صفحة الكاتب : صالح الطائي

يا شعبنا تي تي
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في أيام العوز والفقر والفاقة والجوع والجهل، في زمن الإقطاع والفلاحين، والسادة والعبيد، كانت هناك بديهية معروفة لجميع العراقيين، تقول: (الذي يصير بأظافره طحين أول ما يفكر به الزواج بامرأة ثانية)، تذكرت هذا القول بعد أن وصل إلى مسامعي أن كثيرا من أعضاء مجلس النواب تزوجوا للمرة الثانية، وبعضهم تزوج للمرة الثالثة، وأن هذه الحالة تكررت في جميع دورات المجلس من قبل أكثر من نائب ومن مسؤول. 
وتبعا للتغيير الذي حصل، أرى ضرورة تغيير تلك البديهية الموروثة القديمة؛ من شكلها الأول إلى شكل جديد، هو: (أول ما يفكر به السياسي وعضو مجلس النواب بعد الفوز بالانتخابات، هو الزواج بامرأة ثانية)
 
أما الذين لا يبغون من المناصب شرفا ولا ترفا ولا أبهة ولا مجدا.. 
الذين يكفيهم الضيم والقهر الذي عانوه تاريخيا؛ ولا زالت آثاره شاخصة على محياهم..
الذين أخذ ضيمهم التاريخي أشكالا أخرى..
الذين كانوا يبيتون بالترقب ويصبحون بالقلق والتوجس.. 
الذين كانوا ينتظرون بزوغ شمس الحرية ولو في آخر لحظة من أعمارهم.. 
فهم وللأسف والحسرة لم يروا سوى غيوما السوداء، وعواصف رعناء، وأنواعا جديدة من البلاء، وخوف من المسميات والأشياء، لدرجة أنهم لا يتمكنون من الاعتراف علنا بعراقيتهم، فأقول لهم مصبِّرا لا شامتا؛ لأني واحد منهم: رحم الله من قال: (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي)، وهذا مثل عراقي أصيل فيه الكثير من السخرية والتهكم، يضرب عادة لمن يعود خالي الوفاض بعد أن بنى الذين كانوا ينتظرونه على عودته آمالا عريضة وخيالا ورديا. ويقابل هذا المثل باللغة الفصحى، قولهم: "عاد بخفي حنين".
فنحن العراقيين كما يقول مثل روسي يصف الاختلاف الذي طرأ على حياة المواطن قبل وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي: "بالأمس كنا شعبا يعيش في الظلام، واليوم أصبحنا شعبا يموت في الضياء" وكأن شيئا لم يتغير إلا المسميات.!
فيا لسخرية القدر، يا لقسوة الحياة. إن أصعب شيء في الوجود أن تتحقق الأحلام ولكن بما هو أسوأ من الواقع، وإذا ما كانت أحلامنا بالأمس مجرد نسمة حرية تمر على حياتنا لتشعرنا بوجودنا، فنحن اليوم نقاتل بكل ما أوتينا من قوة لنحفظ هذه الحياة، ونتشبث بالوجود؛ لدرجة أن أحدنا يشكر الله عشرات المرات حينما يعود مساء إلى بيته سالما، يتلمس أوصاله خوف أن يكون قد فقد بعضها في الطريق إلى البيت نتيجة تفجير أو كاتم أو حتى زفة عرس.!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/07



كتابة تعليق لموضوع : يا شعبنا تي تي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net