في الذكرى ألأولى لتحطم الطائرة ألأفريقية أيرباص ايه 330
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد محمد الجنابي

بتاريخ س 2010 وعند الساعة (6:10) صباحًا بتوقيت طرابلس ، تحطمت طائرة تابعة لشركة
الخطوط الجوية الإفريقية من طراز إيرباص إيه 330 ( الرقم التسلسلي 1024) كانت
قادمة من جوهانسبرغ إلى طرابلس ، ووقع الحادث على مسافة قصيرة جدًا من المهبط
الشرقي لمطار طرابلس الدولي ، أسفر الحادث عن مقتل 103 راكب من أصل 104 كانوا على
متن الطائرة المنكوبة ، 68 من هولندا ، 13 من جنوب أفريقيا ، 2 من ليبيا ، 2 من
النمسا ، 1 من ألمانيا ، 1 من زيمبابوي ، 1 من فرنسا ، 4 من بلجيكا ، 1 من بريطانيا
، أفراد الطاقم الـ14 وكلهم ليبيين ولم ينج إلا راكب واحد فقط ، هو صبي هولندي يبلغ
من العمر 8 سنوات يدعى روبن فان اشو ، وتوفي أيضًا رجل أمن ليبي مصاب بالسكري ، حيث
ارتفع معدل السكري لديه بعد مشاهدته لجثث الضحايا ، كان الضباب مخيماً وقت وقوع
الحادث ، وكانت عمليات الطيران قد توقفت في مطار طرابلس مدة 24 ساعة خلال يومي
الخميس والجمعة ( 6 - 7 مايس 2010 ) الذين سبقا يوم الحادث بسبب كثافة الضباب ، لكن
مصدر ملاحي أشار في تلك الفترة إلى أن عدم تجهيز المهبط الشرقي للمطار بأجهزة
متطورة ربما يكون له دور في الحادث ، في ذات الوقت أكّد مدير إدارة العمليات
بالخطوط الأفريقية على أنّ الأجهزة الملاحية بجميع المطارات الليبية على درجة عالية
من التقنية ، مرجحًا عامل سوء الأحوال الجوية كسبب لوقوع الحادث، كما ذكر خبراء في
مجال الطيران المدني احتمالية أن يكون الحادث قد وقع أثناء محاولة الطيار القيام
بجولة التفافية قبل الهبوط ، في ظل ظروف جعلت من الرؤية سيئة ، بسبب أشعة الشمس
الحادة، وبعد وقوع الحادث أشارت جهات متخصصة في النقل الجوي أن الخطوط الأفريقية
تحمل سجلاً جيدًا في مجال السلامة والأمان ، وأن الطائرة خضعت لإجراءات متابعة
السلامة قبل مغادرتها جوهانسبرغ ، من خلال سير التحقيقات أكدت لجنة التحقيق التي تم
تشكيلها لمعرفة أسباب الحادث ، أنه لا يوجد أي خلل فني بالطائرة قبل تحطمها ، وأن
طاقم الطائرة كان مؤهلاً للعمل عليها ، وأن الدعم الملاحي بمطار طرابلس الدولي كان
يعمل بشكل عادي يوم وقوع الحادث ، وأن التسجيلات من الصندوق الأسود وبرج المراقبة
لم تشر إلى أي طلب من قائد الطائرة بالمساعدة ، وأن برج المراقبة لم يطلب من
الطائرة عدم الهبوط أو التوجه إلى مطار بديل ، الناجي الوحيد هو روبن فان اشو ، وهو
صبي هولندي عمره 8 سنوات ، والذي لقّبته الصحافة الهولندية ب "معجزة طرابلس" لأنه
لم ينج أحد غيره من الحادث ، تم العثور على الصبي من قبل رجال الإنقاذ الذين كانوا
يبحثون عن ناجين وجثث الضحايا ، ورأوا الصبي الجالس في مقعده ، مع حزام الأمان الذي
كان لا يزال مثبتا به ، وكان الصبي شبه عاري ، وقد نقل الصبي إلى مستشفى الخضراء في
طرابلس حيث تمت معالجته من كسور متعددة في ساقيه ، وكدمات بجسمه وتورم بالعين ، دون
وجود إصابات خطيرة ، وقد حضر يوم (13 مايس) إلى طرابلس أسرة الصبي وكذلك بعض
المسؤولين الحكوميين الهولنديين ، وفي يوم (15 مايس) عاد روبن إلى بلده هولندا على
متن طائرة ليبية مجهزة طبيًا ، رفقة أقاربه والطبيب الليبي الذي تولّى علاجه ، وذلك
بعد أن أجريت له عملية لعلاج الكسور في مستشفى الخضراء بطرابلس، كان على متن
الطائرة المنكوبة طاقم مكوّن من 14 فرد جميعهم ليبيين ، وقد لقوا حتفهم بالكامل في
تلك الرحلة ، وأصدرت اللجنة الشعبية العامة في ليبيا ( رئاسة الحكومة ) قرارًا
باعتبارهم "شهداء واجب" وفي مقدمتهم قائد الطائرة "كابتن يوسف بشير الساعدي" ، حددت
شركة الخطوط الجوية الأفريقية مقدار التعويضات بمائة ألف دولار أميركي عن كل ضحية ،
وبحسب الشركة فإن التعويضات تم تحديدها وفق معايير دول الضحايا والدولة التي وقع
بها الحادث .
khalidmaaljanabi@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat