مجلس النواب : النائب الحكيم يتلو بيانا حول جريمة سجن بادوش يتضمن إصدار قرار نيابي حول المجزرة وضحاياها
مكتب د عبد الهادي الحكيم
مكتب د عبد الهادي الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس مجلس النواب المحترم
السيدان نائبا رئيس مجلس النواب المحترمان
السادة النواب المحترمون
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته ،
لعل من أوائل أعمال الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفها إرهابيو داعش وأخواتها في الموصل الحدباء على أساس تكفيري طائفي هي مذبحة الشيعة من سجناء بادوش فمذابح الإيزيديين والشيعة التركمان والكرد والشبك والمسيحيين والتهجير القسري لهم والسنة المخالفين لمنهجهم التكفيري ومن لم يبايعوا منهم خاصة وغير ذلك كثير.
لقد عبرت نائبة مفوضة حقوق الإنسان في المنظمة الدولية فلافيا بانسييري عن القلق العميق- كما قالت- بشأن قمع المسيحيين، والأيزيديين، والشيعة، والتركمان، والجماعات العرقية الأخرى على يد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين اجتاحوا شمال العراق وغربه منذ حزيران، ما أدى إلى نزوح مليون ومائتي ألف عراقي من منازلهم وذلك خلال جلسة طارئة عقدت الاثنين الماضي 1/9/2014م بجنيف بناء على دعوة من حكومتنا لبحث انتهاكات داعش وأخواتها لحقوق الإنسان في بلدنا العزيز.
وأضافت نائبة مفوضة حقوق الإنسان في المنظمة الأممية تقول إن : التقارير التي تسلمناها تكشف ارتكاب أعمال غير إنسانية بمعدل لا يتصور، إنني قلقة بوجه خاص من الاضطهاد الذي يحدث.
لقد كانت فلافيا بانسييري محقة في قولها المتقدم، فقد وصف لنا يوم الأحد 31/8 النزيل المحكوم بقضية اقتصادية محمد علي محمد برهان البديري/ ماجستير محاسبة، أحد الشهود الناجين من مجزرة سجن بادوش، القابع حاليا في سجن التسفيرات بمحافظة القادسية تفاصيل المجزرة المروعة في لقاء خاص أجريناه معه تفاصيل مجزرة سبايكر بقوله: "في الساعة السادسة من صباح يوم 10/ حزيران /2014م إثر سيطرة داعش على الموصل الحدباء توجهت عصابة منهم الى سجن بادوش فاحتلته بعد فرار حراس السجن منه قبل ذلك، لتقوم عصابة داعش والمتحالفين معها باقتياد ما قدر ما بين (1000و1500) سجين، إلى ساحة مجاورة حيث أجبرونا على الصعود بسبع شاحنات كبيرة، تحركت بنا باتجاه منطقة ترابية تبعد ما بين ( 3-4 ) كيلومترات من السجن، ثم أنزلونا بمكان قرب واد بعمق ثلاثة أمتار تقريبا، حيث تم فصل السجناء الشيعة عن السجناء السنة، ثم أركبوا السجناء السنة بالحافلات وساروا بهم، واقتادوا السجناء الشيعة إلى حافة بزل ناشف مملوء بالقصب تحت كيل من الشتائم والسباب لكوننا (روافض) كفار كما زعموا، وإذ علمت بمصيري المحتوم طلبت شربة ماء قبل إعدامي رافعا القرآن الكريم بيدي فأبوا أن يسقوني ويسقونا كي أقتل ونقتل عطاشى، ثم أطلقوا علينا الرصاص من الخلف فهوى المئات منا صرعى، وأصبت بجراحات غير مميتة.
ويؤكد الناجي من المجزرة النزيل محمد إن الإرهابيين أشعلوا النار في القصب وفي جثث الصرعى قبل مغادرتهم المكان، فملأت رائحة شواء الجثث المحترقة المكان، وإذ بدأ لهيب النار يلذعني ،وعرفت بانصراف داعش بعد ساعة من المجزرة،تحررت من ثقل جثتين كانتا على ظهري. ثم حملت نفسي وجراحي النازفة من بين مشاهد الموت والدم وروائح شواء الجثث المحترقة الى حيث معاناة العذاب وصولا الى أهلي في الديوانية بمساعدة كبيرة قال إنه عاجز عن شكرها من أخ موصلي سني، بعدها سلّمت نفسي لشرطة مكافحة الإجرام ومنها وبأمر القاضي نقلت لسجن التسفيرات بالديوانية.
لقد صدمت مذبحة سجن بادوش الضمير البشري حيث أدانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة السيدة نافي بيلاي من جنيف يوم 25/ آب /2014 هذه المجزرة المروعة بقولها واقتبس مما قالته النص التالي: "إن تنظيم الدولة الإسلامية مارس انتهاكات جسيمة وفظيعة لحقوق الإنسان وإن حالات الاضطهاد والانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان التي وثقها محققو الأمم المتحدة من شأنها أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب حسب القانون الدولي" انتهى الاقتباس.
ومضت المفوضة السامية الأممية تقول وأقتبس: "إن المذبحة التي راح ضحيتها نحو 670 نزيلا من نزلاء سجن بادوش في مدينة الموصل يوم 10 حزيران الماضي بمنهجية وبدم بارد بعد الاستفراد بهم بسبب انتمائهم الديني قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وتابعت نافي بيلاي قولها وأقتبس :"إن هؤلاء المسلحين لجأوا إلى عزل المساجين غير السنة عن المساجين الآخرين ثم أخذوا في سب هؤلاء(المساجين غير السنة)وقتلوهم في نهاية المطاف"انتهى.
وأوضحت المفوضة الأممية وأقتبس منها قولها : "إنها اطّلعت على شهادات رواها قسم من الناجين من هذه المذبحة وشهود عليها تم التحقق منهم في مكتب الممثل الأممي بالعراق".
كما أن المتحدث الرسمي باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني في محافظة نينوى السيد سعيد مموزيني صرح في 9/9/2014 بما يلي ان "تنظيم داعش الارهابي قام بتسليم دائرة الطب العدلي بمدينة الموصل 25 جثة تعود لمواطنين من التركمان الشيعة والكورد الشيعة".وجميعهم كانوا معتقلين بسجن بادوش الخاضع لسيطرة التنظيم الارهابي" ، وأضاف قائلا : ان "تنظيم داعش الارهابي اقدم على تصفية هؤلاء المعتقلين بدون مبرر سوى انتمائهم المذهبي الشيعي"
سادتي سيداتي: إنني إذ أضع بين أيديكم التفاصيل المفجعة لمذبحة بادوش التي فاقت حد التصور حسب رواية الشاهد وتأكيد مفوضة حقوق الإنسان الأممية أطلب منكم إصدار قرار نيابي يتضمن:
1- إن مذبحة سجن بادوش التي استهدفت المساجين الشيعة هي جريمة إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية بحق الشيعة.
2- ملاحقة مجرمي هذه المجزرة داخل وخارج العراق لينالوا جزاءهم العادل .
3- شمول المغدورين بقانون ضحايا الإرهاب وتعويض أسرهم تعويضا مجزيا يليق بهم، وشمول جرحى المجزرة الرهيبة بالعفو الخاص، وإطلاق سراح من سلّم نفسه منهم عاجلا.
4- توثيق هذه المجزرة بتفاصيلها إضافة لمجازر سبايكر وسهل نينوى وسنجار وبشير وغيرها من المجازر التي أرتكبت بحق شيعة أهل البيت (ع) وبحق المسيحيين والإيزيديين والشبك والسنة المعارضين لداعش توثيقا معتمدا وتقديمها لهيئة التحقق التي وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقد بجنيف يوم 1/9/2014 على إرسالها للعراق فورا. والتي قد تصل خلال أيام وربما ساعات.
5- استضافة المسؤولين عن سجن بادوش ومعهم الناجين من المجزرة في جلسة علنية لمجلس النواب لسماع إفاداتهم وشهاداتهم ومحاسبة المقصرين منهم وفق القانون .
6- استضافة المسؤولين المعنيين لبحث حقيقة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أن داعش وأخواتها حولت سجل بادوش الى معتقل للنساء الفاضلات الأسيرات من مختلف المذاهب والأديان وتعريضهن فيه تعريضا ممنهجا لانتهاكات بشعة تفوق حد التصور.
7- إحالة ملف مذبحة سجن بادوش وملف التحقق من استمرار القيام بممارسات فظيعة فيه وانتهاكات بشعة لنساء مسلمات وغير مسلمات يختلفن مع داعش في المعتقد الى اللجنتين النيابيتين الدائمتين المتخصصتين (لجنة الأمن والدفاع ولجنة حقوق الإنسان) للتحقيق بشأنهما على أن تكونا باكورة جدول أعمال هاتين اللجنتين .
وإني إذ أطلب من السادة رئيس مجلس النواب ونائبيه والسادة والسيدات أعضاء مجلس النواب التصويت على ما تقدم، أرجو التفضل بعد التصويت بقراءة سورة الفاتحة على أرواح ضحايا هذه المجزرة وشهداء العراق كافة.
النائب
عبد الهادي الحكيم
24 /9/2014
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat