صفحة الكاتب : ابراهيم محمد البوشفيع

عادةً، لا نعلمُ بوجود ملائكة بيننا إلا برائحة رحيلهم، إلى (ملائكة الدالوة  والمنصورة)
دم الشهادة مذ فوق الثرى نضحا
تنفس الصبح بالآفاقِ وانقدحا

جرى على الأرض مسكاً فانتشتْ دِيَمٌ
تصبُ فوق روابي حزننا مرحا

ما سال في التربِ إلا وارتوى مَدَرٌ
إن ضاق بالعوسجِ المسموم أو طفَحا

يصيحُ في الناس: هبُّوا من مضاجعكم
ها أذّن الوعيُ بالأرواح وانفتحا

دم الشهيد وضوء العز متقدٌ
فما تيمّمَ بالإذلال وانبطحا

قد علّم الشـرفَ الموجوعَ لهجتَهُ
وإذْ به من فم (الأحساء) قد صدحا

***

(قابيلُ) بالمكرِ لو غطى جريمتَهُ
فنزفُ (هابيلَ) تحت الأرضِ ما برحا

(غرابُه) طارَ لم يعبأ بسوْأتِهِ
فمن يواري دليلَ الفتْكِ إن فُضِحا؟

ورأسُ (يحيى) بقصـر الظلم مقصلةٌ وإن تشدّقَ جبارٌ به فَرِحا

ونارُ (نمرودَ) لمّا أُتخِمتْ لهباً
فمن ترى باصطلاء النارِ قد لُفِحا؟

وإن تبختر (شمرٌ) بعد فعلته
فسوف يعلمُ أن (الشِمرَ) من ذُبِحا

وإن تملّى بريقَ التِبرِ في يده
فما سوى بسـراب الوهم قد ربحا

جيشُ (ابنُ سعدٍ) يعودُ اليومَ مدَّرعاً طوقَ القذائف، نحو الوردِ قد نزحا

قد روّعوا زينبَ/الأحساءَ، فانتبَهوا بأنهم أيقظوا التنينَ، فاجتنَحا

***

أنادمُ الجرحَ: يا جرحي، ثمانيةٌ
أرقُ من آهة النسـرين لو جُرِحا

هم فتية آمنوا بالحب وارتشفوا روح الحقيقة فاختارتهم قدحا

لقد رأينا بياضَ الوردِ قبلهمُ
لكنه بعدهمْ بالأحمر اتّشحا

لم يعلم القاتلُ المسعورُ رقتَهم
وأنهم لو يمسُّون الأسى انشـرحا

هم أطلقوا للرصاص الفظِّ أغنيةً
ولوّنوا قوس جلاديهمُ قزحا

فكم أضاؤوا الإبا من نورهم فرحاً وكم أحاطوا العِدا من نارهم ترَحا

لأنهم من (حسينٍ) بالدّم انتصـروا ومرغوا في حضيض الإنهزام (لِحى)

نسجتُ من جرحهمْ أكفانَ قافيتي
وجئتُ في بُردة (اللاءاتِ) متَّشِحا

ومن صدى صوتِهم ردَّدتُ منتفضاً: (حسينُ لبيكَ!) حتى فرَّ من نبَحا

وسوف أزرعُ فوقَ الغيمِ نظرتَهمْ حتى إذا أمطرتْ فوقَ النخيل صحا

ليطعمَ الطينَ شيئاً من قداستِهِ
ويُنضجَ العزَّ من سعفاتهِ بلحا

تخِذْتُ من (تربة الأحساء) مسبحةً
لكي أسبّحَ باسم المجد كلَّ ضحى


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابراهيم محمد البوشفيع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/10



كتابة تعليق لموضوع : من رائحة الجنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net