صفحة الكاتب : علي فاهم

دولة الانسان و دولة الحيوان
علي فاهم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سعى الاسلام و كل الأديان الالهية السالفة و رجالاتها من أنبياء و رسل و أئمة و دعاة و مؤمنين الى ترسيخ مباديء الانسانية و مشاعر الرحمة و الاخاء و سمو أهداف الانسان في الوصول الى اليوم الموعود الذي يكون السلام فيه يعم الانسانية جمعاء و لهذا أشتق الاسلام أسمه من السلام و كانت تحيته بين افراده هو ( السلام عليكم ) و سيرة نبي الاسلام حاشدة و زاخرة بنماذج السلوك الانساني المشبع بالرحمة و الرأفة و المتسق مع الفطرة الانسانية فلم يفرق بين أنسان و أخر تحت عنوان او لون او جنس أو عقيدة حتى عندما تمكن من أعدائه الذين حاربوه و قاتلوه قال لهم أذهبوا أنتم طلقاء و لم يجد أعدائه مبرراً ليكرهوه مهما بحثوا الا الحسد حتى إنه أستحكم على القلوب بالحب فقد كان رحمة تمشي على قدمين , حتى وصفه ربه بأنه رحمة للعالمين أي أن رحمته لا تختص بأصحابه أو أتباعه و أنما هي شاملة لكل الناس و لكل العوالم و هذه هي أطروحته بين أيدينا تختصرها كلمتين السلام و الرحمة , و هي عناصر قوة كافية لتقنع البشرية جمعاء بأن الاسلام الذي يرتكز على هذه المعاني السامية هو الاطروحة العادلة و هو يسع الأنسان لأن مبدأه ( لا إكراه في الدين ) كما جاء في دستوره السماوي و هو يصنف الناس ( إما أخٍ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) على لسان أحد قادته ، فهو يؤسس لدولة الانسان و لديه من الخزين الايدلوجي ما يمكن أعتباره معين لا ينضب لأفكار التأسيس و التنظير و التأطير لهذه الدولة و لكن هناك أطروحة أخرى برزت على الارض و هي منتج قبيح و مشوه للاسلام يراد تسويقه ليكون بديلاً عن الطرح الاسلامي له سمات مغايرة و منطلقاته الايدلوجية لاتنسجم مع التراث و المباديء التي يتبناها المجتمع المسلم فقطع الرؤوس و أكل الاكباد و بيع النساء و جهاد النكاح و ختان النساء و أجبار الناس على تبني أيدلوجيات لا يؤمنون بها و فرض سلوكيات غريبة عليهم و تجنيد الاطفال و غيرها من صفات أبعد ما تكون عن الانسانية بل تقترب الى السلوك الحيواني في الغابات لا بل ربما بعض السلوكيات يربأ عنها عالم الحيوان فبعض الحيوانات تموت جوعاً و لا تأكل أو تقتل حيواناً من صنفها ، و كأن هؤلاء لا حدود و لا ضوابط و لا التزام في أجرامهم فالباب مفتوح على مصراعيه و خاضع للإبداع الشيطاني في سفك دماء الأبرياء و التفنن في فنون النحر و الذبح و الاغتصاب و التعذيب و كم هائل من المفردات التي تشمئز منها النفس الانسانية الطبيعية , وهذا ما يجعلنا نتفائل في سرعة زوال هذه الدولة الحيوانية لأنها دولة وحوش لا يمكن ان يعيش فيها من ينتمي الى الانسانية أو يتأقلم معها سوى من أنسلخ عن النفس البشرية السوية و أستساغ طعم لحوم البشر و لون الدم و رائحة الموت ، فستلفضها الناس لأنها كالنباتات الطفيلية الضارة التي تعتاش على باقي النباتات فلا جذور لها في الارض ، ربما تجد لها نبتة تأويها لفترة و لكنها سرعان ما تأكل هذه النبتة و تقتلها و تنكشف حقيقتها , فشتان بين دولة الانسان و دولة الحيوان و كلٌ يعمل على شاكلته .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فاهم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/04



كتابة تعليق لموضوع : دولة الانسان و دولة الحيوان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net