متى سيقطع رأس ميدوزا ؟
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد محمد الجنابي

ملاحظة /ميدوزا وحسب الاساطير ألأغريقية ، كانت في البدء بنتا جميلة ، غير أنها مارست الحب مع بوسيدونفي معبد آثينا وهذا ماجعلآثيناتغضب ، فحولتها إلى امرأة بشعة المظهر كما حولت شعرها إلىثعابينوكان كل من ينظر إلىعينيها يتحول إلى حجر ، ميدوزا في مقالي هذا هي أميركا القبيحة لعنها الله على مر التاريخ .
متى سيقطع رأس ميدوزا ؟ في أي مزبلةٍ سيرمى ؟ كم كلب ٍ سيأكله ؟ باقٍٍ كما هو السؤال ، لكن ما مات معناه القديم ، ميدوزا بملابسها المتسخة وشعرها ألأشعث المتجعد فرط ألأتساخ ، دخلت في مثل هذا اليوم 18/4/2003 ، الى سوق الصفافير في بغداد
الحبيبة ، ماذا يعني لنا سوق الصفافير ؟ انه جزء غالي من موروثنا الشعبي الذي نباهي به الشعوب ، ميدوزا القبيحة ساءها منظر السوق وجماليته الفريدة فراحت تتجول بأزقته الصغيرة وتفتش بعضا من محلاته القليلة التي كانت مفتوحة آن ذاك حيث الرعب كان يخيٍم على البلاد وأغلب المحال التجارية والحرفية كانت مغلقة ، ميدوزا شاهدت قارورة نحاسية صغيرة أتقن في صناعتها حرفي طاعن في السن متقوس الظهر ، اخذت ميدوزا القبيحة تلك القارورة ، تفحصتها لعلها تكون من أسلحة الدمار الشامل التي تبحث عنها ، وعندما لن تجد ميدوزا ماتبحث عنه رمَت بالقارورة على ألأرض وداست عليها بأقدامها القذرة ، صاحب القارورة رمى بنفسه اليها عله ينقذ مايمكن انقاذه ، رفسته ميدوزا وأجهزت على ماقد بقى سالما من القارورة ، صاحب القارورة رمى بنفسه مرة اخرى بين اقدام ميدوزا لينقذ قارورته ، وحين أخذها راح ينفخ فيها ويحاول تعديلها لكنها صارت حطام وحين تخلله اليأس في عدم امكانية اصلاحها رمى القارورة بقوته الخاوية التي نالت منها السنين رمى القارورة على وجه ميدوزا اللعين ، ميدوزا لن تنتظر طويلا فأطلقت نحوه الرصاص لتتركه مضرجا بدمائه الزكية ، استشهد الرجل الطاعن في السن وكنتُ انظر الى عينيه كيف كانتا ترنو صوب القارورة وهو يفارق الحياة ، بكيت وبكى من كان موجودا هناك ، حاولنا حمل جثمان الرجل الشهيد ، لكن ميدوزا أبت ذلك وصرخت فينا ، Go ، Go go ، تابعنا ميدوزا وهي تتجول في شارع الرشيد ، ميدوزا وضعت علمها الحقير في ساحة الرصافي ثم مضت تتجول في شارع الرشيد ، ابتعدت ميدوزا ، رفعنا علمها القبيح من الساحة ، مزقناه ، أحد جواسيس مبدوزا اخبرها بألأمر ، عادت ميدوزا لتطلق قذيفة نحو الساحة بدلا من علمها الممزق ، رجل يقترب من عقده الخامس كان يفترش الرصيف مع امرأته ، يبيع العصير وبعض السكائر ، راحت ميدوزا تبعثر سكائره ، ومن ثم رفست وعاء العصير ، انقلب الوعاء ، العصير صار في خبر كان ، غضب الرجل وهو يشاهد قوته يتدلى في الشارع ، تشاجر مع ميدوزا ، تشاجرت معه ميدوزا ، كلٌ منهم يتشاجر بلغته ولهجته ، ميدوزا ضربت الرجل ، الرجل رد الضربة بأخرى ، انهال جنود ميدوزا على الرجل ، اسقطوه أرضا ، واوسعوه بطشا ورفسا ، الكدمات كانت تملأ وجهه بسرعة شديدة ، زوجة الرجل تناولت عصا قريبة منها ضربت ميدوزا ، ميدوزا أطلقت الرصاص نحو الرجل وزوجته ، أمتزجت دماء الرجل بدماء زوجته حين كانت تسيل منهما ، استشهدا معا ، ليسطرا أروع ملحمة في التاريخ ، هما أجتمعا في الحياة ، وكذلك أجتمعا في الحفير في ذات الوقت ، ظلًت ميدوزا قربهما ، تمنع أي كائن من الاقتراب منهما تاركة الذباب يلعق في دمائهما الطاهرة وسط قهقهات جنود ميدوزا ألأنذال ، ميدوزا ألأغريقية كانت وصمة عار في معبد أثينا ، أما ميدوزا ألأميركية فأنها وصمة عار في جبين ألأنسانية ، لكن يبقى السؤال قائما ، متى يقطع رأس ميدوزا ليعم السلام في دار السلام ؟ سيقطع رأس ميدوزا ان عاجلا أم آجلا ، سيرمى رأسها القبيح في المزابل التي خلفتها منذ اجتياحها لأرضنا الطاهرة ، ولتعلم ميدوزا أن حتى الكلاب ستعاف أكل رأسها القبيح ، سيترك رأسها في المزابل يداس بأقدامٍ موطأةٍ على دروبٍ صارت فيها الجراح عنوانا لمن أضلً الطريق .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat