"المرجعیة الدینیة العلیا" الحارس الامین
شفقنا العراق

لایمکن لمواقف المرجعیة الدینیة العلیا فی النجف الاشرف ومنذ تأسیسها وقبل الف عام والى یومنا هذا ان تذهب او تزول من ذاکرة الشعب العراقی على الخصوص والمسلمین فی مختلف انحاء العالم على العموم.

ولازالت بریطانیا تعیش مرارة تلک الایام الحالکة التی عاشتها فی العراق فی العشرینات من هذا القرن بعد ان اعلنت المرجعیة العلیا انذاک بمحاربة الغزو البریطانی وطرده من العراق والتی نالت استجابة العشائر العراقیة لندائها وتمکنوا ان یطاردوا الجنود البریطانیین والحقوا بهم الهزیمة ومغادرة الارض العراقیة غیر مأسوف علیهم، ولم یکن هذا الموقف البطولی هو الوحید للمرجعیة العلیا بل انها استمرت و على توالی الاعوام و السنوات وکانت الحارس الامین للشعب العراقی والصوت المعبر عن آماله و طموحاته وهی التی قدمت العشرات من الشهداء لثباتها على هذا الموقف، ولم یذکر انها هادنت او ساومت او خضعت لارادة الحکام الذین توالوا على العراق.

وقد یکون المفکر الاسلامی الشهید الصدر رحمة الله علیه العنوان البارز فی هذا المجال والذی قدم نفسه قربانا من اجل ان یرفع ظلم الطاغیة صدام المقبور على کاهل العراقیین بمختلف توجهاتهم وعقائدهم ورغم کل المحاولات التی بذلها نظام البعث الزائل من اجل ترکیع او اخضاع الشهید الصدر لارادته الا ان الموقف الرافض کان العنوان الابرز والذی مثل فی تلک الایام قمة المواجهة والمقاومة لحزب البعث وازلامه وعلى راسهم الطاغی صدام.

ولم یقتصر الامر على السید الشهید الصدر رضوان الله علیه بل ان کیان المرجعیة الممثلة بالمراجع العظام کالخوئی والسبزواری ومحمد الصدر وغیرهم فانهم کانوا ضمن هذا المسیر اللاحب. لذلک وبناء على هذه المواقف فقد حظیت المرجعیة العلیا باحترام کل العراقیین وکان صوتها مسموعا لدیهم.

وحتى بعد سقوط نظام البعث والتحول الذی حدث فی العراق فان المرجعیة وجدت نفسها فی الصدارة فی التصدی لکل ما مایلحق الضرر بالشعب العراقی، لذلک فانها وبقیادتها الحکیمة المتمثلة بالمرجع الکبیر السید السیستانی قد تصدت الى الامر ولو عن بعد، ولذلک فانها استطاعت ان تحافظ على هذا البلد من التمزق والتشرذم والتقاتل الاهلی وغیرها من المشاریع التی اعدها المحتل الامیرکی فی البلد..

وبعد النجاح الذی حققته المرجعیة فی حفظ وحدة البلاد من خلال توحید الجهود لصد الارهاب الداعشی بالفتوى التاریخیة التی جمعت فیها الطاقات والجهود المختلفة والتی بدات تعطی ثمارها الیوم من خلال الانتصارات الرائعة التی یحققها ابناء القوات المسلحة مدعومین بغیارى العراق من قوات الحشد الشعبی والذی غیر المعادلة و قلب الموازین بصورة لم یکن یتوقعها اعداء العراق الذین خططوا وفی دوائرهم المظلمة لان یجعلوا من هذا البلد دویلات متناحرة عرقیا وطائفیا.

ولذا وامام هذه التلاحم الفرید من المرجعیة العلیا وابناء الشعب العراقی لم یتبق لهؤلاء الاعداء المجرمین الا ان یصوبوا سهامهم ومکائدهم نحو هذه المرجعیة، وقد ذکر تقریر الصحیفة الدولیة لال البیت ان " اعداء العراق لن یتوقفوا فالمکیدة فی غرفهم المقلقة یجددون نارها کلما انطفأت والمستهدف هذه المرة هو موقع المرجعیة العلیا، منطقة العقل والقلب الشیعی وباستهدافها یریدون اماتة الجسد الشیعی باسره". هذا غیض من فیض ماجاء فی التقریر، وهناک تفصیلات لایسع المقال لذکرها باستهداف المرجعیة العلیا من قبل اعداء العراق سواء کانت امیرکا او فلول النظام الصدامی او الذی یتعاونون معهم من الجهلة والمغفلین من بعض السیاسیین الذین رهنوا ارادتهم بالارادة الاقلیمیة والدولیة.

و من هنا فان المسؤولیة الیوم تقع على عاتق العراقیین جمیعا ان یقفوا وقفة رجل واحد وراء المرجعیة العلیا وان لا یقتصر ذلک على الاعلان عن تأییدهم او الرضى بما تصدره من اوامر بل هو حمایتها و الدفاع عنها من اجل ان تستمر فی الدفاع ورفع الاذى عنهم، لتکون ظهیرا قویا لهم فی تحقیق کل مطالبهم المشروعة، وقد اثبتت المرجعیة العلیا وخلال سنوات الماضیة انها نعم الحارس الامین والقوی والتی تمکنت ان تجعل من العراق بلدا قویا ومقداما یقف فی الصف الاول بین دول العالم لمحاربة الارهاب المنظم وینتصر علیه، وهذه مکرمة کبرى یمکن ان توضع فی سجل المرجعیة العلیا، وکما ان المرجعیة هذه مواقفها، یفترض على الشعب العراقی ان یکون الدرع الواقی للحفاظ على استمرار وجودها ضد کل محاولات التشویه التی یمارسها اعداء العراق ضدها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شفقنا العراق

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/04



كتابة تعليق لموضوع : "المرجعیة الدینیة العلیا" الحارس الامین
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net