بيريسترويكا العبادي وغلاسنوست الجعفري
حيدر المالكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حيدر المالكي

ﻻ يخفى على متابع للسياسة الدوليه ان وجه اي نظام سياسي هو رئيس الدولة (الفعلي) ووزير خارجيته
وشائت اﻻقدار (الخارجيه والداخليه) ان يتبوأ هذين المنصبين رجلان بخلفية اسلاميه ومن حزب واحد قبل ان ينشق الاخر ﻻعتبارات سياسيه
البيريسترويكا والتي تعني اعادة البناء كلمة روسيه ومفهوم تبناه الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف على الصعد اﻻقتصاديه اوﻻ للحد من اﻻشتراكيه الصارمه وتخفيف القيود التي كانت تتبناها الدوله البروليتاريه والتي ادت بالنتيجه الى انهيار دراماتيكي كارثي كانت نتيجته اختفاء العملاق الروسي من الخارطة السياسيه وتضائل دوره بشكل كبير قبل ان يتمكن فلادمير بوتين من نفخ الروح فيه ومحاولة بعثه من جديد
صحيح ان ﻻ مجال للمقارنه بين اﻻتحاد السوفيتي والعراق ..اﻻ ان علم السياسة يبقى واحدا فالرجل على ما يبدو سائر بطريق اعادة البناء وهذا شئ جيد فلا يكاد يختلف اثنان على ان العملية السياسية في العراق نشأت على عجل وشابها الكثير من اﻻخطاء ولكن ما يخشى منه هو ان تؤدي هذه البيريسترويكا العراقيه الى ما ادت اليه اختها السوفيتيه قبل عقدين ونيف من الزمن..فالفدراليه تدق على اﻻبواب واﻻرهاب ينهش بالجسد العراقي والفساد يمخر في مؤسسات الدولة طولا وعرضا.. واي تهاون مع هذه الملفات الثلاث سيكون مصير العراق ليس بعيدا عن اﻻتحاد السوفيتي الذي تفكك الى 15 جمهوريه او يوغسلافيا التي اصبحت 5 جمهوريات
الجعفري الذي كان مهندس التغيير في هذه الحكومه والذي تبنى عمليه شبهها الكثيرون بالتغيير الذي حصل في صدر اﻻسلام والذي انشق المسلمون على اثره (اتكلم عن السياسه وليس الدين ) تبنى الغﻻسنوست (الشفافيه) ابان ترؤسه للحكومه اﻻولى والتي اتت بنتائج وخيمه في حينها واصبحت الكلمه اﻻكثر تهكما في الشارع العراقي لشد ما كررها الرجل -بحسن نيه- في خطاباته يقود اﻻن السياسة الخارجيه لبلد اشد ما يكون بحاجة الى رجل يعرف كيف يمسك بخيوط اللعبة ويقنع اﻻخرين بوجهة نظره ﻻ ان يلقي خطابات بلاغيه طوباويه ﻻ تسمن وﻻ تغني عن جوع فالسياسة تحتاج الى انسان وليس الى ملاك او شيطان ليخرج المارد المعنوي من القمقم ويهشم الزجاجه ويقول ها انا ذا موجود لحماية التجربه !
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat