{فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}.
فالطاغوت، اذن، لا يمتلك غير منطق القتل والذبح والتسقيط والملاحقة والتشهير والطعن بالولاءات والتشكيك بالانتماءات، كلما تعرض له مصلح او نبّهٓهُ احد لخطأ او فشل او انحراف عن الهدف، فهو لا يمتلك منطقا ولا يمتلك حجّة ولا يمتلك دليلا مقنعا واحدا يواجه به الحقيقة ابدا.
هو يخشى الحقيقة ويرتعد منها، ولذلك تراه يستخدم كل الأساليب والوسائل لتكميم الأفواه وقمع الرأي الاخر خشية ان يصغي اليه احد فيُفسد عليه خططه الظالمة.
فعندما يعجز عن الرد، يلجأ الى القتل، كما تخبرنا بذلك الاية الكريمة اعلاه.
انه يوظف جيش من المطبّلين والتبريريّين وعدد كبير من الأبواق لمواجهة كل من يقول له (لا) او يرفض سياساته او يفضح أساليبه الملتوية ووسائله المنحرفة.
اذا واجهه مصلح شكّكت ابواقه بعقله {فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} وقوله {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} فاذا لم ينفع معه ذلك شهروا بوجهه السيف {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ} لماذا يا فرعون؟ {إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} عجيب!!! فالطاغوت الذي يقتل عقول الناس ويغتال شخصياتهم المعنوية، يبدو وكأنّه احرص من غيره على دينهم وصلاح المجتمع؟ تخيل كم هو دجّال يعرف كيف يدغدغ عواطف الناس ويحرك مشاعرهم لاثارتهم ضد المصلحين؟.
ان المستبدّ الذي يرفض ان يصغي الى عتب عاتب او نصيحة ناصح، يقدّم نفسه للمجتمع وكأنه احرص الناس على حياتهم وعلى دينهم، فما يراه فقط هو الصحيح وما يراه غيره ليس كذلك، ولذلك ينبغي على الجميع اتباعه واطاعته طاعة عمياء، لا تحتاج من احد ان يفكر بحال المجتمع لازالت طريقته هي المثلى ومنهجه هو الصحيح {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} .
انظر كيف يحصر المستبد الصواب في رايه ورؤيته، لاغيا اية رؤية اخرى، كما انه يحصر سبيل الرشاد بطريقته فقط.
ان القائد الضرورة يوظّف جيشاً من الامّعات لتسويق هذه المفاهيم والثقافة الأحادية، فاذا ما كتب احدٌ مقالا يخالفها في الرؤية والاعتقاد، هبّت هذه الامعات في وجهه في محاولة لمحاصرته والتقليل من تأثيره، كان ذلك في الزمن القديم طبعا عندما كان المستبد قادرا على عدّ أنفاس المجتمع وتحديد خياراته الثقافية والفكرية والإعلامية، اما الان فالحمد لله فلقد وفّرت التكنولوجيا فضاءا حرا واسعا جدا أسقطت كل محاولات المستبد وزبانيته بالضربة القاضية، ولذلك لم يعد احد ينخدع باساليبه الا اللمم ممن {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.
ولا يشذّ الارهابيون والمتزمّتون عن هذه القواعد، فهم كذلك يبذلون قصارى جهدهم لتحديد خيارات الناس لتصب في خدمة أهدافهم المشبوهة التي، ان تحققت لا سمح الله، فستُعيد البلاد الى العصر الجاهلي تحكمه قوانين الغاب المتلبّسة بلبوس الدين والدين منه براء، ولعل في تجربة الموصل الحالية مع الارهابيين دليل واضح على ذلك.
وكل رمضان وانتم بخير.
25 تموز 2014
للتواصل:
E-mail: nhaidar@hotmail. com
Face Book: Nazar Haidar
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
{فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}.
فالطاغوت، اذن، لا يمتلك غير منطق القتل والذبح والتسقيط والملاحقة والتشهير والطعن بالولاءات والتشكيك بالانتماءات، كلما تعرض له مصلح او نبّهٓهُ احد لخطأ او فشل او انحراف عن الهدف، فهو لا يمتلك منطقا ولا يمتلك حجّة ولا يمتلك دليلا مقنعا واحدا يواجه به الحقيقة ابدا.
هو يخشى الحقيقة ويرتعد منها، ولذلك تراه يستخدم كل الأساليب والوسائل لتكميم الأفواه وقمع الرأي الاخر خشية ان يصغي اليه احد فيُفسد عليه خططه الظالمة.
فعندما يعجز عن الرد، يلجأ الى القتل، كما تخبرنا بذلك الاية الكريمة اعلاه.
انه يوظف جيش من المطبّلين والتبريريّين وعدد كبير من الأبواق لمواجهة كل من يقول له (لا) او يرفض سياساته او يفضح أساليبه الملتوية ووسائله المنحرفة.
اذا واجهه مصلح شكّكت ابواقه بعقله {فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} وقوله {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} فاذا لم ينفع معه ذلك شهروا بوجهه السيف {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ} لماذا يا فرعون؟ {إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} عجيب!!! فالطاغوت الذي يقتل عقول الناس ويغتال شخصياتهم المعنوية، يبدو وكأنّه احرص من غيره على دينهم وصلاح المجتمع؟ تخيل كم هو دجّال يعرف كيف يدغدغ عواطف الناس ويحرك مشاعرهم لاثارتهم ضد المصلحين؟.
ان المستبدّ الذي يرفض ان يصغي الى عتب عاتب او نصيحة ناصح، يقدّم نفسه للمجتمع وكأنه احرص الناس على حياتهم وعلى دينهم، فما يراه فقط هو الصحيح وما يراه غيره ليس كذلك، ولذلك ينبغي على الجميع اتباعه واطاعته طاعة عمياء، لا تحتاج من احد ان يفكر بحال المجتمع لازالت طريقته هي المثلى ومنهجه هو الصحيح {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} .
انظر كيف يحصر المستبد الصواب في رايه ورؤيته، لاغيا اية رؤية اخرى، كما انه يحصر سبيل الرشاد بطريقته فقط.
ان القائد الضرورة يوظّف جيشاً من الامّعات لتسويق هذه المفاهيم والثقافة الأحادية، فاذا ما كتب احدٌ مقالا يخالفها في الرؤية والاعتقاد، هبّت هذه الامعات في وجهه في محاولة لمحاصرته والتقليل من تأثيره، كان ذلك في الزمن القديم طبعا عندما كان المستبد قادرا على عدّ أنفاس المجتمع وتحديد خياراته الثقافية والفكرية والإعلامية، اما الان فالحمد لله فلقد وفّرت التكنولوجيا فضاءا حرا واسعا جدا أسقطت كل محاولات المستبد وزبانيته بالضربة القاضية، ولذلك لم يعد احد ينخدع باساليبه الا اللمم ممن {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.
ولا يشذّ الارهابيون والمتزمّتون عن هذه القواعد، فهم كذلك يبذلون قصارى جهدهم لتحديد خيارات الناس لتصب في خدمة أهدافهم المشبوهة التي، ان تحققت لا سمح الله، فستُعيد البلاد الى العصر الجاهلي تحكمه قوانين الغاب المتلبّسة بلبوس الدين والدين منه براء، ولعل في تجربة الموصل الحالية مع الارهابيين دليل واضح على ذلك.
وكل رمضان وانتم بخير.
25 تموز 2014
للتواصل:
E-mail: nhaidar@hotmail. com
Face Book: Nazar Haidar
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat