خارجية.
لماذا لم يجتمع العرب لإعادة الشرعية في مصر؟!
شرعية مصر أزيلت بإنقلاب عسكري, وليس بإنتفاضة شعبية, أليس من الأجدر والاهم, أن تعاد هذه الشرعية, حسب ما يدعيه العرب؟!.
لكن أنى للعرب أن يزنوا الإمور بمنظار واحد!, فهم طائفيون مقيتون, ينظرون على إن الحوثيون, وهم متصدري ثورة اليمن الجديدة, ينظرون لهم, على أساس طائفي وإنتماء مذهبي, هذا ألإنتماء الذين يحاولون تصويره على إنه تبعية لإيران, تلك الدولة التي تعتبرها مملكة ال سعود العدو الأول لها.
لذلك برؤية إزدواجية طائفية بغيضة حاربوا اليمن, وتركوا مصر, بل أشركوا مصر بالتحالف, لأنهم أوهموا مصر ومن معها, إن الحوثيين "الشيعة" إذا سيطروا على مضيق باب المندب, فهذا يعني إن قناة السويس ستكون في مهب الريح.
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/29



كتابة تعليق لموضوع : إزدواجية المعايير في الرؤية العربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net