احرار البحرين: لنضغط على العالم للعمل وفق مهزلة نتائج الاستفتاء الشعبي
أصدرت حركة احرار البحرين الاسلامية بیاناً تناولت الانتخابات التی شهدتها البحرین مؤخراً ودعت فیه للضغط على العالم للعمل وفق نتائج الاستفتاء الشعبي وقالت: اصبح التغيير مرتقبا وان تأخر.. وحصل موقع "شفقنا العراق" نسخة من هذا البیان کمایلی:
حوادث البحرين الشهر الماضي كانت حاسمة على صعيد العلاقة بين شعب البحرين الاصلي والعائلة الخليفية الحاكمة. فقد تأكد للعالم فشلها في استيعاب الازمة المتواصلة في البلاد منذ انطلاق الثورة الشعبية المظفرة في فبراير 2011. ربما كان الحدثان الاكثر جذبا للاهتمام المحلي والعالمي هما الاستفاء الشعبي حول حق تقرير المصير والانتخابات التي فرضها طاغية البلاد على الشعب، وهدد من يقاطعها بأشد اصناف التنكيل. ولانه كان يعول كثيرا على تلك الانتخابات لاظهارها مخرجا من الازمة السياسية التي تعصف بنظام الحكم، فقد بذل المستحيل لانجاحها، وفي النهاية لم يحقق ما يريد. فقد قاطعتها الجمعيات السياسية واضعفتها كثيرا، بينما أصرت قوى الثورة على رفض الحكم الخليفي جملة وتفصيلا وعدم التوقف عند اجراءاته التي تهدف للقضاء على ثورة الشعب بدون اي تنازل. وهذا الموقف الخليفي المتعنت هو الذي ساهم في تطوير العمل السياسي في الفترة الماضية ودفع الجماهير لتبني المشروع الثوري بدون تحفظ.
ما ان اتضح ان الخليفيين يعولون كثيرا على انتخابات مجلسهم الفاشل لتقديمها للعالم بانها تمثل نهاية الازمة السياسية التي عصفت بالبلاد منذ سنوات، حتى هرع الثوار لطرح البديل السياسي واعلنوا اجراء استفتاء خاص بالقوى الثورية حول حق تقرير المصير. ومع قرار الجمعيات السياسية مقاطعة الانتخابات الخليفية اكتمل الموقف الوطني الرافض لهيمنة العصابة على البلاد بالاحتلال والاستبداد والفساد. وكان يوما الاستفتاء (21 و 22 نوفمبر) مشهودين، فقد انتظمت الجماهير في طوابير طويلة طوال اليومين، للادلاء باصواتها التي تؤكد الحرص على تقرير المصير بعد اكثر من اربعة عقود من البلطجة القبلية التي حولت البلاد الى ملك خاص لمجموعة فاسدة، وسعت لابادة الشعب الاصلي بكافة الوسائل. استنفر العدو الخليفي كل ما لديه من امكانات امنية وعسكرية واعلامية، وأفرط بالبطش، فاعتدى على المنازل في الساعات الاولى من صباح كل يوم، واعتقل الاحرار. وقبل ذلك شن حملة عدوانية واسعة على النساء فاعتقل 14 منهن ظلما وعدوانا، ونكل بهم ايما تنكيل. وكان واضحا ان الديكتاتور خسر المعركة السياسية والاعلامية في مواجهته الشعب، برغم ما انفقه من اموال الشعب المنهوبة في مجال العلاقات العامة والاعلام. ووضع السعوديون الذين تحتل قواتهم البلاد