سعود الفيصل يطيح بجهود المراهنين على دور سعودي بنّاء
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد السماوي

إيران تقوم بالاستيلاء على العراق , كان هذا هو أبرز وأخطر ما قاله وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الأمريكي جون كيري في الرياض , ويمّثل هذا التصريح ضربة قاصمة لجهود المراهنين على دور سعودي بنّاء في العراق , وكذلك ضربة قاضية لجهود الدبلوماسية العراقية التي تسعى لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية , والانتقال بها من حالة القطيعة والعداء إلى حالة مد جسور الثقة وعودة العلاقات السياسية والدبلوماسية بعيدا عن حالة الاستقطاب والعداء الطائفي , وهذا التصريح لا يمّثل تطورا جديدا ومفاجئا للسياسة والدبلوماسية السعودية , بقدر ما هو استمرار لرؤية المملكة وسياستها التي تعتبر العراق محتلّا ومستباحا من قبل إيران منذ الإطاحة بنظام صدّام المجرم , لكن الجديد في هذا التصريح هو أنّه أنهى جهود المراهنين على الدبلوماسية العراقية الجديدة القائمة على التطبيع ومد جسور الثقة بين العراق والسعودية , وبالتالي فإنّ من راهن على أنّ رحيل نوري المالكي كفيل بعودة العلاقات الطيبة بين العراق ومحيطه العربي وخصوصا السعودية , قد خسر هذا الرهان بعد هذا التصريح , فما دام الشيعة على رأس السلطة التنفيذية في العراق , يبقى العراق محتلّا ومستباحا من قبل إيران من وجهة نظر الحكّام السعوديين , ومهما قدّمت الدبلوماسية العراقية من تنازلات فإنها ستبقى في نظر الفيصل وحكومته أنّ حكومة العراق هي امتداد لحكومة طهران , وعلى الحكومة العراقية أن تنظر بجدّية لهذا التصريح الخطير , وترّد عليه بما يؤكد رفض العراق القاطع لمثل هذه التصريحات التي تعتبر تدّخلا سافرا في الشأن الداخلي العراقي , وعلى قائد الدبلوماسية العراقية أن يخرج لهم المارد المعنوي من القمقم لإيقاف عدائهم الطائفي السافر من العراق وشعبه ونظامه الديمقراطي .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat