صفحة الكاتب : محمد الحسن

لماذا لم تشترك بدر بالمؤامرة على المالكي..؟!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إنتهت الأحجية, وكُلف مرشح التحالف الوطني؛ بترشيحه حسم الأمر بنسبة كبيرة جداً, وصار معلوماً من يقود دفة الحكم للسنوات الأربعة المقبلة..غير إن الأمر لا يكون بالبساطة التي تكتب على ورقة, أو تُقصّ على الأجيال بنتيجة معروفة, سيما في الحالة التي نعيشها, فالأمر بحاجة إلى تفاوض معمق ومكثف في جو من الهدوء السياسي, بغية عدم تجاوز الشهر, الذي يمثل مرحلة عبور زمني من عراقٍ تميّز بأزماته الحادة, لآخر بحلة جديدة؛ بمثابة الأرضية الملائمة لنمو أجواء الحوار المؤدي لحلحلة الأزمات وبناء مفاهيم الدولة المؤجلة..!
مفاهيم توزّعت على قدر التنوع العراقي, فلم تعد جسور الترابط الإجتماعي, التي تمثل اللبنة الأولى في مفهوم الدولة, منظورة؛ ما يهدد بغياب ملامح الحدود, وتلاشي الخريطة الوطنية. من هنا نجد إصرار المرجعية الدينية, على تجاوز الماضي عبر تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع, وهذا ما سارت عليه أغلب القوى السياسية.
لم تكن الساحة البرلمانية التي تمثل الرحم الشرعي الوحيد للحكومة, بحاجة إلى تحليل مواقف؛ فالعبارات غدت واضحة, كالبرق المضيء لطريق معتم..أول المبادرين للإنسجام مع مطالب المرجعية, هي الكتلة النيابية لمنظمة بدر, إذ جاء على لسان رئيسها "كتلة بدر هي الكتلة الثانية في دولة القانون من حيث المقاعد, ونسعى لتماسك دولة القانون ضمن إطار التحالف الوطني, والذي نسعى أن يتحول إلى مؤسسة فاعلة". موقف بدر من الرئيس, جاء على لسان أحد نوابهم: "المالكي أخذ فرصته, ونحن مع المرجعية الدينية بأختيار شخص يحظى بمقبولية, وتشكيل حكومة واسعة التمثيل"..
هذان الموقفان, يختزلان التوجه الحقيقي لمنظمة بدر؛ بيد أنّ الواقع الذي أفرزته عملية إختيار مرشح التحالف, لم يؤكد ذلك التوجه, وبنفس الوقت, لا ينفيه.. بمعنى آخر؛ موقف المنظمة إتسم بغموض غريب, وكأنها في حالة صيام سياسي..!
لفهم الموقف البدري بدقة, يجب معرفة الظروف التي كُلّف بها السيد العبادي من جهة, وإدراك معادلة تشكيل الحكومات العراقية منذ 2006 من جهة أخرى. فالمخول بتسمية الرئيس, هو التحالف الشيعي, مهما أختلفت مسمياته, كممثل للمكون الأكبر, وما حصل في 2010 خير شاهد. العامل الثاني في المعادلة هو التوافق الوطني على شخص المرشح. والثالث, الدعم الدولي والأقليمي (إيران, أمريكا). بدر, تعد أهم حليف إستراتيجي لإيران.
إما ظروف تكليف السيد العبادي, فلم تعد خافية, فالإنشقاق الكبير لم يترك للسيد المالكي سوى (28) نائب فقط, وجيش مدرّع, شاهده البغداديون, ليلة إنتهاء المهلة الدستورية, بعملية (حصار الخضراء) التي حدثت بأمر مباشر من المنتهية ولايته..أخطر ورقة ضغط, يمتلكها المالكي, فضلاً عن مخاوف من تجهيز عشرات ملفات الإعتقال بحق شخصيات سياسية وبرلمانية, ممكن أن تزيد الوضع إشتعالاً..!
لا أحد يرغب بالمزيد من الأزمات, قد يشكّل أبسطها ضربة قاضية على العراق الواحد, غير إنّ السيد المالكي, لا يبدو عليه ذلك الحرص!..إيران وأمريكا, لا تعطي أحدهما ضوء لتسوية ما, دون موافقة الأخرى, الأمريكان حسموا أمرهم. الجارة وحليفها, على يقين إن الرجل لا يمكنه الرحيل, بسلام؛ فكان القرار, أن تمسك كتلة بدر "العصا من المنتصف" لضمان منع أي تهور, أو عمل إنقلابي قد يجهز على العملية السياسية برمتها.
بقاء بدر في المنطقة الرمادية, يعد عامل إمتصاص قادر على تجاوز الصدمات المتوقعة؛ فالرئيس بحاجة لسلاسل تقيّده بعد أن أدمن الملك..!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/14



كتابة تعليق لموضوع : لماذا لم تشترك بدر بالمؤامرة على المالكي..؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net