صفحة الكاتب : علي الغزي

ألصحافه في العراق تاريخ حافل بالانجازات
علي الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لكل  سفينة ربان  ولكل بيت  أب يرعاه  ولكل  عشيرة  شيخ  يحمي مصالحها  ولعشيرة الإعلاميين نقابة  يديرها نقيب ولابد من إلقاء الضوء  على تشكيل نقابة الصحفيين .
والمعروف في تاريخ الصحافة العراقية، أن الصحفيين افتقروا ولفترة طويلة لتنظيم نقابي يجمع صفوفهم ويدافع عن قضاياهم المهنية، وينظم شؤونهم. حيث  إن  المحاولات الأولى لتأسيس نقابة ذات علاقة بالصحفيين وردت أول إشارة لها في أول قانون للمطبوعات وهو القانون رقم 82 لسنة 1930 الذي أصدرته أول حكومة يترأسها نوري السعيد وهو العام الذي شهد المعاهدة البريطانية العراقية التي كبلت العراق لمدة عشرين عاماً بعد انتهاء الانتداب البريطاني عام 1932 .
ولم يتوفر في تاريخ الصحافة في العراق أي دليل على أن الحكومة كانت جادة في تأسيس نقابة للصحافيين أو للمطبوعات بالرغم من أن البلاط الملكي أحياناً صار طرفاً في الدعوة لقيامها وهو ما كان يهدف إليه كتاب البلاط الملكي رقم ج /235 بتاريخ 8 آب/ أغسطس 1932 الموجه إلى مجلس الوزراء، ويتضمن التوصية بأن تكون (جمعية الصحفيين) مماثلة لما هو معمول به في الدول الأخرى، ومن أجل جمع جهود الصحف لخدمة المصلحة العامة.
وكان نوري ثابت في مجلته (حبزبوز) أشهر مجلات العراق آنذاك، مؤيداً لدعوة قيام نقابة للصحفيين، وكتب في عدد 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 1931 بأن إنشائها (سيساهم في إنقاذ الصحافة من الفوضى)
ولم تكن الظروف السياسية آنذاك مستقرة فشهد العراق إضرابات ومظاهرات وتجمعات أغلبها ضد المعاهدة وضد رسوم البلدية ورسوم الكهرباء حتى أنها أطاحت بوزير الداخلية مزاحم الباجه جي الذي أدار قمع أجهزة الأمن والشرطة للمضربين والمتظاهرين وبعدها بقليل استقال نوري السعيد ليكرر رئيس الوزراء الجديد رشيد عالي الكيلاني عام 1932 محاولة إنشاء نقابة للصحفيين وأدخلت حكومته نصاً مماثلاُ إلى قانون مطبوعات جديد أيضاً دون نتيجة. ومع الكثير من السلبيات التي رافقت أول انقلاب عسكري في تاريخ العراق عام 1936.. إلا أن ساسته، وليس قادته العسكريين قد اهتموا
بمسألة إنشاء نقابة للصحفيين  وان هذه الفترة شهدت أفضل محاولة بهذا الخصوص بالرغم من أنها لم تصل إلى نتيجة إيجابية ربما أيضاً بسبب التناحر السياسي الذي دب في صفوف القائمين بالانقلاب.
كما إن رواد أول لجنه نقابيه تشكلت في تاريخ العمل النقابي للصحفيين العراقيين للسعي لتأسيس نقابة الصحفيين..
رزوق غنام صاحب.. صحيفة (العراق)
نوري ثابت .. صاحب مجلة (حبزبوز)
عبد القادر إسماعيل البستاني .. صحيفة (الأهالي)
يونس بحري .. صحيفة (العقاب)
أنور شاؤول .. صحيفة (الحاصد )
ميخائيل تيسي .. صحيفة (الناقد 9
فكان هؤلاء هم النواة في العمل التنظيمي  وتلتها  أحداث  كثيرة  في  الساحة السياسية العراقية  وتشكيل  الوزارة  ولكل رئيس وزراء آنذاك رؤى خاصة  وكان آخر الأحداث  في التغيير السياسي للعراق  وتحوله  من ملكي إلى جمهوري  .
حقق قيام النظام الجمهوري في العراق، تطورات ايجابية كثيرة، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحفية، وفتح الباب على مصراعيه لتأسيس النقابات والجمعيات والمنظمات المهنية بشكل لم يشهد العراق له مثيلاً في السابق.
واغتنم الصحفيون العراقيون الفرصة، ويقول فائق بطي في كتابه (الموسوعة الصحفية) أن 45 صحفياً، وكان  ألجواهري احدهم اجتمعوا في نادي المحامين ببغداد، وتدارسوا مشروع تأسيس نقابة للصحفيين، واتفقوا على اختيار لجنة تأسيسية ضمن 11 صحفياً لإعداد الترتيبات الأولية للمشروع والحصول على موافقة الحكومة.
وفي تقديرها أن هؤلاء الصحفيون الخمسة والأربعين، بصفتهم الجماعية وليس واحداً منهم أو بعضاً منهم هم مؤسسي أول نقابة للصحفيين في العراق.
وضمت اللجنة التأسيسية التي انبثقت عن الاجتماع:
محمد مهدي ألجواهري صاحب صحيفة (الرأي العام)
يوسف إسماعيل البستاني ممثلاً عن صحيفة (اتحاد الشعب)
عبد الله عباس صاحب صحيفة (الأهالي)
عبد المجيد الو نداوي رئيس تحرير صحيفة (الأهالي)
صالح سليمان، ممثلاً عن صحيفة (صوت الأحرار)
فائق بطي، أحد أصحاب صحيفة (البلاد)
موسى جعفر أسد ممثلاً عن صحيفة (الثورة)
حمزة عبد الله ممثلاً عن صحيفة (خه بات) الكردية وتعني (النضال) بالعربية

