صفحة الكاتب : تحسين الفردوسي

من حوار الأديان السماوية إلى حوار الأحزاب السياسية
تحسين الفردوسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم يكن يعلم (جورج لوكاس) وهو يعمل على إنتاج فلمه (حرب النجوم), أنه يوماً ما سيلهم أحدهم بعمل حركةٍ دينيةٍ جديدةٍ غير مألوفةٍ, فلمه الذي كان يتحدث فيه, عن القوة التي تعتبر هي الطاقة التي تبقي الكون, متماسكاً من حولنا, (جديز) أحد الكهنة أخذ الفكرة, وأدعى أنه القوة المتحكمة التي تدافع عن الأخلاق والعدالة, وأختلق ديانة جديدة غريبة, إمتزجت بين الديانة الطاوية والديانة البوذية.
بطبيعة الحال هكذا هي الشعوب, تقدس أديانها, وتفخر بحضارتها, وتحترم معتقداتها؛ فمنهم من يتراقص على أنغام بطولاته الماضية, ويترنح برموز تلك الإنتصارات, ويطور الهالة الصورية لماضيه, ليصون به حاضره, ويرفدُ أجيال مستقبله؛ ومنهم من أعتمد على العقيدة الرصينة, بعقلية القوة المدافعة, بعد إستثمار قوة المنطق الذي أهلك منطق القوة, فرَوى الدم السماوي, حاضر الأجيال المتعطشة للإنتصار, بأصلاب وأرحام المستقبل المُنتَظَر, لأن الشعب الذي ليس له جناح من الماضي, لا يستطيع أن يثبت بحاضره, أو يطير لمستقبله.
لنأخذ الهند نموذجاً للتعددية الدينية, بما تبلغ من مساحة 3,287,590كم2,قُدِّر سكانها في عام 2011م بـ 1,210,193,422 نسمة, وهي الثانية من عدد سكان العالم بعد الصين, حيث يعتمد نظام الحكم فيها على النظام الجمهوري الفيدرالي البرلماني, وتتكون من 28ولاية, وسبعة أقاليم إتحادية, حيث أنها تمتلك ثاني عشر أكبر إقتصاد في العالم, لسوق صرف العملات, ورابع أكبر قوة شرائية في العالم, ولها ما لها من تطور صناعي وعلمي وغيرها, مع وجود حالة الفقر في كثير من مناطقها, لما تمتلكه من كثافة سكانية هائلة.
توجد في الهند أكثر من 180 ديانة, وتقريباً 347 لغة, حيث تم إنعقاد إحصاء سكاني رسمي في الهند عام 2001م, شكل الهندوس أكبر الديانات في الهند, بنسبة 80.5%, وحل المسلمين ثانياً بنسبة 13.4%, والمسيحيين بـ 2.3%, والسيخ 1.9%, وديانات متفرقة تقدر بـ 1.8%, من المجموع.
بل ذهب بعض الباحثين إلى أبعد من ذلك, وقالوا أن هنالك الألف من الأله تُعبد في الهند, مما ينفي لنا عنوان الأستغراب, عند سماعنا أن الأبقار والقردة والجرذان وغيرها, لها من المعابد التي تعبد فيها, ثمةَ من يذبح بقرةً ويطعم الناس بلحمها, تقرباً لوجه ربه؛ وفي المقابل هنالك من يعبد تلك البقرة ويقدسها, بل يتبرك بما يخرج منها, ولم نسمع يوماً بتنازع أو إقتتال أو إحتقانٍ فيما بينهم.
أما بالنسبة للأديان السماوية, التي تعرف بأن لها كتب سماوية, فهي كلها متفقة على ربٌّ واحدٌ يعبد, وتشترك أيضاً بتحريم و تجريم إراقة الدماء؛ ومن هنا كان المنطق المشترك بين المؤتمرين للحوار الوطني بين الأديان, والذي أقيم على أرض الإعتدال, في أجواء التسامح المعتادة, بإدارةٍ ذات وسطيةٍ حكيمةٍ.
آملين بأن تضم هذه الخيمة المعطاءة, مؤتمراتٍ أُخرى على غرار هكذا مؤتمرات, مثل مؤتمراً وطنياً للحوار والتقارب بين الأحزاب السياسية, لما له من أهمية لحل التناحرات والخلافات الحاصلة بين الأحزاب, على ثقةٍ من أن هذه الخيمة لها من الفكر والمقبولية, على إحتضان مؤتمراتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ كبرى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تحسين الفردوسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/10



كتابة تعليق لموضوع : من حوار الأديان السماوية إلى حوار الأحزاب السياسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net