صفحة الكاتب : عدي المختار

مسرحية سفينة النجاة
عدي المختار

 شخوص العمل :

 
1- شاب ابيض
2- شاب اسود 
3- عليلة الحسين (عليه السلام) 
4- إحدى مخدرات آل البيت (ع)
5- الأمام السجاد (ع)
6- يزيد بن معاوية (لعن)
7- حاجب يزيد(لعن)
8- أربعة ندماء ليزيد (لع)
9- ثلاث غواني ليزيد(لعن)
10- شاب من لجمهور
11- كاهن مسيحي
12- عشرة شبان سود
13- عشرة شبان بيض
 
 
 
 
 
ملاحظات هامة
 
ملاحظة (1) مهمة جدا : العمل مسرح  يعتمد الإيقاع السريع في الأداء والانتقالات واللغة الصورية والجسدية الإيمائية أكثر من أي لغة .
 
ملاحظة (2) اقل أهمية : أحداث كل الفصول تدور على خشبة واحدة أي أن المسرح ينقسم إلى جهتين يفصل فيما بينهما الضوء فقط ,ويكون على شكل جهة يسرى وأخرى يمنى وتلعب فيما بينهما الإضاءة دور كبير من فصل لأخر عبر الانتقالات من فصل – أي لجهة يسرى – عن فصل أخر – أي لجهة يمنى - .
 
ملاحظة (3) اقل أهمية: الشابان (الأسود – والأبيض) اللذان يظهران في المشهد الأول سيرافقان كل المشاهد بحركات وإيماءات فقط فالأبيض سيكون مكانه الجهة اليمنى من المسرح والأسود سيكون مكانه الجهة اليسرى من المسرح وكلاهما يتحركان أو يخيل للمتلقي أنهما هم من يحركان إبطال الجهتين (الخير أو الشر). 
 
 
 
الفصل الأول 
           المشهد الأول
 
 
صوت باب  قديم يفتح وعلى شكل بقعة ضوء دائرية متحركة تبحث في أرجاء المسرح عن شيء حتى تستقر على  شاب  يجلس كالقرفصاء كل ما فيه (أملس ) بلا شعر  وكأنه مدهون بطلاء ابيض حتى يعتقد كل من يشاهده بأنه جنين يخرج للتو للدنيا ,يعلو صوت موسيقى على شكل هارموني صاخب يعلو تارة ويخفت تارة والشاب يتلوى يمينا وشمالا على شكل الإنسان الغريق في الماء حتى يصل إلى ضفة النهر التي تكون لهذا الشاب تعني الوقوف على قدميه,(صمت) ينظر إلى الناس بشكل استغراب (موسيقى على شكل جرس) ويبدأ يتفحص أجزاء جسمه مع (موسيقى رومانسية),يديه ,صدره ,أرجله ,ومن ثم يتلمس وجهه مع (موسيقى خوف),يحاول النظر إلى مؤخرته ,يحاول مرة على جانبه الأيمن فيسقط ,والأيسر فيسقط والى الخلف فيسقط  إلى الأرض فيشعر بيأس,يشعر بصوت خلفه(مع موسيقى مضطربة) يحاول السيطرة على الصوت خلفه ,يحاول مرات أن يراه من كل جهات جسمه بلا جدوى, يأخذه لا إراديا يسار ويمين المسرح ,يقترب من الجمهور وكأنه يقع فيقف على أطراف أصابعه يرميه شمالا وجنوبا حتى يدور في المسرح ويتعب ويرتمي بشكل قوي مع (موسيقى صاخبة مضطربة) إلى الأرض ,(المسرح مظلم) ورغم ذلك أصوات تكسير وصخب وتحطيم زجاج .
 
يضاء المسرح
 
 يظهر الشاب وهو واقف وسط المسرح وخلفه ستارة بيضاء والدماء في كل جهة من جسده ووجهة ومتعب ومنهك,يحرك يديه وكأنه يتصارع مع احدهم (موسيقى حرب مضطربة) يحرك أرجله ويديه ,تظهر أيدي وسيقان سوداء خلفه ويتضح كأنه يخرج من جسده فيتصارعان,فيخرج من خلفه شاب اسود يكون نسخة طبق الأصل منه لكن اسود ,يتصارعان على كل شيء في المسرح ,المائدة الموضوعة جانبا ,على الفواكه التي على المنضدة ,يتصارعان وسط المسرح على شكل ( جر الحبل ) يرافقه (موسيقى دفوف مضطربة) 
                        إطفاء أنوار المسرح
يضاء المسرح
 
 ولا وجود للشاب الأسود إلا الشاب الأبيض الذي انتزع منه الأسود يده فيبحث عنه وعنها فيومئ للجمهور وكأنه يشير لهم (انه خلفهم ),فيظهر الشاب الأسود وسط المسرح  وهو يرتدي ملابس  وقبعة شبابية وحينما تسلط عليه الأضواء يهرب من المسرح 
                
 
إطفاء أنوار المسرح
 
 
 
 
 
المشهد الثاني
 
المنظر :
 
 المسرح في  جانبه الأيسر عرش وكراسي ومنضدة وفواكه كأنها قصر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وفي الجانب الأيمن ستارة بيضاء يتم الاستفادة منها فيما بعد لعرض المقاطع (الفيلمية ) لمشاهد مسرح الصورة .
 
العرض  الأول (صوتي): المسرح مظلم لمدة ثلاث دقائق بعد فتح الستارة التي يعلوا خلالها موسيقى فلم الرسالة ترافقه بشكل متواتر أصوات غربان يليها أصوات عواء الذئاب يتخلله صوت جهوري يقول وسط العواء ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ)) ويبقى المقطع الأخير من الآية الكريمة ((وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ ) يتردد كصدى ثلاث مرات لتنتهي كل هذه الأصوات والثلاث دقائق بصوت خافت لامرأة تنعي (نعي عراقي)صوت فقط بلا كلمات .
 
العرض  الثاني (حركي): يزيد يجلس والى جانبه أربعة ندماء وهم يضحكون ويشربون الخمر واحدهم يهمس بأذن الآخر.
يزيد : (وهو يضحك) يريدون أمير المؤمنين ومالك كل هذا الملك الواسع الكبير الوفير أن يترك مجالسة ندمائه والمرح وان يتعفف الحياة من اجل الآخرة (ويضحك وهم يضحكون معه  يضع كأسه على فمه ليشرب فيجده فارغا فيضحك بصوت عال ويشير للكأس ولندمائه فيضحكون ,يشير لخادمه بملء الكأس ).
 
يزيد : (للخادم وهو يضحك بصوت عال ):
دع المساجد للعباد تسكنها ... وقف على دكة الخمّار واسقينا
 
ما قال ربك ويل للذي شربوا ... بل قال ربك ويل للمصلينا
 
إن الذي شربوا في شربهم طربوا ... إن المصلين لا دنيا ولا دينا
 
(يضحك فيضحكون ندمائه )
الحاجب: (وهو يواصل الضحك ) وأنت الأمير يأيها الأمير ولست عبدا من العباد.
 
يزيد: (يصمت وكلهم يصمتون ليستوعب الكلمة  فيضحك ضحكة هستيرية يضرب بها على الأرض بكلتا قدميه  فيضحكون معه )..نعم عبدا ....نعم عباد ....(وهو يضحك).
 
إضاءة الجانب الأيمن من المسرح  الجهة العليا للمسرح فقط 
 
تظهر على طريقة العرض على الستارة البيضاء صورة لطواف الكعبة وأصوات (لبيك اللهم لبيك ) بشكل يعلو ومن ثم يخفت (وإطفاء أنوار الجهة اليمنى ) ويزيد ينظر له هو وندمائه وهم صامتون ومن ثم يشير لهم يزيد بالضحك فيضحكون معه  فيستأنف شرابه مع الهمس بأذن حاجبه المسيحي , فيخرج حاجبه ويعود مع غواني يغنيان ويطربان , فيعلوا صوت في مخيلة يزيد فقط  يضج في رأسه هو صوت الحسين (عليه السلام ) فيأمر بالصمت .
 
صوت الأمام الحسين (عليه السلام ) : إني لم اخرج اشر ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله(ص) ولآمر بالمعروف و أنهى عن المنكر.
يزيد : (لندمائه ) أتسمعون  هذا الصوت ؟؟
الجميع : لا لم نسمع ...صوت من تقصد .
الحاجب : صوت من تقصد ...لم يصدر أي صوت سوى الصمت أيها الأمير .
يزيد : (يستعيد كبرياءه وغروره) ها ...نعم ....نعم ....لا صوت ....استمروا (فيعلوا صوت الموسيقى ) 
 
(إطفاء أنوار المسرح الجانب الأيسر )
 
 
(إضاءة الجانب الأيمن من المسرح )
 
منظر الجانب الأيمن للمسرح يخيل للمتلقي كأنها كنيسة وكاهن مسيحي أمام تمثال عيسى  (عليه السلام ) وتعلوه على طريقة العرض (داتا شوب ) مادة فيلمية لعائلة الحسين (ع) عند مغيب الشمس تمشي وهي مكبلة بالسلاسل والأنين , وبجانب الكاهن على المسرح رأس على رمح مغطى بقطعة قماش  هو رأس الحسين (عليه السلام) والمسيحي يصلي للمسيح ويجلس على ركبتيه أمام التمثال والرأس.
 
المسيحي : أيها الراهبان المصلوبان ظلما وعدوانا ( يبكي) ...أيها المقتولان علنا أمام الأصدقاء قبل الأعداء (يبكي), كيف تنام العيون وتهدأ الضمائر وتستريح الروح (يبكي) ويسير الليل والنهار بلا مواجع ...فالله ما وجدت أنبل  ولا اصدق  منكما (يبكي)...(صوت باب قديم كبير يفتح ) يظهر رجل  من الباب الأيمن  للجانب الأيمن بملابس خضر لا يظهر منه أي شيء  ألا وهو الإمام السجاد (عليه السلام ) فيضع يده على الرأس الراهب الذي يلتفت له وهو جالس على ركبتيه ).
 
الأمام السجاد (عليه السلام ):أعطينا ست وفضلنا بسبع ..أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بان منا النبي المختار ومنا الصديق ومنا الطيار ...ومنا أسد الله وأسد رسوله ومنا سبطا هذه ألامه ومنا مهدياها...(فيبكي المسيحي بكاء بصوت عال )إطفاء الجانب الأيمن من المسرح 
 
 
إضاءة الجانب الأيسر من المسرح 
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (نفس المنظر السابق ) يجلس إلى جانبه أربعة ندماء مع غانيات وهم يضحكون ويشربون الخمر واحدهم يهمس بأذن الآخر ومن ثم يعلوا صوت (الديك) معلنا ساعة الفجر وصوت أذان يعلو من ثم يخفت تدريجيا . 
 
يزيد: وهو ينصت لصوت الأذان بامتعاض ويضحك بصوت عال : 
معشر الندمان قوموا ... واسمعوا صوت الأغاني
واشربوا كاس مدام ... واتركوا ذكر المعاني
اشغلتني نغمة العيدان ... عن صوت الأذان
وتعوضت عن الحور ... خموراً بالدنان
 
إطفاء أنوار المسرح 
 
 
المشهد الثالث
 
المسرح مظلم 
 
صوت موسيقى  حرب وأصوات  خيول تجري وصهيل وسيوف  تخرج من أغمادها وتقاطع سيوف وعويل نساء وأطفال .
 
(إضاءة الجانب الأيسر من المسرح ) 
على طريقة العرض (داتا شوب) يظهر يزيد وهو نائم يشخر ويتقلب جراء سماع هذه الأصوات .يعلوا صوت امرأة حزينة ومكابرة 
 
صوت السيدة زينب (عليها السلام ) : (فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا ترحض عنك عارها وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين)....(يبقى يتردد بشكل صدى أخر الكلام (يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين) ثلاث مرات فيصحوا يزيد مفزوعا وهو يصرح بكلمة (لا....لا.....لا..) حتى يخفت صوته تدريجيا وينقلب على ظهره وينام .
 
إطفاء أنوار الجانب الأيسر 
 
إضاءة الجانب الأيمن 
 
 على طريقة العرض (داتا شوب) تظهر فتاة محتشمة تضع رأسها في حجر امرأة أخرى في نهاية العمر محتشمة وتتقلب جراء سماع أصوات موسيقى حرب وأصوات  خيول تجري وصهيل وسيوف  تخرج من أغمادها وتقاطع سيوف وعويل نساء وأطفال وانين ويعلوا صوت امرأة حزينة ومكابرة ألا وهو صوت .
 
السيدة زينب (عليها السلام ) : (أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدنئ والشريف ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي)( ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكبر توبيخك...لكن العيون عبرى والصدور حرى ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء).
 
فتفزع الفتاة التي هي العليلة بنت الأمام الحسين (ع) وتصرخ:...عمتي ....أبتي ...عمتي ..أبتي .
 
المرأة الكبيرة: (تحاول  السيطرة عليها وتضع رأسها  بصدرها ) بسم الله الرحمن الرحيم .. بسم الله الرحمن الرحيم ..اهدئي بنيتي ...اهدئي.
 
العليلة : ( وهي تبكي وتهدأ ثورتها  وتضع رأسها بين صدر أم البنين (ع) : رايتهم مقتولين مجزرين في الفلوات ..
 
ألمرأة الكبيرة (تهدهدها): أش....أش.... إن الشهادة لنا عنوان ...وان كرامتنا فيها أننا نلاقي ربنا شهداء في سبيله ..فاهدئي ونامي بنيتي (فتهدأ العليلة وتنام )  إطفاء أنوار المسرح
 
إضاءة الجانب الأيسر من المسرح 
 
على طريقة العرض (داتا شو) يظهر يزيد وهو نائم  على ظهره وهو يشخر ويتقلب جراء سماع هذه الأصوات ,موسيقى  حرب وأصوات  خيول تجري وصهيل وسيوف  تخرج من أغمادها وتقاطع سيوف وعويل نساء وأطفال وقطع رقاب وصوت .
 
الإمام السجاد (ع) : (يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم ) ويبقى أخر الكلام يتردد بشكل صدى  ثلاث مرات فيصحوا يزيد مفزوعا وهو يصرح بكلمة (لا....لا.....لا..) حتى يخفت صوته تدريجيا فيختفي وراء ظلام الشاشة (إضاءة أنوار الجهة اليسرى ).
المسرح في  جانبه الأيسر  قصر يزيد بن معاوية (نفس المنظر السابق )عرش وكراسي ومنضدة وفواكه  لكنه خال إلا من يزيد بالملابس الداخلية وهو جالس كالقرفصاء على العرش خائفا ومرعوبا ويرتجف ,فيدخل عليه الحاجب.
 
الحاجب : كأنك لم ترى النوم أيها الأمير؟؟.
 
يزيد : (بصوت خافت حزين) كيف لي ان اخلد للنوم وصور قتلهم ومصارعهم  وسبيهم تطاردني وتحاصرني وتهز مضجعي كلما أغمض لي جفن ,( وهو يقف وتلوى وجعا في كل جسمه كأنه يرقص),بكاء وعويل وصهيل ونياح ....نساء وأطفال ودماء ورماح ,أرى معارك ومصارع .
 
الحاجب : الشجاعة وحدها أيها الأمير من تحدد مسارات التاريخ ..وليس التخيلات والأوهام .... كن أقوى مما أنت عليه ....فخاتم الإنبياء واحد هو محمد  وهو ابن عمك وقد مات... فهل ثمة نبي أخر على الأرض طلب نصرتك ولم تنصره ؟؟؟...أنت أمير المؤمنين 
 
يزيد : (وهو يحاول استعادة كبرياءه) .. ها ....نعم ..محمد ....محمد ابني عمي ... وأنا أمير المؤمنين (يومئ إلى الحاجب بجلب ملابسه وهو يجلس على العرش ويحرك رجليه كأي طفل )
لعبتْ هاشم بالملك فلا
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً
ولقالوا يا يزيد لا تشل
فجزيناهم ببدرٍ مثلها
وأقمنا مثل بدرٍ فاعتدل
لستُ من خندف إن لم أنتقم
من بني أحمد ما كان فعل
ماكان فعل ....(يضحك ضحكة هستيرية بشكل عال ) ماكان فعل .....ماكان فعل 
 
 
اطفاء انوار المسرح بشكل تام 
 
 
 
 
المشهد الرابع
المسرح مظلم :
يظهر الشابان وهما على شكل متطابقان من الظهر ومتشابكان بالايدي وهما يتصارعان فيما تظهر صورة السيدة زينب (عليها السلام ) اعلى الجهة اليمنى في شاشة العرض وهي تردد (ان ليل الظالم اطول من ليل المظلوم) ..... (اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا، فو الله ما فريت الّا جلدك ولا حززت الّا لحمك ولتردن على رسول الله صلى الله عليه وآله بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ بحقهم: «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ».وحسبك بالله حاكماً، وبمحمد خصيماً، وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً وأيّكم شرّ مكاناً وأضعف جنداً.)
يرافق الخطبة هذه ظهور يزيد وهو يتقلب ويحاول سد اذنيه ويصرخ ويتقلب في الارض عبر شاشة العرض في الجهة اليسرى  
اما على ارض المسرح فان الشابان يواصلان صراعهما خلال الخطبة وصرخات يزيد حتى يتوحدان على شكل جسد واحد فيخرج من كل واحد منهم شخص حتى يملء ارض المسرح بعشرة من كلا اللونين وهم يتصارعون تحت وطأة الموسيقى المضطربة التي تعلوا تارة وتخفت تارة  حتى يظهر شباب من كلا اللونين من بين الجمهور ويبدأن يعتليان المسرح مع موسيقى حربية تعلو فتصمت فيقف جميع الشباب وكانهم دمى بحركات مختلفة 
 
 
اطفاء انوار المسرح تماما
 
 
الفصل الثاني 
المشهد الاول
 
 
المسرح مليء بالشبان السود والبيض على شكل دمى وبحركات مختلفة  يرى من خلالها المتلقي ان السود يصرعون البيض الا الشابان الاصيلان فاحدهما يحاول صرع الاخر ويقفان على شكل دمى ,تظهر العليلة بنت الامام الحسين (ع) وهي تصرخ .
العليلة : (تبحث في ارجاء المسرح وبين الدمى) ابتي ....اين انت يانبض روحي .... كيف اتجرع مرارة فقدك ....وهل تقدر القلوب ان تفارق ضياءها وشعاع فؤادها....كيف تحملت قتل ابنائك وبنيك بين يديك... اي قلب مؤمنين تحمله يابتا وانت تودع ال بيتك شهيدا ...شهيدا ...هل كنت تطلب ملكا ...فكفاك انك الامير لله في زمن العبيد للدنيا, ام انك كنت تطلب ملك وجاها ونحن من أعطينا ست وفضلنا بسبع (تصرخ بصوت عال) ابتا اي ايمان تحمله وانت تضع عمي العباس ....مقطع الاوصال .... مابين نهر العصيان وخيمة الايمان ....واخي علي الاكبر المرمل شبابه  قبل الاوان ....وعمي القاسم عريس ال محمد  الذي لم يهنأ بعد ....كيف وضعتهم بين يديك وانت تغمض لهم جفونهم ...وانت تعلم بانك الكبش الاتي .... هل كنت تسعى لعمار الدين وتجديد قيم الدنيا فستشهدت؟؟؟,هل  كنت واثقا بان محبيك سيستثمرون زهد دمك وطهارة اهدافك لتصحيح المسير؟؟؟,هل  حقا سيأتي الزمن الذي يعرف فيه كل العالم على ما ولم قتلت ؟؟؟,هل من اجل ملك كما يعتقدون ؟؟ام من اجل دين كما يتصورون؟؟؟....قصص لاتشبه القص ..وحكايات يعجز عنها الحكي.(تبكي وتخرج وهي تحمل درع وفسطاط وملابس ابيها  ومن خلف الكواليس تقول : لا يعرف الحسين الا الحسين ...والسائرون على نهجه في صلاح الدنيا قبل الاخرة )
 
 
اطفاء انوار المسرح
 
 
المشهد الثاني 
والأخير
 
 
 
المنظر :
 