صالح الحيدري من صحيفة (خه بات) أيضاً
حميد رشيد صحفي محترف
عبد الكريم الصفار صحفي محترف



وفي هذه الأجواء، عقدت نقابة الصحفيين العراقيين مؤتمرها العام الأول بحضور رئيس الحكومة الزعيم عبد الكريم قاسم، الذي ألقى في افتتاحه، خطاباً عاصفاً طلب فيه من أعضاء النقابة الالتزام بالفقرتين السابعة والثامنة من المادة الثانية لقانون النقابة، واعتبر أن هذا الالتزام هو (الخدمة الحقيقية للمصلحة العامة).
وتنص هاتان الفقرتان على:
السابعة: حماية الصحافة من إفسادها على يد الحكومات الاستعمارية وصنائعها
ومن تأثير الشركات الاحتكارية عليها.
الثامنة: مكافحة اختلاق الأخبار وافتعال الحوادث ونشرها.
وكان المؤتمر الأول قد اجتمع في قاعة الشعب(قاعة الملك فيصل الثاني) بباب المعظم وقد انتخب بالإجماع الأستاذ محمد مهدي ألجواهري أول نقيب للصحفيين العراقيين بعد ثورة تموز 1958
تعتبر الفترة من ثورة 14 تموز لغاية شباط 1968 وهي الفترة الذهبية لازدهار الصحافة ورقي الصحفيين فأول وفد صحفي دعي إلى الاتحاد السوفيتي وفعلا سافر برئاسة الأستاذ ألجواهري وتلته وفود صحفية فالوفد الصحفي الثاني كان للزميلين حيدر طه الفياض وشاكر الجاكري ووفد لزيارة معرض ليبزك ضم الزملاء محمد حامد وقاسم فخري ومحمد السامرائي وكاتب هذه السطور تلاه وفد إلى أمريكا والمملكة المتحدة برئاسة عبد العزيز بركات نقيب الصحفيين وزكي احمد صاحب جريدة (العهد الجديد) وقد حضر رئيس الوزراء عبد الرحمن البراز حفلة السفير اليوغسلافي على شرف الصحفيين
المدعوين لزيارة معرض زغرب الدولي الذي يظهر في الصورة وهو يصافح كاتب السطور مودعا .كان موقف المسئولين للصحفيين موقف احترام حيث نجد مكان الصحفيين في الاحتفالات والمناسبات الرسمية يتصدر مع كبار المدعوين وبقيت مزدهرة حتى شباط 1968 حين انتكست عندما أمم عبد الرحمن عارف الصحف وصدرت أربع صحف حكومية هزيلة ناطقة باسمها وقد تغيرت الأوضاع بعد ذلك وتم تعيين الصحفيين موظفين حسب قانون المؤسسة العامة للصحافة .
ومرت ألصحافه ألعراقيه  في انتكاسات كثيرة وزج  الصحفيين الناشطين في السجون وهاجر قسم منهم خارج العراق واغتيل قسم منهم  ودفعت  دماء  كثيرة على مذبح  حرية الكلام وإيصال المعلومة إلا أن جاء التغيير  وكان أخرها اغتيال الشهيد شهاب التميمي  .
و نتيجة الانتخابات الاخيره  وفوز الأستاذ مؤيد اللامي قد أجرى تغيرات كثبره  في العمل التنظيمي للنقابة    مما حصل على مكاسب كثيرة  للصحفيين  من حيث  ألسلفه و قطع  الأراضي  وقانون حماية الصحفيين والمعد للقراءة الثانية في البرلمان لإقراره  .
باسم الشعب

مجلس الرئاسة
بناء على ما اقره مجلس النواب وصادق عليه  مجلس الرئاسة واستنادا إلى أحكام  البند ( أولا) من ألماده (61) والبند (ثالثا) من ألماده (73)  صدر القانون الأتي
رقم ( ) لسنة
                                            مسودة
                                    قانون حماية الصحفيين
ألماده (1)
أولا .. تسري أحكام هذا القانون على الصحفيين العراقيين .
ثانيا.. يقصد  بالصحفي لإغراض هذا القانون كل من مارس العمل الصحفي ومتفرغا له فعليا ومنتم إلى نقابة الصحفيين .
ألماده (2 ) ..يهدف هذا القانون إلى توفير الحماية للصحفيين العراقيين في جمهورية العراق وضمان حقوقهم .
ألماده  (3  ) .. تلتزم دوائر  ألدوله والقطاع العام والخاص وجميع الجهات التي يمارس الصحفي  مهنته أما مها  تقديم  التسهيلات التي تقتضيها  واجباته بما يضمن أداء مهامه الصحفية .
ألماده ( 4 )..  للصحفي الحصول  على المعلومات والبيانات والإحصائيات من مصادرها  والاحتفاظ بسرية مصادر معلوماته .
ألماده (5 ).. للصحفي الامتناع عن كتابة  وإعداد مواد صحفيه تتنافى مع معتقداته وأرائه وأخلاقيات العمل الصحفي .
المادة (6) .. لايجوز حجز أو مصادرة أو إتلاف أو بيع أدوات عمل الصحفي لأي سبب كان .
المادة (7) .. لايجوز مسالة الصحفي عن ما يبديه من رأي أو نشر معلومات صحفية وان لايكون ذلك سبب للأضرار به .
المادة (8).. يعاقب كل من يعتدي على الصحفي أثناء تأديته مهنته أو بسبب تأديتها بالعقوبة المقررة لمن يعتدي على موظف أثناء تأدية وظيفته أو بسببها .
المادة (9).. لايجوز للجهات الحكومية والرسمية من خلال وممثلها أو مسؤليها تحريك الشكوة الجزائية بقضايا النشر والإعلام ..
المادة (10)
أولا .. يجب إخبار نقابة الصحفيين عن أي شكوى ضد الصحفي عن جريمة مرتبطة بممارسة عمله الصحفي .
ثانيا.. لايجوز استجواب الصحفي أو التحقيق معه عن جريمة منسوبة إليه مرتبطة بممارسة عمل الصحفي إلا بعد موافقة نقابة الصحفيين .
ثالثا.. لنقيب الصحفيين أو من يخوله حضور استجواب الصحفي او التحقيق معه او محاكمته .
المادة (11) ..
أولا .. يمنح كل من استشهد من الصحفيين
من غير الموظفين أثناء تأديته واجبه أو بسببه راتبا تقاعديا مقداره (750 ألف دينار) ويتمتع بالمزايا التي يحصل عليها ورثة الشهداء .
ثانيا .. يمنح الصحفي الذي يتعرض إلى إصابة أثناء تأديته واجبه أو بسببه راتبا تقاعديا مقداره (500 ألف دينار )
ثالثا .. يسري حكم الفقرتين أعلاه على حالات الاستشهاد أو الإصابة منذ 22/3/2003
المادة (12).. تلتزم الدولة بمعالجة الصحفي الذي يتعرض إلى إصابة نتيجة عمله الصحفي داخل وخارج العراق وعلى نفقتها
المادة (13).. تلتزم الجهات الإعلامية العاملة في جمهورية العراق بإبرام عقود عمل مع الصحفيين العاملين فيها وفق نموذج تعده النقابة ويتم ايداع نسخه من العقد بعد إبرامه فيها
المادة (14).. تحتسب الخدمة الصحفية بتأييد من نقابة الصحفيين لإغراض التعيين والترفيع والترقية والتقاعد ..
                                      الاسباب الموجبة
لما لمهنة الصحافة والإعلام من دور أساس في تطور المجتمع وتطبقا لإحكام الدستور بحرية الرأي والتعبير والنشر ولأجل الإقرار بما قدمته الأسرة الصحفية العراقية من تضحيات .
                                  فقد شرع هذا القانون
تعتبر نقابة الصحفيين من حيث التأسيس  ثاني نقابه  في الوطن العربي

المصادر  ...
تاريخ العمل النقابي للصحفيين العراقيين  للدكتور مليح صالح شكر
حسين علي محمد الشرع - صحفي وكاتب عراقي    من منشوراته بيوم ألصحافه العراقية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/13



كتابة تعليق لموضوع : ألصحافه في العراق تاريخ حافل بالانجازات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net