صفحة الكاتب : علاء كرم الله

تسويف قضيتي الموصل وسبايكر؟!
علاء كرم الله

 لم يحدثنا التاريخ الحديث في كل الحروب والمعارك التي حدثت فيه وكذلك لم نسمع أيضا عن مدينة بحجم وأهمية مدينة الموصل بما تمتلكه من أرث تاريخي وحضاري أن سقطت خلال سويعات معدودة؟! رغم تواجد أكثر من (50000) ألف مقاتل فيها من مختلف صنوف الجيش والرتب العسكرية وفيها من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والمعدات والأعتدة العسكرية التي تكفي لبناء جيش جديد؟! ناهيك عن قادة عسكريين برتب عسكرية كبيرة؟!. المؤلم في أمر سقوط مدينة الموصل، هو أنها لم تسقط بمعركة عسكرية كبيرة وطويلة ومن قبل جيش جرار؟! بل هي سقطت من قبل عصابات أرهابية لايتعدى عددهم المئات؟!!، والأكثر ألما في أمر هذه النكسة المروعة هو أنها كانت نقطة سوداء في سجل تاريخ الجيش العراقي الباسل صاحب المآثر العسكرية والبطولات الفذة في حرب 1948 (حرب فلسطين) وفي حروب 1967 ،1973 على الجبهة السورية والمصرية، ناهيك عن الحرب العراقية الأيرانية أبان ثمانينات القرن الماضي، رغم الفارق الكبير في العقيدة العسكرية وفي كيفية بناء وأعادة  تأسيس الجيش العراقي بعد الأحتلال الأمريكي للعراق؟!، فأضافة الى التداعيات الكبيرة التي خلفها سقوط الموصل والأنكسار النفسي الكبير! فأن أمر سقوطها شكل لغزا كبيرا ومحيرا لا زالت أسبابه الحقيقية مجهولة؟!، فأذا لم تسقط بمعركة؟ فأي خطة جهنمية أستطاع بها الأعداء أسقاط المدينة والأستيلاء عليها بدون أن تثار أية طلقة عليهم؟!، وأذا لم تكن كذلك فأي صفقة كانت وراء تسليمها بهذه السهولة؟ ومن كانوا وراء هذه الخيانة العظمى؟؟!! ولماذا ولمصلحة من؟! هذه الأسئلة محيرة ولا أعتقد أننا سنجد الأجابة عليها في المستقبل القريب من قبل لجنة التحقيق؟!. الغريب في أمر اللجنة المشكلة من قبل مجلس النواب للتحقيق في كيفية سقوط مدينة الموصل، أنها لم تتوصل الى الأسباب والمسببات الحقيقية وراء كل ذلك رغم مرور أكثر من ثمانية أشهرعلى سقوطها؟!، حتى أن بعض وسائل الأعلام نشرت تصريحا لأحد أعضاء اللجنة المكلفة بالتحقيق ذكر فيه بأن نتائج التحقيق قد تتأخر؟؟!! الى ما بعد تحرير الموصل؟! للتوصل الى الأسباب الحقيقية لسقوط المدينة ؟!!. الشعب العراقي رغم أنه يعيش وسط كذبة كبيرة منذ الأحتلال الأمريكي للعراق في 2003  أسمها الحرية والديمقراطية والعراق الجديد  ووسط كم هائل من الألغاز والأسرار! ألا أنه يعرف وبيقين أن أية قضية يقتضي موضوعها  الى تشكيل لجنة معناه أن الأمر صار في فم  الحوت وسيصير في طي النسيان؟!!، أرى أن موضوع سقوط الموصل رغم أهميته الكبيرة وتداعياته الرهيبة، ألا انه من الصعوبة تسمية الأشخاص والقادة والمسؤولين وراء سقوطها؟! لأن لا أحد يجرأ أن يقول ( أن بنت الشيخ معيوبة؟!!! وحلك الأسد جايف؟!!)، والأسباب ستقع و على شاكلة الأفلام المصرية! على أشخاص سيكونون هم كبش فداء للأمر كله!!!! كما في موضوع (سونار مسدس التفتيش)!! رغم ما أثير حوله من لغط وجدل كبير ورغم رائحة الفساد الكبيرة والمخزية  فيه و التي تطال أكثر من جهة عسكرية وأمنية  ألا أن كبش الفداء فيه كان ضابط واحد فقط هو اللواء (جهاد) وحكم عليه بالسجن خمس سنوات!!!!؟. أما موضوع (سبايكر) والذي يعتبر أحد الصفحات المكملة والمؤلمة والسوداء لسقوط الموصل، والذي راح ضحيته اكثر من 1700 شهيد لا زال مصيرهم مجهول؟! أرى أن لغز ضحايا (سبايكر) أكثر غموضا من أسباب سقوط الموصل؟!، لكون الكثير من ذوي الضحايا يؤكدون بأن الكثير من أبنائهم لا زالوا أحياء وهم يقبعون في سجون ومعتقلات الحكومة؟؟!!، حتى أن أحدهم ذكر ومن على شاشة فضائية (البغدادية)، بأنه شاهد أبنه في سجن أستخبارات الشعبة الخامسة!!، وطلبوا منه دفع مبلغ (5000000) خمسة ملايين دينار نظير أطلاق سراحه؟؟!!!، وغيرها الكثير من القصص الغريبة والعجيبة التي ذكرها ذوو الضحايا والتي تؤكد كلها بأن أبنائهم لازالوا أحياء، ولكن يقبعون في سجون الحكومة؟!!. ومن الطبيعي بأنه قد تم تشكيل لجنة تحقيقية من قبل مجلس النواب  لمعرفة مصير أكثر من 1700 شخص غدر بهم بعد أحتلال الموصل من قبل عصابات داعش،( هنا لا بد من الأشارة بأنه  بالوقت الذي أعلنت فيه اللجنة المشكلة بالتحقيق على العثور على رفات بعض الضحايا وليس كلهم مدفونين في مقابر جماعية، عادوا وأعلنوا أن الرفات لا تعود الى شهداء سبايكر؟!!). أحد أعضاء اللجنة ذكر وعبر بعض الصحف بأنه لا يمكن معرفة الجناة الحقيقيين لمجزرة سبايكرولا مصيرهم ألا بعد تحرير مدينة صلاح الدين التي وقعت فيها الحادثة بالكامل؟!!!، عندها سيتم اللقاء مع بعض شيوخ العشائر  والذي كان لعشائرهم دور في حادثة (سبايكلر)؟! لمعرفة وتحديد ما حدث ومحاولة معرفة مصير الأحياء منهم؟!. والسؤال هنا: هل أن جميع ضحايا (سبايكر) قتلوا جميعا؟ وأي مقبرة جماعية ضمتهم؟ ولماذا لا يصار الى البحث عنها لا سيما وأن 80 % من مدينة صلاح الدين قد تم تحريرها وغالبية العوائل قد عادت الى مساكنها وأراضيها وبالأمكان الأستفسار منهم عن الموضوع؟! وأذا كان الكثير من ضحايا (سبايكر) أحياء حسب تأكيد ذووهم على ذلك!، لماذا  أذا لا يتم أعادتهم الى أهاليهم؟! والسؤال المهم: هل أن ضحايا سبايكر قتلوا جميعا من قبل عصابات (داعش)؟! أم أن هناك عشائر من صلاح الدين تلطخت أياديهم بدم الضحايا؟!.أخيرا أرى أنه  من الصعوبة على اللجان التأشير على القاتل الحقيقي والمسبب الرئيسي سواء بموضوع شهداء (سبايكر) أو في موضوع سقوط الموصل؟! ليس لعدم معرفتهم!! ولكن لكونهم  محصنين دستوريا  والأقوى هم محصنين و محميين من قبل أحزابهم وعشائرهم ومذاهبهم وطوائفهم الدينية؟!!. ولايسعنا  أخيرا وسط كل هذه الفوضى والألغاز المحيرة ألا أن نترحم على كل شهداء العراق  وحسبنا الله ونعم الوكيل على ما أبتلينا به من سياسيين؟!!!.
                                     


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/21



كتابة تعليق لموضوع : تسويف قضيتي الموصل وسبايكر؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net