قبل ايام من أسر الطيار الأردني معاذ الكساسسبة كان ملك الاردن يجتمع بالعشائر الأردنية ويشحذ هممهم بمساندة العشائر السنية في العراق وقال بالحرف الواحد عليناان ندعم العشائر السنية في العراق ، وهو يعلم ان الكثير من أبناء هذه العشائر هم في صفوف التنظيم الإرهابي ، ولعل الدليل الأوضح لكلامي هذا هي الوساطة الاردنية لتخليص الطيار الأردني من أيادي داعش ،فقد اتصلت جهات أردنية رسمية بالعشائر السنية العراقية وبتركيا من اجل التوسط لإيجاد مخرج لإطلاق سراح الكساسسبة وهذا الامر أعلنه الناطق باسم الحكومة الاردنية المؤمني، ولو لم تكن هذه العشائر لها علاقات وتأثير لدى داعش لما اختارها الملك كوسيط . وقد تتغاضى الملك وحكومته عن التأييد العلني للإرهابيين في العراق وسوريا من قبل الكثير من أبناء الشعب الأردني ، فقد أقيمت المهرجانات لدعم البعثيين الذين تحولوا بين ليلة وضحاها وتحت أنظار وإسماع المخابرات الاردنية الى دواعش ، فالحكومة الاردنية لم تعارض اي من هذه الاعمال ، فقد أقام أهالي الزرقاء مجالس العزاء بموت ابومصعب الزرقاوي بالاضافة الى تحدي سافر لأبناء الشعب العراقي قام مجموعة من الأردنيين وفي وضح النهار بإقامة مجالس تأبينية للدكتاتور العراقي المقبور، وفي خطوة أراد الملك ان يكسب ود الشارع الأردني المتطرف فقد اطلق قولته الشهيرة ( الخشية من الهلال الشيعي) ففي اثناء هذا القول تنامت حركة التطرف الطائفي وحدثت حوادث اعتداء على موظفي السفارة العراقية اثناء احتفال في احد الفنادق ، وفتح الحدود للإرهابيين وتقديم يد المساعدة لهم واستضافة مجموعة عراقية داعمة للإرهاب أمثال حارث الضاري وألفيضي وعُبِّدْ الله الجنابي بالاضافة الى رغد بنت الدكتاتور وغيرهم من عتات البعثيين والطائفين ،ً
والحق يقال ان الملك عبد الله الثاني قال قولته هذه من اجل إرضاء الشارع الأردني المؤيد والداعم لـ داعش من خلال المسيرات التي خرجت في معانٍ والكرك ومناطق اخرى ، الا انه لم يكن في حساباته ان الأمور تصل الى هذا الحد ، فبعد دخول داعش الى العراق تغير الحال و بالتحديد عند هجومها على أربيل ، فقد تنبه العالم الى ضرورة إيجاد حل مناسب لهذه المجاميع الإرهابية التي رسم لها دور تخريب واستنزاف موارد المنطقة وليس تهديد ما يريده الغرب ، فأنشأ التحالف الدولي ضد داعش بعد اجتماع باريس ، فاضطر الاردن للدخول في هذا الجهد الدولي ، فبدأت نقطة الخلاف بين الإرهابيين وبين الملك ، فقد انحاز الشارع الأردني الى صف الدواعش وراح المتطرفون الأردنيون يحرضون على الحكومة ويتحدوها بالخروج الى الشارع لدعم داعش وأخواتها في العراق وسوريا ويلومون حكومتهم على قرار الدخول ضمن الجهد الدولي ، ، وفي هذا الأثناء نشر تقرير أمريكي يبين تدني شعبية الملك عبد الله في الشارع الأردني وقد اصبح وضعه في دائرة الخطر ، ومن المعلوم ان الاردن حليف ستراتيجي لإسرائيل والغرب لايمكن التفريط به امام جماعات ارهابية غير منضبطة ، فكان لابد من خطوة تعيد للملك مكانته في الشارع الأردني وقدرته بنفس الوقت على ضرب المتشددين الأردنيين دون اي ردة فعل من قبلهم ، فكانت حادثة الطيار الكساسسبة طوق النجاة لينقلب الملك وبتأييد دولي وأقليمي وشعبي على داعش ،وقد حصل ما إرادته المخابرات الامريكية عن طريق التضحية بمعاذ الكساسسبة ، فالملك كان لديه العلم بمقتل الطيار قبل ذهابه الى واشنطن وذهب ليجد مخرج للازمة الداخلية التي تعصف بعرشه ، فكان الفلم الهوليودي الوحشي لمقتل الشاب الطيار رحمه الله بهذه الكيفية متزامنا مع ذهابه وخير سبب لتغيير تأييد الأردنيين لـ داعش ليتمكن من القضاء او الحد من غلواء الداعمين ، وما تبقى من المعاندين يعالجه الملك بطريقته، واستكمال للسيناريو ، قام الملك وبكل حماسة بركوب طائرته الحربية ليشارك بضرب داعش ،في رسالة واضحة للمتشددين الأردنيين ان لاهوادة او رحمة في ضربكم، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل لم يغفلا نقطة مهمة وهو الموازنة في ضرب داعش ووحلفائها الأردنيون وبين إرضاء الأكثرية الساخطة على الملك التي اقتنعت بشكل مؤقت جراء إعدام الطيار لكنها ستفيق من صدمتها وبتحريض من السلفيين لتطالب الملك بالتراجع عن قراره في دعم الجهد الدولي ، لذا وفي خطوة استباقية من قبل امريكا قامت بإعلان مجموعة من الفصائل المعارضة السورية بتشكيل جيش في جنوب سوريا اي في السويداء ودرعا يدرب أردنيا ًويسلح أمريكيا ً ويمول سعوديا للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسديين جانب و لكي ينخرط به ما تبقى من المتشددين الأردنيين وتبدأ المحرقة . وكل توقعاتي هي ان يقود الاردن هذه الحركة باتجاه سوريا ولعل هذا القول يؤكده التصريح الأردني الذي قال سنضربهم في عقر دارهم ، والمعروف ان الدواعش ينتشرون في سوريا والعراق ، وبما ان العراق متشابك وان الاردن لديه علاقات مع العشائر السنية هناك فلن يدخل الى العراق بل سيتوجه الى جارته الشمالية ، فتخلص الى القول ان الوضع الداخلي الأردني والوضع السوري الذي استعصى على أمريكا وحلفائها العرب ،بالاضافة الى وضع الملك الذي كاد ان يفقد السيطرة على الاردن كل هذه الأسباب مجتمعه وراء انقلاب الاردن على داعش. وستبدي لك الأيام ما كان خافيا ويأتيك بالأخبار ما لم تزود
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat