في ذكرى رئاسة نيلسون مانديلا لجنوب افريقيا
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد محمد الجنابي

بتاريخ 9/5/1994 أصبح نيلسون مانديلا رئيسا لجنوب افريقيا ، وبذلك يكون نيلسون مانديلا أول رئيس أفريقي لجنوب افريقيا .
روليهلالا 'نيلسون' مانديلا ، ولد في 18 تموز 1918 في قرية صغيرة في ميزو ، وهو الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا وأحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري التي كانت متبعة في جنوب إفريقيا ، لقبه افراد قبيلته بـ ماديبا وتعني العظيم المبجل وهو لقب يطلقه افراد عشيرة مانديلا على الشخص الارفع قدرا بينهم وأصبح مرادفا لاسم نيلسون مانديلا ، دائما ما اعتبر مانديلا ان المهاتما غاندي المصدر الأكبر لإلهامه في حياته سواء لفلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب والصعاب بكرامة وكبرياء ، بدأ مانديلا في المعارضة السياسية لنظام الحكم في جنوب إفريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء ، ذلك أن الحكم كان ينكر الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا ، في 1942 إنضم مانديلا إلى المجلس الإفريقي القومي ، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب السنغال ، وفي عام 1948 ، انتصر الحزب القومي في الانتخابات العامة ، وكان لذاك الحزب ، الذي يحكم من قبل البيض في جنوب إفريقيا ، خطط وسياسات عنصرية ، منها سياسات الفصل العنصري ، وإدخال تشريعات عنصرية في مؤسسات الدولة ، وفي تلك الفترة أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة ، كان مانديلا في البداية يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصري ، لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عزل في عام 1960 ، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية ، قرر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة ، في عام 1961 أصبح مانديلا رئيسا للجناح العسكري للمجلس الإفريقي القومي ، في شباط 1962 اُعتقل مانديلا وحُكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة السفر غير القانوني ، والتدبير للإضراب ، وفي عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى فحكم عليه بالسجن مدى الحياة ، خلال سنوات سجنه الثمانية والعشرين ، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصري ، وفي 10 حزيرا 1980 تم نشر رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقي القومي قال فيها: "إتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي ، ومطرقة المقاومة المسلحة ، سنسحق الفصل العنصري " ، في عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة ، إلا أنه رفض العرض ، وبقي في السجن حتى 11 شباط 1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الإفريقي القومي ، والضغوطات الدولية عن إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك ويليام دى كليرك الذي أعلن ايقاف الحظر الذي كان مفروضا على المجلس الإفريقي .، حصل نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك دكلارك في عام 1993 على جائزة نوبل للسلام ، شغل مانديلا منصب رئاسة المجلس الإفريقي ( من حزيران 1991- إلى كانون 1997، وأصبح أول رئيس أفريقي لجنوب إفريقيا من 9 مايس 1994 - إلى حزيران 2000 ، وخلال فترة حكمه شهدت جنوب إفريقيا انتقالا كبيرا من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية .، ولكن ذلك لم يمنع البعض من انتقاد فترة حكمه لعدم اتخاذ سياسات صارمة لمكافحة الايدز من جانب ، تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم ، وتلقى عددا كبيرا من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم ، في حزيران 2004 قرر نيلسون مانديلا التقاعد وترك الحياة العامة ، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح بالتحرك والانتقال ، كما أنه فضل أن يقضي ما تبقى من عمرة بين عائلته ، في عام 2005 اختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة .
khalidmaaljanabi@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat