صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

الرسالة المرقمة ( س / 538 / 2003 )
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بتاريخ 8/5/2003 وجه مندوبا الولايات المتحدة ألأميركية  وبريطانيا رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي تحمل الرقم ( س / 538 / 2003 ) جاء فيها :
“تواصل الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والشركاء في التحالف ، العمل على ضمان تجريد العراق بالكامل من أسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها ، وذلك وفقاً لقرارات مجلس الأمن ، وسوف تنفذ الدول المشاركة في التحالف بشكل صارم التزاماتها بموجب القانون الدولي ، بما فيها المتعلقة بالاحتياجات الإنسانية الأساسية للشعب العراقي ، وسوف تعمل من أجل ضمان حماية النفط واستخدامه من أجل مصلحة الشعب العراقي ، ولبلوغ هذه الأهداف والوفاء بالالتزامات في الفترة اللاحقة لانتهاء الصراع في العراق ، عملت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وشركاء التحالف ، وهم يتصرفون في أطار ترتيبات القيادة والسيطرة المالية عن طريق قائد قوات التحالف ، على إنشاء سلطة مؤقتة لتحالف تشمل مكتب التعمير وتقديم المساعدات الإنسانية لممارسة السلطات الحكومية مؤقتاً وحسب الاقتضاء ، ولاسيما بتوفير الأمن والسماح بتقديم المعونة الإنسانية والقضاء على أسلحة الدمار الشامل" .
وللأمم المتحدة .. دور حيوي في تقديم الإغاثة الإنسانية وتعمير العراق والمساعدة في تشكيل سلطة عراقية انتقالية والولايات المتحدة والشركاء في التحالف مستعدون للعمل عن كثب مع ممثلي الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وهم يتطلعون إلى تعيين منسق خاص من جانب الأمين العام ، وترحب أيضاً بدعم ومساهمة الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية والكيانات الأخرى في أطار ترتيبات التنسيق الملاءمة مع السلطة المؤقتة للتحالف .
ــــــــــــــــــــــــ
اعلاه نص الرسالة المذكورة ، في هذا الوقت تكون قد مرًت ثمانية اعوام على ارسالها ، لنقارن بين فحوى الرسالة والممارسات الهمجية واللااخلاقية للقوات الاميركية وذيلها البريطاني :
أولا : مايتعلق بأسلحة الدمار الشامل ، فأن ألأيام ألاولى التي تلت اجتياح العراق بدأت الادارة ألأميركية حسب زعمها وهي كاذبة بكل تأكيد انها تواصل البحث عن اسلحة الدمار الشامل ، وكل مرة تزعم تلك الادارة انها عثرت على كمية من مواد مجهولة تم ارسالها الى المختبرات المختصة لغرض التأكد منها ، ثم تعود نفس الادارة وتقول ، المواد اعلاه ليست لها علاقة بالاسلحة موضوعة البحث ، وبعد فترة أخرى يتكرر نفس السيناريو ، حتى وصل ألأمر الى أن الادارة ألأميركية تعبت من الكذب واختلاق ألأقاويل ، فأعلنت ، أن العراق خالٍ من أسلحة الدمار الشامل ، وأن المعلومات الاستخباراتية كانت مضللة ! هل يعقل هكذا كلام ؟ بلد تم تدميره بالكامل بحثا عن اسلحة لاوجود لها ، وألأدارة ألأميركية تعلم قبل غيرها أن لاوجود لأسلحة الدمار الشامل ، ولو كانت موجودة فعلا لما فكًرت أميركا بغزو العراق حتى ولو كان ذلك بألأحلام !
ثانيا : مايتعلق بألأحتياجات ألأنسانية للشعب العراقي ، أميركا جعلت من ألأنسان العراقي هدفا لنيران أسلحتها في أكثر من مرة ، أميركا أستباحت ألأنسان العراقي في معتقلاتها الخاصة ، أميركا انتهكت الحرمات وأغتصبت النساء وهتكت ألأعراض ، ومارست أبشع الجرائم بحق سجناء أبي غريب بما فيها التحرش وألأغتصاب الجنسي ، أميركا جلبت العديد من الشركات ألأمنية التي تعاملت بوحشية مطلقة مع المواطن العراقي ، ولا أحد ينسى مافعله اعضاء شركة بلاك ووتر في ساحة النسور عام 2007 ، أميركا جعلت المواطن العراقي يعيش لاجئا في بلده يتنهد ويتحسر حين يتوجب عليه الوقوف في حالة اذلال لن يتعرض لها الانسان العراقي على مر التاريخ اثناء مرور العجلات ألأميركية .
ثالثا : مايتعلق بحماية النفط ، نعم أميركا قامت بحماية ابار النفط التي خططت للاستيلاء عليها قبل الغزو ، وتركت سائر ألآبار الأخرى وانابيب نقل النفط عرضة لعبث العابثين والمخربين ، ناهيك عن النفط الذي كان يسرق أثناء عمليات التصدير لعدم وجود الاجهزة الخاصة في احتساب الكميات التي يتم تصديرها في واحدة من أكبر عمليات السرقة التي كانت تجري في وضح النهار وامام انظار قوات دولة ألأحتلال .
رابعا : آثار العراق ومتاحفه ومكتبته الوطنية تلقت القذائف تلو القذائف من القوات ألأميركية ، فضلا عن ألآثار التي تمت سرقتها وتهريبها الى خارج العراق ، ومن ثم تباكت أميركا عليها وراحت تطالب دول العالم باعادة آثار العراق المسروقة ، وكأن أميركا لاتعلم شيئا عن الموضوع ، ولاعلاقة لها بألأمر لا من قريب ولا من بعيد .
جاء في المادة 43 من اتفاقية لاهاي لعام 1907  ( ان على قوة الاحتلال قدر الإمكان تحقيق الأمن والنظام العام وضمانه مع احترام القوانين السارية في البلاد ، إلا في حالات الضرورة القصوى التي تحول دون ذلك ) وجاء في المادة 27 من اتفاقية جنيف الرابعة ( يتعيين على سلطة الاحتلال القيام بمعاملة الأشخاص الموجودين تحت سيطرتها معاملة إنسانية ) وجاء في المادة 33 من نفس الاتفاقية ( يحضر على سلطة الاحتلال القيام بأعمال الاقتصاص ضد الأشخاص المحميين وممتلكاتهم ) .
كل تلك المواد وغيرها من الاتفاقيات والمعاهدات النافذة خرقتها أميركا ولن تلتزم بحرف واحد من حروف القانون الدولي العام أو ألأنساني وسائر ألأمور التي تتعلق بالحروب والقواعد التي تنظم طبيعة العلاقة بين دولة الاحتلال والدولة المحتلة ، هذا غيض من فيض مما اقترفته وتقترفه أميركا يوميا بحق العراق وشعبه أمام انظار العالم الهمجي الذي أقام الدنيا واقعدها لوفاة مطرب اميركي يقال ان اسمه مايكل جاكسن ، في حين لن يأبه بالدماء العراقية التي أريقت على مدى السنوات التي تلت ألأجتياح ألأميركي للعراق ، لو شاء لشخص أميركي أن يقرأ مقالي هذا ، فسوف لا يتألم أو يدين ما ارتكبته أميركا بحق العراق على مدى السنوات المنصرمة ، بل سيكتفي بالقول ، من أين حصل الكاتب على نص الرسالة ؟
khalidmaaljanabi@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/07



كتابة تعليق لموضوع : الرسالة المرقمة ( س / 538 / 2003 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net