صفحة الكاتب : مهند ال كزار

عزت وجبار ومله صيهود
مهند ال كزار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نهض جبار من النوم صباحاً, ليكمل مسيرة العناء اليومية, التي يعيشها هو وعائلته, حمل مسحاته وسار بخطى حافية القدمين تملئها الشقوق وأشواك الـ(عاكول), التي رسمت بساقيه خرائط الجوع والمشقة.
عند الخروج من المنزل تفاجئ جبار بتجمهر اهالي القرية عند منزل الملة صيهود, وعند السؤال عرف جبار بزيارة وزير الزراعة الى المدينة, فألقى جبار مسحاته ونفض الغبار عن دشداشته الوحيدة.
رافق جبار والمله صيهود اهالي القرية, وذهبوا الى مدينة النصر التي تقع شمال الناصرية, والتي يشطرها نهر الغراف الى شطرين, من أجل عرض معاناتهم على مسؤول الزراعة المباشر .
الجماهير تهتف بصوتً عال كعادتها, الوزير يعتلي المنصة والقومية تنفث نيرانها من بين فكيه, جبار ومله صيهود ورفاقهم منتظرين اللحظة المناسبة التي يعلنون فيها عن مطالبهم التي جاءوا من أجلها.
سأل وزير الزراعة- ماهي مطالب أهل المدينة؟ فصاح مله صيهود ومعه جبار بصوت عالي ( سيمات للطبكه- سيمات للطبكه), وماهي إلا ثواني حتى أصبحت سيمات الطبكة هي المطلب الوحيد لأهالي القرية .
سجلت سيمات الطبكة (الدوبه) التي تستعمل للعبور بين ضفتي النهر, كمطلب رئيسي لاهالي النصر, تحت استهزاء واستغراب عزت الدوري وزير الزراعة في سبعينيات القرن العشرين .
فطرة جبار ومله صيهود جعلتهم محل أستهزاء عند الدوري, لانهم لم يطلبوا دوبه جديدة ولا جسراً, بل طلبوا سيمات جديدة بدل السيمات المتقطعه التي تستعمل في سحب الدوبة وهي داخل المياه.
مطلب جبار ومله صيهود كان عن معرفة ورجاحة عقل متميزة, فقد عرفوا بأن عزت ورفاقه لم يكونوا رجال دولة في يوم من الايام, وأن توفير السيمات من قبل الوزير هو ضرب من ضروب الخيال.
من لم يأخذ مطلب السيمات على محمل الجد, لن يستطيع قيادة دولة لمدة تجاوزت الثلاثين عاماً, ومن يوصل بلاده الى المرحلة التي وصلناها اليوم لا يجب عليه المطالبة بقيادة هذه البلاد من جديد.
اولاد جبار ومله صيهود هم من أخذوا ثأر أبائهم وشهدائهم الذين خلفهم النظام البعثي بقيادة عزت ورفاقه, ليبعثوا برسالة عاجلة لمن يتحالف مع المتطرفين والبعثيين على حساب الوطن؛ أنك على رحيل والعراق باق الى الابد.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند ال كزار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/21



كتابة تعليق لموضوع : عزت وجبار ومله صيهود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net