صفحة الكاتب : قاسم محمد الياسري

عبد الرزاق الياسري .. قناص الخواطر والخلجات ..كاتبا وشاعرا .. يسكب قلبه حبرا على الورق .. بعيدا عن الاضواء
قاسم محمد الياسري

 طلب مني الكتابه عن الشاعر والكاتب عبد الرزاق الياسري والبيت الثقافي في الهنديه .. اقولها بصراحه تهربت بداية لاني كيف اكتب عن ابن عمي ولا اريد ان يقال كتب عن ابن عمه متحيزا .. ولم تفلح محاولاتي للتخلص والافلات من ضغط المبدع عبد عون النصراوي اذ حاصرني فاضطررت واعطيته وعدا بالكتابه .. وانا في هم وقلق وكأني طالب أتهيأ للامتحان النهائي سوف يتقرر فيه مصير حياته كلها .. فانتظرت الى ان اتى الليل .. واشعلت سيكاره ورحت انفخ دخانها واخذت قلمي ومن خلال متابعتي لقصائد وكتابات الاديب الاستاذ عبد الرزاق الياسري حيث تملّكتني بعض من الشكوك والمخاوف. من الخوض في المسيرة الإبداعية كما اسلفت لهذا المجاهد والسجين السياسي الذي عانى ما عاناه وكتابتي عنه هي جولة أفق في عالمه الفسيح . فالاديب السيدعبد الرزاق حسن السيد ذهب الياسري تولد 1954م وهو الشاعرالذي كتب الشعر الحديث والنثر الشعري بعفويه منذ عقد السبعينات .. زرع في قلب ابناء الهنديه وكربلاء وبابل والنجف وبغداد وعبر الحدود للكويت وكل قارئ ومتابع له يلمس الاصاله وحب الشعر والثقافه وهو أيضاً المثقف الشمولي الأصيل والناقد الثاقب الرؤيا والمتأمل في مسائل الوجود وهو شاعر مرهف الإحساس حين يسكب قلبه حبراً على الورق .. نعم يسكب قلبه حبرا على الورق .. حيث ينطبق عليه ذلك التعريف للمثقف الذي أطلقه أحد المفكرين الفرنسيين هو( المفكر الواسع الاطلاع وصاحب الذوق الرفيع ) فاليوم المثقف هو من يفرض نفسه من خلال تداخل العلوم والاختصاصات ويكمل بعضها بعضاً. فالمثقف هو الذي يأخذ من كل علم بطرف نعم هكذا هوالاديب عبد الرزاق الياسري الذين نسافر معه عبر هذه الكلمات لأنه الرجل الذي يتمتع بهذه الصفات التي تجعل منه مثقفاً واديبا بامتياز أغنى الأدب والثقافة الكربلائيه بشكل خاص بنتاج ونشاطات كثيره وكبيره من خلال البيت الثقافي في الهنديه ... بدأت رحلة السيد عبد الرزاق الياسري في دنيا الكلمات شعرياً عام 1974.وبدأها بقصيدة النثر المركز حيث باركه الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي في عام 1978 عندما نشرت له قصيده من النثر اسمها (الظل ) في النهظه الكويتيه وهذا مقطع منها .........
 مدخل القصيده ..............
((تعالَ أيـُّها الحب ، تعالْ وضمَّني إليك قبل أن أموتْ . أو ، خـلـِّني لديكَ ساعة ً وبعدها ،أموتْ )) القصيدة ..............
 ((تدورُ بين نفسكَ , تغني للشواطئ ِالبعيدة ِ وبين خَطوكَ الضواحي اليابسات ، تسحب آخر قطرة بقيت من النهر . ازدحام شديدٌ تجلــَى من مقلتيكَ , وأنت تصعد سدىً سلـَّم الطفولة ، تبحث عن وجه الحبيبة ، الرمل يصعد وجهك ، يهدمه ! تلاويتَ مع الزمان ِالمخاتل ، تبكي ا لحزن ، والحزن يـبكيك ! همومك تسائلك لحظة للبكاء ِ فهل تـنثـني في المساء ِ، وتبكي ؟ تعال إذا ً، لنرقص فوق الوجوه التي ضيعتها السنون ، ونشهد وجها تجلـَّى باستفاضة ٍ فوق الحقول ، وندعو المياه من فوقِكَ أن تمرَّ أصواتها البعيدة ! ولكنَّ الماء المتوزع في الجفن ِ...جفَّ  **** خلف ظلٍّ ، ببطءٍ ، تسير مهموما ،وتغفو! تأمل أن يفتح التاريخ صفحة للحب فوق صحرائك اليابسة ! سدىً ضاعت لياليك إذا ! تعبر من فوقك الرؤوس ، وتبقى تراوح في مكانك ، آخر الليل تبكي أحلامك البائسة ! **** المظلاتُ الثـقيلة ، تـنفض عنها هموم الفجر ِ، وأنت ،همّك في أول الفجر يتكشف مثـل رغوة الحزن ... الخ)) ............
 وهكذا الياسري ظل الشعر يراوده ولو بشكل متقطع على مدى السنوات وربما كان يعود إليه كلما شعر بالحاجة الى استعادة العفوية والطراوة والإحساس بالحرية مما يمتع المتابع والقارئ التزاماً بضوابط التحليل والموضوعية. مما يخولنا القول إننا هنا في صدد تكامل واضح بين الكتابة الإبداعية في الشعر والكتابة النقدية في النقد العام الذي يضم مجموعة من المقالات ولأن الشعر لغة الحرية لم يلتزم الياسري بمدرسة شعرية واحدة رغم انه اخذ اكثرميلا للشعر الحديث .. نشرت بعض قصائده في مجلات كويتية ـ النهضة ـ اليقظة ـ المجالس المصوَّرة ـ صوت الخليج ـ خلال فترة منتصف السبعينيات ومنتصف الثمانينيات نشرت له قصيده في مجلة ـ الطليعة الأدبية ـ التي كانت تصدر عن وزارة الإعلام العراقية .. ونشرت له قصة شعرية للأطفال في لحق تموز عام 1975م .. وشارك بقصيدة واحدة في مهرجان ثقافي عام 1976م .. وشارك بقصيدة في مهرجان المربد الثالث 2006م ... وشارك بقصيدة في مهرجان المربد الرابع 2007م ...أقيمت له أمسية شعرية ألقى فيها بعض قصائده في محافظة النجف الأشرف .. وهو للاسف لازال بعيدا عن الاضواء .. وهويكتب قصيدة النثر وقصيدة الحر والعمودي لأن الشعر يولد حيث يشاء ولا يحدد بشكل . تلك قناعة أعلنها الياسري من خلال قصائده التي تغتني بأخصب المعاني الشعرية لأنه ( قناص ماهر في اصطياد المعاني والخواطر والخلجات ) وهو يغامر في غابات المعنى المعتمة ولا مرشد له سوى ذلك المصباح الذي يوقد من اشتعال الذات ومن خلال التجربه هكذا تصبح خطواته على الورق أشبه بالحج إلى المطلق وهو في دنيا الشعر يهتم ببنية القصيده بحيث تلتف كلماتها بعضها على بعض كألياف جذع النخيل العراقي الصامد الاصيل ويأتي بنيانها متراصاً ومتماسكه أجزاؤها في وحدة عضوية. ويبتعد الياسري عن الكتابة البوحية مدركاً أن شجرة الشعر وإن كانت تتغذى بما يعتمل في النفس من أحاسيس ومشاعر إلا أنها لا تعطي ثمارها الذهبية إحساساً بالجمال وابتداعاً لعالم معاصرإلا بعد تحويل هذا النسغ الى سائل متلألئ بالضوء. مما يتطلب الصبر والتعب ومكابدة العناء والحفر في صخور الكلمات ليتفجر منه الماء المحيي. لكننا نستدرك بالقول إن لكل قصيدة لغتها التي تتناسب مع لحظة شعرية خاصة تملي صورها وإيقاعاتها التي تتطور على إيقاع التجربة والمعانات . وهذه القصيده ((هوامش داخلية )) .........................
مدخل القصيده (( كَمُهرِّجِ سيركٍ فاشلْ ، كنتُ أجرُّ جسدي المُتـثاقِلْ ، متجهاً نحو الله ، وحزن الإنسان )) ............................
القصيدة ................................................
يحاصرُني حزني .
تحاصرُني في الشارع ِبعض وجوهٍ أعرفـُها أو .. لا أعرفـُها
يحاصرني وجهي مثل الناس .
أبتعـدُ .
يلاحقني الرملُ والريحْ !
أدخلُ في ( مقهىً ) مزدحمٌ باللحم البشريّ المهووس !
في رأسي ، تصطخبُ الضجَّة مثل الرعدِ !
يتراءى لي وجهكِ ما بين القـُربِ وبين البُعـدِ .
مَنْ يشاركني الليلة بكأس ٍ
منْ خمر همومي !
يتركني وجهي ، أثرثرُ وحدي !
ويخاطبني .....مهلاً يا صاحبي ،
فلا .. أنت فارس أحلام المساءِ لامرأةٍ ،
ولا أنت البديعُ الجميل الذي تبتغيه النساءْ !
ولست الذي يُجيد التخفي بألف وجهٍ !
فصحراؤك القاحلةْ
لها قسمات وجهكَ الشاحب وصيحاته القاتلة ْ !!
أبقى حتى منتصف الليل ، أثرثرُ وحدي !
تصطخب الضجَّة في رأسي مثل الرعـدِ !
وأخرج منْ (مقهى صالح )*
أبحثُ عن باصٍ يحملني
حتى داري / سجني ...
وهذا التوغّل في الذات الفردية وإصغاء لما يساورها من أسئلة ومخاوف وقلق وإحساس بالمأساة وصولاً الى التعبير عن جوهر الذات الإنسانية، فتصبح الأنا هي نفسها النحن ... ويلامس السيد الياسري القلوب في كتاباته وقصائده التي تتنوع موضوعاتها فقد أنشد الحب وتغنّى بالوطن في قصائد تكشف عن تجذره في الأرض وانتمائه الأصيل الى التراث الثقافي حيث ولد كشاعر من رحم المعانات وهو المطارد سياسيا وسجين سياسي ... فادارته للبيت الثقافي في الهنديه جاء منسجما مع طبيعته كمثقف واديب وموهبته كشاعر سرعان ما نهض به عبر الاداره والابداع في الانجاز الثقافي وتاسيسه جريدة الثقافيه كمنجز رائع للبيت الثقافي في الهنديه وكذالك عقد الامسيات والندوات الثقافيه وتشجيعه للكثير من الادباء والنقاد على السواء للمشاركه في ابداعاتهم في الامسيات والمجالس الثقافيه حيث تحول البيت الثقافي في الهنديه الى صالون ادبي يومي يحتشد فيه المثقفين والمبدعين يتبادلون الاحاديث ويساهمون بما ياتون به من ابداعاتهم لنشره وطرحه للمناقشه والتطوير بحيث تحولت غرفته والبيت الثقافي الى ملتقى يومي مدهش لكل المثقفين والمبدعين ومنبر يعتز ويشيد به كل مثقفين الفرات الاوسط ومباركة عمالقة الشعر العراقي .. فهنيئا لكم ايها القراء والمتابعين لاعمال سيد عبد الرزاق وهذه النشاطات المتميزه في البيت الثقافي في قضاء الهنديه محافظة كربلاء ولكل العراقيين بهذا النموذج الثقافي الرائع


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم محمد الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/29



كتابة تعليق لموضوع : عبد الرزاق الياسري .. قناص الخواطر والخلجات ..كاتبا وشاعرا .. يسكب قلبه حبرا على الورق .. بعيدا عن الاضواء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net