كافة امكاناتهم لخدمة العصابة الخليفية، من علاقات عامة واعلام وضغط سياسي على القوى الغربية لدعم ذلك النظام. مع ذلك كان الاستفتاء باهرا، فقد هرع الاعلاميون الذين استقدمتهم العصابة الخليفية لتغطية انتخاباتها، باتجاه مراكز الاستفتاء الشعبي، ليروا باعينهم كيف استطاعت الثورة القضاء التدريجي على سلطة الحكم، وكيف توسعت الهوة بين الشعب والحكم بشكل غير مسبوق. ثم جاءت الانتخابات التي اعتبرها الاحرار قفزا على كافة التوصيات التي اصدرتها الجهات الدولية وطالبت الخليفيين بتنفيذها بدون جدوى. وباعلان المقاطعة الشاملة لتلك الانتخابات اصبحت غير ذات معنى. فبرغم التهديد والترغيب لم يشارك فيها سوى ما يقل عن ثلث سكان البلاد. وحين لاحظ الطاغية عزوف الشعب عن المشاركة، بعث قواته وجلاوزته الى المنازل لاجبار العائلات على التوجه لمراكز الاقتراع. وتحت الضغط استجاب بعضها ولكنه أفسد اوراق الاقتراع ولم يدل بصوته. كانت الانتخابات الخليفية فضيحة كبيرة للديكتاتور وعصابته لانها اظهرت عزلتهم السياسية والشعبية، ووضعت شرعيتهم، امام الرأي العام الاقليمي والدولي، موضع تساؤل وتشكيك.
الخليفيون ما يزالون يعولون على الدعم السعودي والبريطاني لحكمهم. ففي غياب القبول الشعبي وبعد الاستفتاء على حق تقرير المصير، لم يعد خافيا عن داعميهم انهم يراهنون على حصان خاسر، وان الشعب لن يتراجع عن ثورته ومطالبته باسقاط حكم هذه العصابة. واذا كان تعويل الخليفيين على الدعم السعودي في 2011 والقبول باحتلالهم البلاد، مفهوما آ،ذاك بسبب ما كان يبدو من قوة للسعودية، فان الوضع اليوم قد تغير كثيرا، واصبح السعوديون ملاحقين بتبعات دعمهم الارهاب في العراق وسوريا واليمن. كما ان ضعفهم البنيوي يساهم في تهميش نفوذهم على البلدان العربية الاخرى. يضاف الى ذلك ان استهدافهم الحركات الاسلامية خصوصا الاخوان المسلمين ساهم في تأليب قطاعات واسعة من المجتمعات العربية ضدهم، فلم يعودوا قادرين على تحقيق دعم لسياساتهم التي تروج التطرف والارهاب، بالاضافة لنمط حكمهم الاستبدادي الذي يصادر الحريات ويستخدم ابشع الاساليب والوسائل لضمان بقائهم في الحكم. وقد اكتشفت الشعوب العربية اليوم عدم جدوى التعويل على النظام السعودي خصوصا انه يواجه تحديات داخل مجلس التعاون نفسه. وجاءت قمة الرياض مؤخرا لتكشف حالة التصدع في الموقف الخليجي الناجم عن السعي السعودي المتواصل لفرض وجهة نظر واحدة على المجلس. ولذلك فالتعويل على الدعم السعودي لن يجدي نظام الحكم في البحرين. ومع استمرار الحراك الشعبي الذي تميز عن بقية الثورات العربية بسلميته وتحضره واعتماده على الذات ورفضه انصاف الحلول، فقد اصبح انتصار ثورة حتميا، وان تأخر.
اما الجانب البريطاني الذي يلعب دورا محوريا في ادارة الامن الداخلي وتوفير غطاء سياسي على الصعيد الدولي فهو الآخر اصبح مكشوفا، خصوصا للمنظمات الحقوقية والجهات الاعلامية. فليس هناك دولة اخرى تدعم الاستبداد وانتهاك حقوق الانسان كما تفعل بريطانيا التي تصر على دعم الحكم الخليفي بدون تردد او مساءلة. ويشكو ممثلو دول الاتحاد الاوروبي من الموقف البريطاني الذي يعرقل اية محاولة للضغط على المنامة. فاما ان يفشلها او يحولها الى مبادرة ضعيفة لا تمثل ضغطا حقيقيا. وهنا يتوقع التغيير على مسارين: فعلى الصعيد الاوروبي اصبح هناك تركيز من قبل نشطاء حقوق الانسان على الاتحاد الاوروبي لتشجيعه على لعب دور منفصل عن كل من امريكا وبريطانيا. ويقوم البرلمان الاوروبي بدوره في هذا المجال. وحتى حين اعلن الخليفيون ان البرلمان الاوروبي قد ارسل وفدا برلمانيا للاشراف على الانتخابات، بادر البرلمان لتفنيد ذلك، وانه لم يبعث الوفد المذكور. واتضح لاحقا ان شركات العلاقات العامة المأجورة لدى الخليفيين استدرجت بعض اعضاء البرلمان الاوربي للذهاب الى المنامة، واظهرتهم وكأنهم ممثلون للبرلمان، الامر الذي تم نفيه رسميا. الامرالمؤكد ان العصابة الخليفية تبحث دائما عن مصادر للشرعية من خارج البلاد بعد ان تأكدت استحالة توفرها من الشعب. البريطانيون يتعرضون كذلك لضغوط من الداخل. فهناك حالة تململ لدى اعداد تتزايد من البرلمانيين بعدم الرضا عن السياسات الرسمية تجاه البحرين، ويسعون للضغط على وزارة الخارجية لتغيير ذلك. ويكفي الاشارة الى ان عدد الموقعين على بيان يطالب باطلاق سراح الرموز واصلاح النظام القضائي حظي بتوقيع اكثر من 70 نائبا، وهو امر غير مسبوق في تاريخ البرلمان البريطاني. كما ان الناخبين في عدد من المناطق البريطانية بدأوا يستوعبون حقيقة الوضع في البحرين ويضغطون على ممثليهم البرلمانيين للضغط على الخارجية من اجل التغيير. فلا احد في القرن العشرين يقبل باستمرار الحكم القبلي الذي لا يستمد شرعيته من دعم شعبي ولا يستند لمواد دستورية تعبر عن الارادة الشعبية. ولذلك اصبح الدور البريطاني هو الآخر يواجه صعوبات جمة في موقفه الداعم للحكم الخليفي، ويتوقع حدوث تغير كبير خصوصا مع تراجع حظوظ حزب المحافظين الذي يعتبر الاقرب للعقلية الاستعمارية البريطانية.
امام هذه الحقائق لم يعد الأمل بحدوث تغير جوهري في التركيبة السياسية في هذا البلد المعذب خارجا عن المنطق والمعقول. بل اصبح التغيير مرتقبا وان تأخر. وفي ظل انشغال العالم بانتشار ظاهرة التطرف والعنف والارهاب، المدعومة من السعودية والامارات بشكل خاص، فقد اصبح العمل الميداني المدعوم بالموقف الدولي الذي يزداد وعيا بالحالة البحرانية، واعدا بتحقيق النتائج. ومع استمرار الحراك الشعبي بدون تراجع او تردد او تغير في الاهداف، مدعوما بموقف الجمعيات السياسية المقاطعة، يتوقع ان تشهد الشهور المقبلة تصاعدا في وهج الثورة وتراجعا حقيقيا في حظوظ الديكتاتور وعصابته. وقد اظهر الحراك في الشهور الاخيرة الدول المحوري لشباب الثورة وآباء الشهداء في تأطير العمل الميداني ودفعه الى الامام بشكل اكثر عزما واصرارا ووضوحا والتزاما باهداف الشعب التي طرحها منذ عقود. لم يعد ثمة فاصل بين الشعب وانتصاره سوى فواق ناقة، وسيرى العالم تغيرا اقليميا جوهريا ينطلق من البحرين، ويعم المنطقة، وما ذلك على الله بعزيز.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
النهایة
خاص شفقنا العراق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat