صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

ألأَشهُرِ الحُرُم تَدحَرُ النَواصِب
سلام محمد جعاز العامري

منذ خلق السماوات والأرض , جعل القادر جل شأنه, أربعة أشهر حُرمٍ, ذُكِرَت بالآية الكريمة 36- سورة التَوبَه, لقد كان العرب في الجاهلية ملتزمون بها! هذه الأشهر ثلاثة منها متتالية, ذي القعدة, ذي الحجة, محرم, والرابع هو شهر رجب مضر.
بعد رحيل رسول الإنسانية, صلوات ربي عليه وآله, تم ترك ما إعتاد عليه ألعرب, إضافة لعصيان الخالق! كما جرى في أكبر فجيعة تأريخية بواقعة كربلاء؛ حيث لم يراعي فيها جيش الحاكم الأموي, حُرمة ولا ذمةً ومارس أسوأ الخُلقِ غير إنساني.
خرج الحسين عليه السلام, بذي الحِجَةِ عام 60 هجري, فَجُعْجِعَ به وَمَن مَعَه بأرض كربلاء, حيث وصلها في شهر محرم 61هـ, فَحُوصِروا ومُنِعوا عن الفرات, لإجباره على البيعة, قامت أبواق يزيد بإشاعةٍ, عن مَدَدٍ من الشام, لإرعاب موالي الحسين عليه السلام.
شهر محرم من الأشهر الحُرُم, كما تم توضيحه, والتأكيد عليه من قبل الباري عز وجل يزيده حرمة؛ إلا أن ذلك لم يرق لحكومة النفاق الأموية, فقد صدر الأمر من يزيد بن معاوية: أقتلوه ولو كان معلقاً بأستار الكعبة!
فكان جواب الحسين عليه السلام: مثلي لا يبايع مثله, يزيد بن معاوية شاربٌ للخَمر يُلاعب القرود, فكيف يبايع إبن بنت النبي فاسق كيزيد؟ لقد اتخذ أبي عبد الله الحسين( ع) شعار, هيهات منا الذلة, وقطع الطريق على محاولات الإذلال.
استمر الصراع بعد استشهاد سبط الرسول ومن معه؛ بين أتباع الفكر الإسلامي الحقيقي, مقابل من يعبد يزيد وسياسته, الى زمننا هذا, حيث ظهر نفس الفكر, باسم دولة العراق والشام, تسببوا بهروب ثلاثة فرق بالموصل, بسبب إشاعة جعلت القادة, يتركون أسلحتهم ليولوا الدبر!
مرجعتينا الرشيدة التي تمثل, الإمتداد الحقيقي لخط الإمامة الإسلامية, لم تتوقف مكتوفة الأيدي, ففعلت الجهاد الكفائي, للذود عن الأرض والعرض, بالرغم من محاولات التشويه, فهب المجاهدون الشرفاء, لا بسين القلوب على الدروع.
ليس غريبا أن نجد آل الحكيم في المقدمة, حيث قال عميدهم عمار: سنصول عليهم صولة عمنا العباس, وكذا منظمة بدر وسرايا السلام وحزب الله, مع الحشد الشعبي من باقي السرايا, فقاموا بتحرير, آمرلي و العظيم ثم جرف الصخر, التي قصمت ظهر الإرهاب.
نتيجة ما جرى رُفِعِت معنويات الجيش النظامي, وأزيح بعض القادة ألفاشلين, ليبقى صوت الحسين عليه السلام, صداحا عبر الزمن" هيهات منا الذلة", جاء عاشوراء ألتحدي, وغدا أربعينية ألتصدي, لن نَدع يزيداً جديد, يُرعِبُ أتباعَ آل الرسول صلوات ربي عليه.
هكذا هو العراق, بلد الأنبياء والأوصياء, عاصمة أمير المؤمنين ووصي رسول آخر الزمان, البلد ألذي لم يُذْعِن للطواغيت, منذ خلافة بني أمية والعباسيين إلى زماننا هذا, مروراً بالحركات الشاذة كالوهابية وغيرها, التي نمت وترعرعت في أرض الأعراب, فأنتجت داعِشَ السَفالة.
فَلأَرضِ المقدسات, ألف تحية.
      


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/02



كتابة تعليق لموضوع : ألأَشهُرِ الحُرُم تَدحَرُ النَواصِب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net