حملة جديدة ضد غبطة البطريرك ساكو
سمير اسطيفو شبلا
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سمير اسطيفو شبلا

المقدمة
عند اقتراب عقد اي سينودس والمعرفة المسبقة لموضوعات الاجتماع (سنها دوس) يقوم الطابور "السادس" الذي نشأ وبرز على اوتار القومية والهجرة والنازحين حصرا! لكي يشوهوا سمعة البطريرك وقيادة الكنيسة مستعملين اساليب الطابور الخامس الذي قام على انقاض ونتائج الحرب الكونية الاولى واستمر الى الثانية مروا بالحرب الباردة بين القطبين المعروفين لحين انتهاء هذه الحرب!
واليوم نعتقد اننا دخلنا في الحرب الكونية الثالثة (من زمان) اي من الربيع العربي وما تلاه من خريف وصيف وخريف دون المرور بالربيع والغائه لمنطقة الشرق الاوسط وخاصة ما جرى ويجري في سوريا والعراق! وقد استغل الطابور السادس هذه الحرب لمصلحته القومية ظلما وبهتانا كونهم ارادوا ويردون السيطرة والتكلم باسم القومية وهي منهم براء (براء الذئب من دم يوسف) لان مصطلح القومية يحتاج الى اسس مشتركة (الاصل - اللغة - الثقافة - التاريخ - في بعض الاحيان يدخل الدين كاساس غير ارادي للقومية) اذن هذه الاسس ليست بارادة الفرد! وهذا يقودنا الى ان الانتماء القومي يمكن ان يضاف اليه بعض الاسس الاضافية التي تعبر ارادة مشتركة بين الايديولوجيات "سياسة" ومجموعة افراد لتوحد الجهود كمجموعة قومية كما حدث عند الثورة الفرنسية حيث تكونت الامة الفرنسية من جراء صراع سياسي اثناء الثورة الفرنسية(اسس ايديولوجية الثوار الفرنسيين "الحرية - المساواة - الاخوة" نكتفي بهذا التوضيح القصير والمركز على "القومية المدعى بها" لان هناك متغيرات كظرف ذاتي وموضوعي عند كل مفصل من الحياة ولا تنطبق في كل مكان وزمان
اذن للفرد الحق والحرية بادعاء القومية ولكن ليس من حقه سرقة التاريخ والجغرافيا والحضارة والثقافة لكي يضعها على رف جماعته كافراد - مهما كان هذا الشخص "بدأ من قداسة البابا - الى الكاردينالات - الى الاساقفة - الى الرهبان والراهبات والقسس والكهنة - مرورا بالقائد الضرورة - الى اي فرد او مجموعة من الافراد غير الواعين بماذا يطالبون
اما بخصوص الهجرة التي اصبحت "كرمز قميص عثمان" هذه الايام، ومع اقتراب اليسنودس الكلداني في 6 / 02/15 واول فقرة تطرح داخل اجتماعه هي (قضية ابرشية مار بطرس /سانتياغو) هذه القضية التي اصبحت بالفعل بعبع للكلدان بشكل عام ومؤمني الابرشية بشكل خاص
وقضية الهجرة والنازحين اصبحت محور الحملة ضد توجهات وتحركات غبطة البطريرك كورقة يتلاعبوا بها مثلما تلاعبوا بورقة الميسر في وقت سابق قريب!
عند بداية واحتدام ازمة النازحين لم يحركوا البعض ساكنا الا بعد مرور اكثر من شهرين من الازمة او الكارثة الانسانية بكل ما للكلمة من معنى! ويا ليت لم يتحركوا! لان تحركهم كان بشروط! وطلبنا منهم برسالة مفتوحة اخوية وطالبنا فيها السفر الى العراق ولقاء النازحين عن قرب مع اجتماع مع غبطة البطريرك وتنسيق الجهود وتوزيع الاموال بتشكيل لجنة مسيحية موحدة!! ولكن نعرف مسبقا "وهذا ما حدث فعلا" اننا ننادي في قربة مشقوقة ومشخورة! فكانت الشروط تتوالى في كمية المبلغ 750 الف دولار، وبعدها تم توزيعها لنازحي ثلاثة دول حسب البيان! ولم نسمع او نرى او نقرأ منهم المستلمون لهذه الاموال! وكيف و لمن وزعت؟ هذه كانت ضربة لمسيحيي الشرق عندما اجتمعوا بطاركتها الاجلاء لتصويب اوضاع النازحين وما بعدها
اما التحرك المريب الاخر هو التلاعب بمشاعر النازحين او المهجرين قسرا من المسيحيين بشكل خاص - كل المسيحيين وخاصة الكلدان منهم، الا وهي دعاية نفس الطابور على ان " اسقف ابرشية مار بطرس سيقوم بسحب وقبول هجرة 50 الف كلداني ممن لهم اقارب في امريكا وبالفعل تم طرح استمارات خاصة بالهجرة على النت وملوتها العوائل المهاجرة (لا تدري انهم يتاجرون بألمهم) - وكانت الاخبار تتوالى - سافر فلان ومعه الوفد الفلاني والتقى بالسيناتور الفلاني وقيادة امريكا وعضو الكونغرس والمساعد فلان! وفعلا سيتم قبول نصف العدد في الوقت الحاضر!! وبعد فترة قصيرة قالوا: ان الجماعة ذهبو متأخرين وتاجل موضوع الهجرة وقبول هذا العدد الى الاجتماع القادم!! هههه والان ننتظر الاجتماع الذي بعده لان القادم جاء وولى!! تناسوا ان شعبنا المثقف يقرأها وهي طائرة
حملة الطابور اليوم
حملة الطابور السادس اليوم تتجلى "ان البطريرك ساكو اتصل بالاردن ولبنان وطلب من الامم المتحدة عدم تمشية معاملات المهاجرين (طالبي اللجوء) من المسيحيين وخاصة الكلدان" عجيب امور غريب قضية! نقول لكم يا طابور السادس: لا تضحكوا علينا، ولا تتاجروا بألمنا، كفاكم الضحك على لحايانا وذقوننا! اننا نعيش الالم والكارثة وليس انتم النائمين في التدفئة والتبريد واطفالنا يموتون بردا وجوعا، تنامون في برجكم العاجي ونحن في خيمة ليس فيها حمام للنساء! وانتم ونسائكم وصديقاتكم لكم مسابحكم وكازينوهاتكم وحمامامتكم، لم تفكروا يوما ان تعيشوا معنا مأساتنا لذا ليس لكم الحق في المتاجرة بحزننا وآلامنا وشرف بناتنا وبراءة اطفالنا
نؤكد لكم: ان غبطة البطريرك الجليل ساكو لم يقل لاحد لا تهاجر! او لا تهاجروا! ولم يمنع احد من السفر! ليقل لنا شاهد عيان ان غبطة البطريك او احد اساقفته الكرام وخاصة من هم يعيشون المأساة منعوا احدا من السفر!! مستحيل لان هذا يخالف الشريعة والقانون وضد حرية الفرد والاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 والعهدين 1966! بل لغبطته وجهة نظر تتجلى: انه ليس مع الهجرة لا الجماعية ولا الفردية! وقال بالحرف الواحد: من يريد او يرغب بالهجرة فليهاجر فه مسئول عن نفسه! ومن يرغب بالبقاء فنحن مسئولون عنه
اذن يا طابور السادس واعلامه الرخيص: هل بامكانية البطريرك مفاتحة الحكومة الاردنية واللبنانية والتركية والامم المتحدة ان لا يقبلوا او لا يوافقوا على هجرة المسيحيين؟ ان كان له القدرة على ذلك! كان الاجدى والاجدر ان يحرر سهل نينوى لكي يعودوا المهجرين قسرا الى بيوتهم؟ هل نتذكر نداء البابا الاقدس الى الرئيس الامريكي بوش الابن بعدم ضرب العراق! هل الرئيس الامريكي التزم بنداء البابا؟ بالعكس عندما قرر ضرب العراق اتصل بجميع رؤساء العالم عدا الفاتيكان!! فهل من المعقول ان تلتزم الامم المتحدة والرئيس اللبناني وحتى البطاركة الاجلاء في لبنان والاردن وتركيا ومنطقة الشرق الاوسط! هل يلتزموا بكلام البطريرك الجليل هم وحكوماتهم؟ ما هذا الرخص؟
اخيرا
ملابسكم بدأت تنتزع منكم تباعا والشتاء بارد هذه السنة! نتمنى عليكم كنداء انساني حضاري ان تلملوا اوراقكم وما تبقى من ملابسكم، وتسافروا الى العراق وتساهموا مع اخوتكم في السينودس المقبل لتضعوا النقاط على الحروف وبكل جرأة وشجاعة! هذا ان رغبتم في حل القضية!! اما ان كان الابليس اقوى منكم فتمادوا ويمكن ان ينتصر من هو في داخلكم موقتا، ولكن تعرفون حق المعرفة ان انتصار الحق هو حتمي كانتصار الشعوب المضطهدة! وشعبنا الاصيل المهاجر قسرا يناديكم ويقول لكم: كفاكم المتاجرة بألمنا واطفالنا ونسائنا، انه لسان التاريخ ومزبلته العميقة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat