صفحة الكاتب : تحسين الفردوسي

عندما تختلف الرايات
تحسين الفردوسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إنطوت صفحةِ الدكتاتورية, الجاثمة على صَدرِ الضميرِ العربي, تُلقنهُ بقولها أُذكر القائد(هبل), وهو يلتقط أنفاسهُ الأخيرةَ, مردداً لا نريد(أحداٌ)يحكمنا؛ ما بقى منهم إلا شرذمةً من الملوك, الذين أشتروا بأموال الشعوب عقولهم.
 
الشعوب في تغير كتغير مناخها, تتحول مع تحول مناخها السياسي, تختلف آراؤها, تتبدل توجهاتها, تنحرف في بوصلةِ هدفها, تتبعثر أوراقها, تفقد السيطرةَ على قراراتها, تُسرَقُ منها الثقةَ, لإقتحامِ الساسةَ المقنعين منازل صدقهم؛ وتمرضُ عقيدتهم, لإنتقال داءِ الشكِ إلى قلوبهم.
لأن الطغاة على مرِّ العصور حاربوا الدين, لا لطغيانهم بل لخوفهم من تدين الشعوب, فتثور للإطاحة بعروشهم؛ وعند سقوط الطغاة, تبدأ الشعوب بالأصطفاف مع دينهم, علَّهُ يكون المنقذ لهم, ولم تصطفُ يوماً لإنقاذَه! كما أتوا سُرّاقَ الثقة مقنعينَ وجهَ الدين, بعدما أرتَدوا لباسَ ظلم الشعوب, يحملون تحتَ طياتهم خناجرَ الحقدِ الدفين.
أخطأت تلك الشعوب دينهم, وأختاروا من لا دينَ له, سوى المنصب والحزب, وائتمنتهُ الأصوات والأرواح, والأرض والأموال, آملين أن يرسم لهم إشراقةَ فجرٍ جديد, يَشِعُّ منهُ أملَ المستقبل البعيد, متيقنينَ بوجودِ أعداءِ النجاح؛ وعندما زرعوا لهم الألغام مع الورود في الطريق, لم يَجِدُ الناصر لهم, وإحتاروا بأعدائهم وأخطئوا, كما أخطئوا بدينهم, ولم يميزوا الصديقَ من العدو والقريب من الغريب.
مسكينةٌ تلك الشعوب التي فقدت عطرَ زهورها, بعد زراعتها في ربيع ثورتها, ولم تقطف سوى الإنفجارات التي حرقت زرع شبابها؛ ولم تجد إطروحةً تحقق لها العدالةَ والمساواة, لأنها سئمت أولئكَ المتأسلمين الذين أنتجوا لهم في معامل الحقد الطائفي, وحوشاً من أدواتٍ غربيةَ الصنع, وتم التجميع لها في دولةِ الحَجِّ المصدرة, خُتِمت بماركةِ الرايةِ السوداءِ ألا إسلامية, لتفجير الإسلام والمسلمين.
ألآن وقد أنكشف الغطاءَ لهم, وأُسقطت الأقنعةُ بوضوحِ المواقف؛ وكلٌّ إصطفَّ بعقيدتهِ, بعدما جُرِّبَ الصالِحُ من الطالِح, وأُزيحَ غُبارَ الزيف عن وجهِ الحقيقة, وقد أشرقت الشمسُ التي طالما أرادت الغيوم, أن تحجب نورها كي لا يستضئَ العالم به.
متى تنتفض الشعوب على تأريخها, وتربطهُ بحاضرِها حتى تضمن مستقبلها, وتميِّز حينها (الوهابيةُ والسلفيةُ, والأخوان المسلمين, وجبهةِ النصرةُ وأنصار الإسلام, والقاعدةُ وداعش, وغيرها) في معسكر؛ و(المقاومةِ الإسلاميةِ في لبنان, والحوثيين في اليمن, وجميع السرايا المجاهدة والفصائل المسلحة, والحشد الشعبي في العراق) في معسكر آخَر, وكلٌّ أخرج منَ التأريخِ رايته.
 
إن أرادت الشعوب الإستنقاذ بالدين, عليها أن تختار الرايةِ الأهدى, للدفاعِ عن دينهم, ليصونَ شرفهم ودمائهم, حتى لا يُقتَلوا بفقهِ علماءِ الملوك والحكام, وَيُهدَوا من طاغوت إلى طاغوت.        


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تحسين الفردوسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/07



كتابة تعليق لموضوع : عندما تختلف الرايات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net