هل يقبل شيعة العراق بالسكارى؟!
كليمون كوريل الآشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كليمون كوريل الآشوري

كتبت مقال سابق بعنوان( تجربتي في الطريق الى كربلاء)، اوجزت فيه حياتي منذ ولادتي في الموصل الى أستقراري بعد التهجير في منطقة شعبية في بغداد، ومن ثم قراري بالذهاب سيراً على الأقدام الى كربلاء لزيارة الأربعينية.
كربلاء جعلتني أتوقف كثيراً، وأزيل الغشاء عن بصري، وفُتحت لي نافذة أرى فيها العراق والعالم أجمع.
أرقام ومواقف لا يمكن حسابها، وهي مجرد تخمينات أقل من الحقائق بكثير، وجدت التعاون والتفاني والوطنية والأخلاق، وجدت القدرة على تحمل المصاعب والصبر والجود بالنفس والمال، وجدت قائد إستطاع جمع الملايين من مختلف دول العالم وأزال الحدود بين الأغنياء والفقراء بين المسؤول والمواطن، وجدت ان الاديان السماوية رسالة واحدة لهدف أنساني، وبها العودة للعقل وملامسة الحقائق بنضوج وهي تطبيقات لا شعارات.
الأسلام كما عرفته يحرم الخمر وعند الرجوع الى ديننا في المسيحية وكل الأديان فلا أعتقد هناك جواز للخمر، لأنه يفقد العقل ويسبب كارثة إجتماعية واخلاقية ذاتية، لذلك صار عندي دليل ان من يجيزها فهو محرف للدين مهما كان دينه، والغرض تشويه الاديان والأخلاق، ولا يمكن جوازها بذريعة الحريات، لأن الحرية سمو النفس والأستدلال على طريق الصواب، وعند تناول المسكرات يكون الإعتداء على حقوق وقيم الآخرين.
أنا كنت أعيش في عالم يخوفني من الدين، ومن التشدد الإسلامي، لكني وجدت فرق بين إسلام لبناء الحياة وسعادة المجتمع، ومن يرفعه شعار للقتل والتهجير والسبي او غطاء للفساد والصعود للمناصب.
هذه الحقائق وبعد عودتي من كربلاء، ما يزال يدور في مخيلتي حالة الإنبهار، فحضور مليوني راودني بالسؤال، إذا كان المجتمع العراقي معظمهم يشارك فكيف خدعهم الفاسدون وتم إعادة إنتخابهم؟! ولماذا تنتشر البارات والنوادي الليلية بين الأحياء وبصورة غير محترمة لا تليق بتقاليد المجتمع العراقي؟! ولماذ مسؤول حكومي او عضو مجلس محافظة مثل سعد المطلبي يطالب بفتح البارات بعد زيارة الأربعين، وهو من قائمة أسلامية والمفترض ان تحمل مسمى حزب الدعوة الأسلامية، اي الدعوة الى ما يطلبه الأسلام، وكون الحزب شيعي يجب ان يتعلم من دروس الأربعينية والحسين؟!
بالحقيقة أن على دين قريب من الأسلام، وظلم داعش والمقارنة بين المذاهب جعلني أراجع النفس كثيراً، وعرفت حتى المسيحية لا يجوز فيها شرب الخمور، فكيف لمسلم يروج لها؟! وأجزم أن من يفعل ذلك خرج من كل الاديان، وقد لا يخجل من أفعاله العلنية التي تنافي أذواق وتقاليد المجتمع، خاصة إذا كان مسؤول حكومي، وبذلك لم يحترم ناخبيه وشعاراته لا تطابق أفعاله؟! وخداع المواطنين لأجل التربع على الحكم ونهب أموال الناس؛ أخطر من الأفعال الإجرامية الأرهابية، وقد تكون شريكة لها، لأن من رفع شعار الإرهاب رفع اسم الطائفية وحجة إعادة حقوقها، والطرفين تبين انهم سراق والدليل ظهور عشرات آلاف الوظائف الفضائية، وهذا ما يعني أنهم عصابات.
لماذا لا يتعلمون من كربلاء كيف يتعاون العراقيون، وهي لا تقبل سوى إشاعة المحبة والسلام بين العراقيين، وترفض السراق والسكارى والإرهابين والفضائيين؟! وقد كنت في قناعات سابقة دفعتني الى المسير الى كربلاء، ولكن يجب أن أبحث عن ممثل الشيعة في العراق الأيام السابقة أقول إذا كان الحسين هو القاعدة الأساس للشيعة فهل يمثلهم سراق او سكارى او فضائيين؟! مثلما ارفض على السنة أن يمثلهم الإرهابيون؟!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat