مغتربون ياوطني ونحن نعيش فوق ارضك الطاهرة وبين نهريك ، غربتنا ، غربة النفس التي تعاني العزلة منذ سنين طوال ، غربتنا تكبر فرط مآسي ألأحتلال ، في كل يوم لنا ذكرى تدمي القلب حين تقال ، كنا ننتظر رحيلهم ، لكن يبدو اننا من سيشد الرحال ، دموعنا فاضت بها مآقينا وما تبدّل الحال ، مغتربون ياعراق الشموخ وألأباء والنضال ، مغتربون ولاتسل عن السبب فلقد مات معنى السؤال ، مغتربون فيك ياوطني وآهاتنا تعانق آهات كل المغتربين خارج الحدود ، كل المغتربين الذين يحنون لترابك الغالي ويذرفون الدموع عندما يمر اسمك على مسامعهم ، وحين يشتاقون للأهل وألأحباب وسائر الصحاب ، ويتحسرون عليك عندما تمتزج خيوط الظلام والضياء وقت الغروب ، يتمنون لو انهم يشاهدوا مغيب الشمس في بقاعك الطاهرة ، يتذكرون مامضى من الايام ، يتذكرون يتنهدون ، واذا حان الليل يتوسدون الدموع حنينا الى التي والذي والذين مرّت معهم تلك الذكريات ، أتعلم ياوطني كم يعاني المغترب في غربته ؟ حين يلجٌ به الشوق الحنين ، وحين تصعد ألآه حرّى تذكي الشغاف ، وحين يشرق بالدمع عندما يقول عراق ! أتعلم ياوطني كيف يمرٌ الوقت ثقيلا على المغتربين ؟ أتعلم كيف تمرٌ عليهم ذكرى لحظات الوداع التي تؤذن بالفراق عنك ياعراق ؟ يحسبون الساعات يتسائلون في سرهم ، متى نعود ؟ وهل يعود من لايملك ابسط مقومات العيش ؟ كيف يعودون ؟ وقد صارت العودة في عداد الاحلام والتمنيات ، وطني اسمعك تقول انك تعرف بماذا يشعرون وتعلم كم يعانون وكيف يتجرعون مرارة الاغتراب ، لكنك ياوطني لايمكن لك ان تعرف حجم مأساتهم ، لأن ألأسى أستوطن في القلوب ، وصار زادهم حين يمسون أو يصبحون ، ساءلت نفسي متى تنتهي غربتنا ؟ أجابتني النفس أنا ايضا سئمتُ أغترابي ! أتعلم ياوطني ؟ كم يشتاق لك المغترب ؟ وكم يشتاق لكل شارع وزقاق ؟ وكم يشتاق لبيته القديم ؟ يتذكر تلك ألأمسيات ، يتذكر الشاي المعطر بالهيل ، يتذكر صبيحة العيد وتبادل التهاني مع الجميع ، ثم يتنهد كونه لايعلم ، هل ستعود تلك الايام ؟ أم ستبقى مجرد ذكريات ؟ مغتربون ياوطني ، خطواتنا مبعثرة تعيا بها الطرقات ، مللنا الصبر ، فالصبر طال ، وألانتظار طال ، والليل راح يخيم في سمائنا ساعاتٍ طوال ويزيد في حجم المأساة ، ماذا جرى لنا ولأخوتنا عبر الحدود ، بل ماذا سيجري في الايام القادمات ، ماذا سيجري بعدما دمروا الورود ودنسوا البساتين وتكسرت اغصان الزيتون ؟ ماذا سيجري بعدما جفُ الدمع في العيون ؟ والعبرات تترادف تسابقها الشهقات وشغاف القلب يتمزق فرط الحنين ، متى سنخرج من متاهاتنا ياوطني ؟ متاهاتنا جعلتنا غرباءا فيك ، متى ستتوفر فرص العودة لأحبتنا المغتربين ؟ الذين قادتهم مصاعب الزمن للرحيل الى بلدان لاتحلوا في عيونهم مهما بلغت من الجمال ، لأنك أنت ألأجمل في عين كل عراقي وعراقية ، ولأنك ألأغلى بين ألأوطان ياعراق ، متى تنتهي أيام الغربة ؟ ومآسي الرحيل وألأغتراب ، ومعاناة الألم عند استرجاع الذكريات ، مغتربون ننادي افتح لنا باب قلبك ياعراق ، وأحتضنا فأنت الوالد الحنون ونحن اولادك ألأخيار ، متى سنستبدل لحظات الوداع بلحظات اللقاء ؟ متى ستنهمر دموع الفرح ؟ وتتوقف دموع ألأحزان التي لازمتنا منذ سنين ، مغتربون ياوطني واصوات المراكب المغادرة تقشعر لها الابدان ، فهلُمً بنا ننادي بعالي الصوت ، أهلا ، أهلا ، أهلا بالقادمين ، مغتربون ياوطني ؟ فمتى تطوى صفحة الغربة وألأغتراب ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat