لماذا نكره نجاح المرأة ؟
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في كل المجتمعات المتحضرة تحظى المرأة بمكانة تليق بها وتتناسب مع الدور الملقى على عاتقها باعتبارها هي التي تلد البشر ، رجلا كان أم امرأة ؟ فقط في مجتمعاتنا التي تدًعي الحضارة والحضارة منها براء فأن المرأة مسلوبة الحقوق ، لكن لزاما عليها أن تؤدي واجباتها على أتم وجه ، فقط في المجتمع العربي بشكل عام والعراقي على وجه الخصوص نسمع عبارة حرية المرأة ، لكن واقع الحال يقول غير ذلك ، وحين يتم توجيه سؤال لشخص لايؤمن بحرية المرأة وانه من الضرورى مساواتها مع الرجل فأنه للوهلة ألأولى يقول ( الرجال قوامون على النساء ) ، أي انه ينأى بنفسه عن ألأجابة ويبدأ يناقش في أمور دينية لايفهم منها شيئا وعلى اساس القرآن الكريم أمر باستعباد المرأة ، وحين تسترسل معه في الحديث تجده لايمييز بين ألآية القرآنية والحديث النبوي ، لكن عندما يتعلق ألأمر بالمرأة فأنه يكون فقيها كبيرا ، لن يقتصر ألأمر على هذا الحد المتمثل في النزعة السادية التي تتملك اغلب الرجال ممن يحاولون جعل المرأة عبدةً لهم ، بل تعدى أكثر من ذلك من خلال حرمان المرأة حق التعلم ، وحق بيان الرأي ، الخ ، في العراق توجد نساء يمتلكن من المواهب الكثير ، في كل مجالات الحياة ، لكن تلك المواهب أسيرة لقيود يفرضها الرجل بداعي ان المجتمع لايرغب بها ، لنسأل انفسنا ، من هو المجتمع ؟ الجواب نحن من يشكل المجتمع ، وفي حالة وجود سلبيات فيه فأنها من صنعنا نحن ولاعلاقة للمجتمع بها ، سلبيات تمثل بمجملها سلب لحقوق انسانة خلقها لها وكفل لها العيش بحرية وكرامة ، الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق المرأة ، فلماذا نسمح لانفسنا بالاعتداء عليها والنيل من حقوق مخلوق خلقه الله ! من هي المرأة ؟ المرأة هي والدتنا واختنا وزوجتنا وابنتنا وهكذا الحال ، المرأة أوكل لها الله سبحانه وتعالى مسؤولية ألأنجاب وهذا تكريما لها ، لأن الله تكفل بخلق البشر وجعل المرأة تتكفل بحمله ورعايته في رحمها ومن ثم ولادته وتربيته ، وهذا شيء في غاية التكريم ، في مجال الطب توجد طبيبات ماهرات ، وفي ذات الوقت يوجد من يحاول النيل منهن والتقليل من شأنهن بشتى الوسائل ، في مجال التعليم ، هناك مربيات فاضلات تخرجت منهن اجيال واجيال ساهمت في بناء الدولة ، وهناك من يقول لا فخر لهن بشيء ، في مجال الصحافة والاعلام ايضا هناك اعلاميات متمييزات جدا وهناك كاتبات يحملن هموم الكلمة الصادقة ولايأبهن لشيء سوى نقل المعلومة بشكلها السليم ، لكن هناك الكثير ممن يحاولون النيل منهن بطرق متعددة ، وكم يحز في نفسي حين اتابع في بعض ألأحيان عدد من المقالات أو القصائد في المواقع ألألكترونية وأشاهد تعليقات أقل مايقال عنها انها تافهة كتفاهة كاتبيها أجدها مكتوبة على مقالات وقصائد وخواطر منشورة لعدد من الكاتبات العراقية ، فبدلا من ان يتم التفاخر بهن ، يتم وضع تعليقات بعيدة عن الاخلاق ولاتراعي الذوق العام ، ولااعلم لماذا يتم نشر تعليقات تسيء للكاتبات ، لأن هذا لاعلاقة له بحرية التعبير ، فحرية التعبير تعني احترام الرأي ألأخر وعدم التشهير به أو التجاوز عليه بكلمات غير لائقة ، لو اردنا تنشئة جيل يحترم حقوق الاخرين وينفذ الواجبات الملقاة على عاتقه قبل كل شيء فعلينا احترام حقوق المرأة لأنها هي التي تربي أولادنا وبكل تأكيد فأن فاقد الشيء لايعطيه ، وبالتالي اذا كانت المرأة تعاني من عدم احترام حقوقها فكيف ستربي أودلاها على احترام حقوق ألآخرين ، لو اردنا بناء مجتمع يواكب مسيرة التطور والتقدم الذي يمر به العالم فيتوجب علينا ألأهتمام ببناء شخصبية المرأة لأنها ستؤثر من خلال قوة شخصيتها في افراد عائلتها ، ألأمر الذي يؤدي الى نشوء مجتمع ذو اساس لاتنل منه الايام ، علينا ان نراجع انفسنا ، ونفكر مليا بما تتعرض اليه المرأة من خلال تصرفاتنا وتعاملنا غير الانساني معها ، وهذا مايخالف كافة الاحكام السماوية ، يتوجب علينا مراجعة النفس مراجعة شجاعة وصريحة ، ونسأل انفسنا لماذا نكره نجاح المرأة ، واذا وجدنا ان التقصير يقع على عاتقنا وهو كذلك فعلينا ان نبادر بالتصحيح من اجل اعطاء كل ذي حق حقه ، والله ولي التوفيق .
khalidmaaljanabi@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
خالد محمد الجنابي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat