صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

مغتربون ياوطني
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مغتربون ياوطني ونحن نعيش فوق ارضك الطاهرة وبين نهريك ، غربتنا ، غربة النفس التي تعاني العزلة منذ سنين طوال ، غربتنا تكبر فرط مآسي ألأحتلال ، في كل يوم لنا ذكرى تدمي القلب حين تقال ، كنا ننتظر رحيلهم ، لكن يبدو اننا من سيشد الرحال ، دموعنا فاضت بها مآقينا وما تبدّل الحال ، مغتربون ياعراق الشموخ وألأباء والنضال ، مغتربون ولاتسل عن السبب فلقد مات معنى السؤال ، مغتربون فيك ياوطني وآهاتنا تعانق آهات كل المغتربين خارج الحدود ، كل المغتربين الذين يحنون لترابك الغالي ويذرفون الدموع عندما يمر اسمك على مسامعهم ، وحين يشتاقون للأهل وألأحباب وسائر الصحاب ، ويتحسرون عليك عندما تمتزج خيوط الظلام والضياء وقت الغروب ، يتمنون لو انهم يشاهدوا مغيب الشمس في بقاعك الطاهرة ، يتذكرون مامضى من الايام ، يتذكرون  يتنهدون ، واذا حان الليل يتوسدون الدموع حنينا الى التي والذي والذين مرّت معهم تلك الذكريات ، أتعلم ياوطني كم يعاني المغترب في غربته ؟ حين يلجٌ به الشوق الحنين ، وحين تصعد ألآه حرّى تذكي الشغاف ، وحين يشرق بالدمع عندما يقول عراق ! أتعلم ياوطني كيف يمرٌ الوقت ثقيلا على المغتربين ؟ أتعلم كيف تمرٌ عليهم ذكرى لحظات الوداع التي تؤذن بالفراق عنك ياعراق ؟ يحسبون الساعات يتسائلون في سرهم ، متى نعود ؟ وهل يعود من لايملك ابسط مقومات العيش ؟ كيف يعودون ؟ وقد صارت العودة في عداد الاحلام والتمنيات ، وطني اسمعك تقول انك تعرف بماذا يشعرون وتعلم كم يعانون وكيف يتجرعون مرارة الاغتراب ، لكنك ياوطني لايمكن لك ان تعرف حجم مأساتهم ، لأن ألأسى أستوطن في القلوب ، وصار زادهم حين يمسون أو يصبحون ، ساءلت نفسي متى تنتهي غربتنا ؟ أجابتني النفس أنا ايضا سئمتُ أغترابي ! أتعلم ياوطني ؟ كم يشتاق لك المغترب ؟ وكم يشتاق لكل شارع وزقاق ؟ وكم يشتاق لبيته القديم ؟ يتذكر تلك ألأمسيات ، يتذكر الشاي المعطر بالهيل ، يتذكر صبيحة العيد وتبادل التهاني مع الجميع ، ثم يتنهد كونه لايعلم ، هل ستعود تلك الايام ؟ أم ستبقى مجرد ذكريات ؟ مغتربون ياوطني ، خطواتنا مبعثرة تعيا بها الطرقات ، مللنا الصبر ، فالصبر طال ، وألانتظار طال ، والليل راح يخيم في سمائنا ساعاتٍ طوال ويزيد في حجم المأساة ، ماذا جرى لنا ولأخوتنا عبر الحدود ، بل ماذا سيجري في الايام القادمات ، ماذا سيجري بعدما دمروا الورود ودنسوا البساتين وتكسرت اغصان الزيتون ؟ ماذا سيجري بعدما جفُ الدمع في العيون ؟ والعبرات تترادف تسابقها الشهقات وشغاف القلب يتمزق فرط الحنين ، متى سنخرج من متاهاتنا ياوطني ؟ متاهاتنا جعلتنا غرباءا فيك ، متى ستتوفر فرص العودة لأحبتنا المغتربين ؟ الذين قادتهم مصاعب الزمن للرحيل الى بلدان لاتحلوا في عيونهم مهما بلغت من الجمال ، لأنك أنت ألأجمل في عين كل عراقي وعراقية ، ولأنك ألأغلى بين ألأوطان ياعراق ، متى تنتهي أيام الغربة ؟ ومآسي الرحيل وألأغتراب ، ومعاناة الألم عند استرجاع الذكريات ، مغتربون ننادي افتح لنا باب قلبك ياعراق ، وأحتضنا فأنت الوالد الحنون ونحن اولادك ألأخيار ، متى سنستبدل لحظات الوداع بلحظات اللقاء ؟ متى ستنهمر دموع الفرح ؟ وتتوقف دموع ألأحزان التي لازمتنا منذ سنين ، مغتربون ياوطني واصوات المراكب المغادرة تقشعر لها الابدان ، فهلُمً بنا ننادي بعالي الصوت ، أهلا ، أهلا ، أهلا بالقادمين ، مغتربون ياوطني ؟ فمتى تطوى صفحة الغربة وألأغتراب ؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/19



كتابة تعليق لموضوع : مغتربون ياوطني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net