صفحة الكاتب : عمار الجادر

حكومة الأقوياء (حكم القادة)
عمار الجادر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما أطلق شعار التغيير, اختلفت الآراء, وتواترت التصريحات, وكان هذا المحور الأول للتغيير, حيث راقب السياسيون, تصريحات الساسة العراقيين, واتضح لهم, من كان سياسي حقيقي, ومن كان سياسي بالصدفة.
أوضحت فترة وجيزة ما قبل التغيير, من هم القادة الذين ينظرون بعين المستقبل, ومن هم الذين سنحت لهم فرصة اعتلاء الصهوة وفق سخرية القدر.
بعد بزوغ فجر التغيير, وبعيدا عن غبار الأكاذيب مدفوعة الثمن, ورغم محاولات التشكيك, بعدم ولادة فجر جديد, وأن ظلام الليل لن يمحوه النهار, عمد الكاذب, إلى وضع النظارات الشمسية على عيون بعضهم, لكي يضلل عليهم غسق الفجر, الذي لاح في أفق العراق, ليصدق كذبه.
أتضح جليا ما يراد بحكومة الأقوياء, وما المغزى الكامن فيه, أنها رؤيا واسعة المضمون, بعيدة النظر والتخطيط, حاول البعض أن يعرقلها, وكان المعرقل لها على صنفين, إما جاهلا لعمق ما تحمل, أو متجاهلا لها, لأن فيها هلاك مملكته, وبينهما كان القائد الحقيقي يدرك تماما سر حكومة الأقوياء.
لم يدرك الشعب العراقي, مدى فاعلية الوزير في الحكومة, إذ أن التضليل كان مخيما على عيون الشعب, ولكي لا تذكر عيوب الحكومة, كان يسوف إلى أن الوزير لا يملك حلا, والبرلمان هو المعرقل لعمله, تخطيطا للعودة إلى مربع الدكتاتورية, وتغطية لفشل اختيار الكفء عمدا من قبل الحكومة.
برهن الدكتور عادل عبد المهدي, ما معنى حكومة الأقوياء, حيث أنه قائدا بارزا في المجلس الأعلى الإسلامي, تسنم مهام وزارة النفط في حكومة الأقوياء, وكان محورا مهما من محاور الحكومة, رغم ما وجهه الإعلام المظلل لشخصه, لكنه كقائد حقيقي, أثبت أنه يسير وفق خطة مدروسة.
إن الانجازات التي حققها وزراء حكومة الأقوياء, ومثالهم الدكتور عادل عبد المهدي, خلال فترة قصيرة جدا منذ بدء التغيير والى يومنا هذا, أوضحت أن الوزير عندما يكون قائدا, لا تقيده حدود الوزارة, كما برهنت بالدليل القاطع إن شماعة الفشل لا وجود لها عند القادة الحقيقيين.
عندما يكون وزيرا في مجال محدد, مسخرا لمجاله الوزاري في حل مشاكل سياسية عظمى, كمشكلة النفط مع إقليم كوردستان, وتذويب هذه الهوة المصطنعة من قبل سياسي الصدفة, الذين استخدموا هذه المشكلة كغطاء لسرقة أموال الشعب, ونشوب النعرة القومية ليدوم حكم الدكتاتورية, عندها يتبين لنا معنى حكومة الأقوياء.
عندما نجد وزير النفط, يقوم بحركة اقتصادية سياسية نفطية, ندرك جيدا أن الوزير, قد أنطبق منصبه الفعلي, مع المعنى الصحيح المراد من كلمة وزير, ونجد إن كل ما كان من تكهنات, هي بعيدة كل البعد عن معنى السياسة, و إن من أطلق هذه التكهنات, هو إنسان أبعد ما يكون عن السياسة, أقرب إلى العامل المثبط لعجلة التقدم.
حكومة الأقوياء هي حكومة قادة, فعندما يكون القائد في منصب, يكون عاملا للمضي بنجاح بهذا المنصب, وأن من عارض هذه النظرية, إما جاهل في القيادة أو متجاهل لغاية, وفي كلتي الحالتين هو فاشل لا يقر بفشله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار الجادر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/22



كتابة تعليق لموضوع : حكومة الأقوياء (حكم القادة)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net