صفحة الكاتب : منتظر الصخي

عناق شيعي حار وسط إهتزاز عروش
منتظر الصخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قبل عدة أيام على تحرير ناحية العلم، وفي ظل تغير قواعد اللعبة، وفق ما حققته القوات العراقية المشتركة على الأرض بتكريت، بعد التقدم الكبير الذي أحرزته، ودحرها لتنظيم الدولة " داعش "، ألتقى القيادي الشيعي في التحالف الوطني عمار الحكيم، والذي طالما وصف ب"حمامة السلام" بالأمين العام لمنظمة بدر هادي  العامري القيادي في الحشد الشعبي، الذي يقود المعارك الجارية في تكريت .
حرارة لقاء وعناق حار بينهما، وكأن أحدها لم ير الآخر منذ سنين، شكل صدمة كبيرة لأطراف داخلية واخرى إقليمية، فما حملته المعركة الإنتخابية وما لحقها من فترة تشكيل الحكومة وما تخللها من تصريحات بين الطرفين الذين إفترقا سابقا، زال وقد ولى من غير رجعة، مؤكدا على العلاقة التي يتمتع بها الطرفين، حيث يدعم العامري وكتلته ترشح الحكيم لرئاسة التحالف الوطني، والذي لا تزال كتله تعقد إجتماعات وإجتماعات مطولة من أجل التوصل لحلول ترضي جميع كتله .
خلق تحالف حقيقي يجمع كافة الكتل الشيعية، ونظام داخلي رصين ينظم العمل وطريقة إدارة التحالف دون ممارسة الديكتاتورية فيه، وبرنامج موحد لإدارة البلد ليرفع الحيف عن محافظات الوسط والجنوب، ورئيس ذو مقبولية واسعة، سيخلق وضعا جديدا أو بالأحرى تفرض قواعد لمعادلة رياضية بسيطة، حيث الضغوط والمزايدات السياسية التي مارستها الأحزاب على التحالف الوطني في الماضي، ستكون في خبر فعل كان الناقص، المعادلة التي يتخوف منها كثيرين ستصبح في الأخير حقيقة مرة، وبالتالي سيضطر الآخرون تجرعها .
صدى العناق تعدى الخطوط الجغرافية المرسومة عنوة، ليطال المنطقة برمتها، وكأن هناك رسالة أراد الحكيم أن يبعثها مختومة بالشمع الأحمر، ومرموزة بالحشد الشعبي، زيارته لأرض المعركة قبل دخول القوات العراقية المشتركة لمركز تكريت لم تكن مجرد صدفة، رسالة تحمل عدة معاني تفسر بوجهات نظر عديدة، وخلاصتها المشروع الداعشي في العراق فشل وعليكم أن ترضخوا للأمر الواقع وتعلنون تأييدكم للعملية السياسية ما بعد صدام، واللعب على وتر الطائفية أنتهى .
تلقفها الفيصل سعود وزير الخارجية السعودي، الذي فسرها بوجهة نظر  وفق ما تراه السعودية من مصلحة خاصة بها، حيث أحس بخطورة التفوق الشيعي وسط إنكسار تنظيم داعش وهزيمته، الذي عول عليه بإحتلال بغداد، عناق الحكيم والعامري ستعقبه كارثة شيعية على المنطقة، هذا ما ردده الفيصل عند حضوره إجتماع مجلس الشؤون السياسية والأمنية في الديوان الملكي، والذي يعكس نبرة خوف الأسرة المالكة، من الانتصارات المتحققة على أيدي القوات المسلحة والحشد الشعبي .
التقدم الذي أحرزه العراق على الصعيد السياسي والحربي أيضا،  سيرسم لوضع جديد، مع ما تشهده المنطقة من تسارع للأحداث، وتمكن جماعة الحوثي من السيطرة على الحكم، وتقدم كبير للجيش النظامي السوري والذي فتح جبهات متعددة في الشمال والجنوب، يتطلب من السعودية وملكها الجديد أن يراجع حساباته  وأن يسعى لتدارك ما يقدر على تداركه قبل أن تجف الصحف وترفع الأقلام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر الصخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/12



كتابة تعليق لموضوع : عناق شيعي حار وسط إهتزاز عروش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net