المسرح مظلم إلا من بقعة ضوء وسطه مسلطة على رجل الأول  والثاني والثالث وهم نسخة طبق الاصل من الرجل الأبيض مع مجاميع من الأشخاص  الذين يشبهونهم ويكونون بحركاتهم  خارطة العراق  وأسلاك شائكة  يخيل للمتلقي انهم في سفينة كبيرة تعلوها شراعان وسلم كبير , ومن ثم تعلو أصوات انفجارات وعويل وانين  وتظهر في شاشة العرض خليط لصور الطف مع صلب المسيح (ع)مع صلب راس الامام الحسين (ع) مع صور لجريمة كنيسة النجاة وانفجار العسكريان (ع)ويتحرك خلالها الرجلان مع المجاميع بحركات مختلفة تعبر عن سقوط المجاميع ونهوضها لتشكل سفينة كبيرة.
الرجل الأول : أتسمعون ؟؟؟؟.
الرجل الثاني : نعم ......نسمع .
الرجل الأول : عزفا للحن الحرب المحموم .
الرجل الثالث : بلا ...... انظروا هناك ....راية سوداء ....تلوح من بعيد .
الاثنين : (بتعجب ) راية سوداء!!!!!
الرجل الثالث : راية سوداء تخبرنا بأن نوحا لن يجيء وسيطول البلاء .
الرجل الثاني : ياويلتاه .
الاثنين : ياويلتاه ...ياويلتاه .
الرجل الثاني : انظروا ....انظروا هناك .. احدهم يغدر الموج يحمل قميص يوسف ملطخ بالدم ... واه اخوتاه .
الاثنين : واه غدرتا .
الرجل الاول : انظروا لهذا البلاء ..فأني ارى روحا ممزقة ..جسدا مصلوب ياله المصيبة انه المسيح جسدا مستباح  ..واه مصيبتا .
الاثنين : واه مصيبتا .
الثلاثة : (يشيرون خلف الجمهور ) انظروا .. رأسا على الرماح يطوف البراري والعواصم ..واحدهم في المقدمة ينادي ..
(يدخل بطل المسرحية  من خلف الجمهور بملابس ممزقة ملطخة بالدم منهك القوى ) .
الشاب الأبيض  : ( يدخل وهو  يركز رمح رأس الحسين (ع) وسط المسرح وهو ينادي  ثلاث مرات   متعبا ويسقط على المسرح ) قتل الحسين فأدمعي مدرار.
الرجل الأول : (يحضنه ) أأنت سفير عيسى .
الرجل الثاني : أم المسيح .
الرجل الثالث : لا... لا بل هو سفير الحسين .
الرجل الاول : لكن السفير  قد مات ؟
الرجل الثاني : قطع راسه في صلاة الرؤس ... وطاف الكوفة يعمد خيانتها بوفاء دمه ...
الرجل الثالث : هو من يحمل بلا راس ... راس الحسين ليطوف به حول العرش ...
الاثنان : بلا راس ؟
الرجل الثالث : يطالب بنحر الحسين ... ان يعلن القصاص لتهدأ ظليمة الرؤوس  ...
الاثنان: ( للشاب الابيض) ... اانت سفير الحسين ساعة القصاص...
الشاب الأبيض: أنني .....أنني أول الفقراء وسفير النحر الممتد مابين الكره والمحبة ..مابين الغدر والوفاء .... مابين الايمان والكفر ... مابين النور والجهل ... مابين البصيرة والعمى .... مابين خرير النهر  وسياط العطش .... وخلفي جموع للنار تزحف خارج هذه البحار ..قد تكون هذه البحار نهرا من دمي ولأرض جسدي ....أنا شاهد عصر ضائع منهار .. رحلت وتركت خلفي المعذبين على مقاصل الخيانة والخديعة ..دمهم لغة الأرض والريح التي تعوي من بعيد أنينهم .
الشاب الأول : (يشير للمجاميع ) هلموا ....ارفعوا الأشرعة  علينا الإبحار ....فهذي الأرض تقتل أنبياءها وأئمتها ومصلحيها ومبدعيها .... أبحروا.
(يبدأ الشبان السود يتجمعون حول السفينة وتتحرك السفينة كأنها تبحر)
الشاب الأبيض: أبحروا ( وهو يحتضن رأس الحسين (ع) وسط السفينة )....فمن ركبها نجا ....ومن تخلف عنها هلك ..... ومن تخلف عنها هلك..... ومن تخلف عنها هلك... ومن تخلف عنها هلك.
 
 
 
 
النهاية
ملاحظة 1:
 هذا النص هو اول نص تشرفت بكتابته للقضية الحسينية وهو ايضاً احد النصوص الفائزة في مسابقة المسرح الحسيني العالمي الثاني لعام 2011 الذي اقامته العتبة العباسية المقدسة في كربلاء وتم اخراجه من قبل المخرج محمد عطية لصالح محترف ميسان المسرحي عام 2013 .
  ملاحظة 2 :
لا يجوز تناول النص مالم يتم اخذ موافقة المؤلف..
عدي المختار – العراق – ميسان 
الايميل : almokhtar_80@yahoo.com 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدي المختار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/29



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية سفينة النجاة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net