دور الفراغ العقائدي في ظهور الفرق الضالة
الشيخ جميل مانع البزوني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ جميل مانع البزوني

كان التاريخ الإنساني منذ القدم يمر بأوقات تكثر فيها الاختلافات الفكرية على مستوى المذاهب الفقهية وغيرها من الحاجات التي تدفع لإنسان الى البحث عن الحقيقة , وكانت النتائج التي تظهر هنا او هناك تتسم أحيانا بالشدة في التعاطي وتارة بنوع من الانفتاح , وكان جو التشدد في الطرح يستلزم أحيانا ضياع الصورة الحقيقية للمسالة المختلف فيها وقيمة شخصية معتنقيها كما يحصل كثيرا في خلافاتنا مع الآخرين .
من الجدير بالاهتمام ان نعرف أهمية الوقوف على الأسباب الكامنة في ظهور بعض المظاهر السلبية في حياة الإنسان ومنها انحرافه العقائدي , وربما يظن البعض ان مثل هذه الأمور ليست مهمة بسبب التقدير الخاص لمثل هذه القضايا في تصوراتهم وبعيدا عن مثل هذا التوجه الذي يشبه كثيرا التحجيم الذي يمارسه البعض في بخس حقوق الباحثين وبالتالي جهودهم فإننا نظن بل نعتقد ان الأمر المثار له أهمية خاصة في إطار بناء المنظومة الفكرية الإسلامية .
قد يقول البعض بان مثل هذه الأبحاث لا تزال أبحاثا غائمة هائمة لا تصنيف لها في منظومة الأفكار المطروحة وربما تفتقد الى الموضوع الواضح ايضا !!!
والجواب عن هذا كاشف عن البخس الشديد لبعض الجوانب المهمة في منظومة الفكر الإسلامي التي أصبحت الآن تأخذ الكثير من الجهود فلو سالت البعض عن الأسباب التي كانت تدفع الفقهاء لعدم الاعتراض على آراء بعض كبار العلماء في تاريخ الفقه الإسلامي الشيعي مثل الشيخ الطوسي لعدد لك أسبابا منها الكثير من الأسباب التي لم تصنف فكريا وعند محاولة الوصول الى تصنيفها سنجد أنها من الأسباب النفسية أو الاجتماعية ونحوهما .
وعند الوقوف عند هذا سيجد السائل ان سؤاله عن تصنيف مثل هذه الأبحاث يشبه الى حد بعيد هذه الأسباب المذكورة بل ربما يقال ان من جاهر بمخالفة الشيخ الطوسي شدد على ذلك من اجل تحجيم تأثير هذه الأسباب وهذا يعني ان الأسباب الموضوعية للاختلاف لم تكن وحدها كافية في نظره لطرح رأيه في مخالفة الشيخ الطوسي .
وهذا التوجه يعد فتحا جديدا في سيرة هؤلاء العظام وسعة أفكارهم ونظرتهم الاجتماعية الواعية و...
والجواب ان الذي جعل هؤلاء يؤكدون على هذه الأسباب يجعلنا نؤكد عليها لنفس المغزى والهدف وهو التأثير الكبير لها في تحصين فكر الإنسان أو هشاشته , والهدف المطلوب هو الأول دون الثاني لما له من تأثير كبير في صلابة شخصية الإنسان وشدة صبره في مواجهة الصعاب في هذه الدنيا .
وبهذا يظهر الجواب عن التصنيف المطلوب فان الجواب هو الجواب لأننا سنستعير الجواب الذي يقال عند السؤال عن تصنيف المجاهرة في المثال الذي ذكر في القضايا الفقهية .
ومن هذا نحن نحتاج الى تصنيف الأمور الكامنة وراء الانحراف العقائدي الحاصل في المجتمع وهل ان الفراغ العقائدي هو السبب الوحيد وراء هذه الظاهرة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat