صفحة الكاتب : حميد الموسوي

المواطنة الاصلية والمواطنة المكتسبة
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تجتاح شوارع بغداد الرئيسة وشبه الرئيسة عمليات حفر وطمر متواصلة منذ شهور، امتد هذا الاجتياح فشمل شوارع وازقة الكثير من المحلات، تلول من التراب.. حفر متنوعة مطبات شقوق وانفاق ذكرتني بالمواضع العسكرية  ايام زمان.

تبدأ عملية الحفر المبرمج وتستمر اسابيع واحيانا شهوراً ثم يغادر الحفارون مع ادواتهم بعد ان يقلبوا الشارع على "عاليه سافله". تنطلق على الاثر التاويلات والتفسيرات: 

 يقال لمد انابيب شبكة مياه جديدة..

يقال لمد شبكة مجار جديدة..

ويقال لمد كيبلات كهرباء "عشرة امبير"

ويقال لمد "قابلوات" تلفونية حديثة.. ويقال.. ويقال

وبعد القيل والقال وتبدل الاحوال وتعاقب الاسابيع والشهور وتحول المنطقة الى تراب في تراب، تبدأ عملية الطمر والتي تستغرق شهوراً ودهوراً فتنطلق التاويلات من جديد.. وضعية الماء كما هي..

والمجاري على حالها..

والكهرباء لاعشرة امبير ولا هم يحزنون..

والتلفونات ديكور اثري!

ويظل الشارع على حاله الترابية.. مرتفعات ومطبات وانكسارات وتخسفات والشتاء على الابواب.

يبدو ان مقاول الحفر الثانوي استلم العمل من المقاول الرئيسي والمقاول الرئيسي سلم نصف المبلغ وفر بالباقي فاضطر الثانوي ان يترك العمل على "النص" وبعد التي واللتيا يكلف مقاول رئيسي اخر ليسلم العمل لثانويين لا يدرون ماذا يحفرون، ثم تأتي جهة التنفيذ لوضع المطلوب في الحفر وبنفس المواصفات "المقاولية" وبعدها يصار الى مقاولات الطمر التي لاتقل تلاعباً وتباطؤاً عن سابقاتها ثم تبدأ معضلة التبليط وما ان تبدأ متكلئة معلولة وقبل ان تصل خط النهاية تباشر الحفارات هوايتها المحببة!. ترى اين الخلل.. ومن المسؤول؟!. ولماذا هذا التهاون؟!. وكأن الجميع لا يعنيهم الامر وهم يرون المال ينهب ويبذر ويبدد وبدون اي مردود وبلا اي مقابل.

اظن ان هذه الحالة، اقصد الحفر والطمر تجتاح محافظات العراق ولاتقتصر على بغداد وحدها كما ان حالة المقاولات الوهمية والثانوية طالت كل مفاصل البناء والاعمار وعقود الاسلحة والتجهيزات العسكرية والمدنية وعملية  بناء المدارس واعادة اعمار وترميم المدارس  القديمة والتي تحولت الى مجرد لطخات من الصبغ برغم وجود الارقام الضخمة من المليارات التي رصدت لها.

لا شك اننا بحاجة ماسة الى الوف المؤسسات التخصصية وبمواصفات عالمية واشراف خبراء فطاحل لمعالجة امراضنا المزمنة والطارئة وخاصة مرض فقدان المواطنة الاصلية وليست المكتسبة!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/14



كتابة تعليق لموضوع : المواطنة الاصلية والمواطنة المكتسبة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net