صفحة الكاتب : باسم العجري

السلطة القضائية بين البعث والدكتاتورية
باسم العجري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السياط بيد الجلاد، والآلام تدغدغ الجراح، ودموعنا أثارها على الخدود، حرقت الوجوه شمس الصيف الاذع، شمس تموز التي سرقت عرق الضعفاء، وجعلتنا عطاشا للحرية، التي فرهدوها فيما بينهم، وتقاسموا خبزتنا، وبتنا جياع تلك الليلة، واليوم نفس القاضي، هو الذي يحاكمنا، عن ذنب هو أقترفه، ونحن براء منه، البعث قتل الابتسامة في قلوبنا، وها هو يشرع لنا قانون ينصفنا به، لكن متى يأذن بتنفيذه؟
البعث المقبور قتلنا تحت القضبان، وبعد نصف قرن، خرج إلى الساحة شاهرا سيفه، ليذبح طفولتنا، وليشوه عذرية شعب، طال انتظاره للحرية.
أكثر من عشر سنوات؛ والسلطة القضائية تعاني من تسلل البعثيين الكبار، والمشمولين باجتثاث البعث، وفكره المسموم، الذي تسلط على رقاب العراقيين، وأذل الشعب بكل معاني الأذلال، وفعل ما لا يفعله الزنادقة بشعوبهم، قطع أوصالنا، ودفن أجسادنا أحياء تحت أنقاض التاريخ، كان يضن الطاغوت، ينجو بفعلته، لكن أرادة السماء رمته إلى مزبلة الأراذل، متى نقتص من الذين قطعوا أذن العراق؟ وشوهوا صورته، لكي يرضوا سيدهم هبل.
القضاء سلطة المنزهين من العثرات والاخطاء، رجال السلطة الثالثة، هم الذين يقودون البلد، إلى العدالة المطبقة في وجدان الأنسان نفسه، فينجح بقرارته، أما من أعتنق دين البعث، وروج له طيلة عقود، ولم يهتز ضميره للإنسانية، التي سرقت أرواح شبابنا، ومزقت ثياب الحياء، وعفاف الموت الحزين، فكانت منحرا للحرية، تلك نافذة الإعدام، منها كان خلاصنا، وباب الحياة الأخرى الأبدية.
من جعل له قدوة، ومثلا لديمقراطيته المتعفنة في عقله المتوهم، حتما هو ذو منهجية دكتاتورية، ويعرف مسالك التملق، والوصول إلى غاياته، ويمرر أفكاره وتوجهاته، وفق رؤيا استراتيجية، قد تكون قصيرة الآجل أو بعيدة، لكنها من المؤكد أنها ليست بعيدة من توجهات البعث الفاشي، وأنها أيضا ليست بعيدة من فكر الدكتاتورية الذي ظهرت بعد (2003).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسم العجري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/16



كتابة تعليق لموضوع : السلطة القضائية بين البعث والدكتاتورية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net