النجف الاشرف /احمد محمود شنان
مر المجتمعات الانسانية وخاصة مجتمعنا العراقي بمنعطفات صعبة وكان الأصعب فيها على المرأة فقد مرت بفترات مظلمة وحقب سوداء حيث كانت الضحية الأولى فيها ليس هذا فحسب بل أن باقي المجتمعات هي الأخرى كانت تعيش صراعاً مريراً بين منادٍ بإطلاق الحرية الكاملة للمرأة وإطلاق العنان للشهوات والغرائز أن تحكمها وترك الحبل على الغارب كما يقول المثل وأخر ينادي بتقييد تلك الحرية وجعل المرأة تقبع في بيتها ليس لها من حق سوى اثنين الأول في الخروج من بيت أبيها إلى بيت زوجها والثاني خروجها من بيت زوجها إلى القبر وكان الاعتدال والإنصاف ما تبنته النظرية الإسلامية في ذلك رغم سوء تطبيقها لدى الكثير منهم مما انعكس سلباً على سمعة الإسلام فاتهم تارة باضطهاد المرأة وأخرى باتخاذها وعاء وتارة كأداة مثل باقي أدوات البيت الأخرى.
وبعد انكفاء وانحسار تلك الأفكار والمعتقدات نتيجة جهود العديد من المؤسسات والمنظمات والجهات والشخصيات الفاعلة والناشطة فضلاً عن انتشار الوعي لدى المجتمع كانت الدعوات تتلاحق في القضاء على القضاء على بقايا تلك الترسبات من تلك الأفكار والمعتقدات المرفوضة شرعاً وعرفاً ومن بين تلك الجهات منظمة المرأة المسلمة التي ما انفكت تعمل جاهدة على رسم صورة المرأة بشكل عام والمسلمة بشكل خاص وهي تقدمها للمجتمع وللإنسانية كأنموذج راق مقتدية بسيّر مشرفة ومواقف شجاعة ونماذج موضع اعتزاز وفخر لنساء قد رسمنّ مستقبل مشرف لبلدانهنّ وأممهنّ وأخريات قد قدمنّ أنفسهنّ فداء من اجل المبدأ والعقيدة والحق وإنصاف المظلوم ونصرته.
وبغية تعزيز ذلك الدور وترسيخاً لفكرة إنصاف المرأة عقدت منظمة المرأة المسلمة في محافظة النجف الاشرف وبالتعاون مع مؤسسة الإسراء والمعراج ندوة تثقيفية حول محاربة العنف ضد المرأة وقد كانت بالتزامن مع ذكرى استشهاد العلوية بنت الهدى شقيقة الشهيد الصدر الأول رحمهما الله.
مديرة منظمة المرأة المسلمة السيدة زينب العلوي تطرقت في كلمتها التي ألقتها في افتتاح الندوة التي أقيمت على قاعة منتدى شباب النجف إلى نماذج إسلامية كانت رمزاً وقدوة للنساء في إبراز دورهن الرئيس والمهم في رسم معالم الحياة إلى جانب الرجل.
كما العلوي أشارت إلى دراسات غربية تكشف عن وجود اضطهاد وعنف فكري وجسدي يمارس ضد المرأة في البلدان الغربية ومن اكثرها الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت التي تتبجح تلك البلدان بالحرية للمرأة وإنصافها لها وتلقي بالتهم جزافاً على التجارب الإسلامية في ما يتعلق بالمرأة وحريتها.
كلمة مؤسسة الإسراء والمعراج للتنمية والتطوير ألقاها الناشط زياد ألصالحي والتي بيّن فيها أسباب دراسة العوامل التي قادت أن تجعل المرأة دوماً أن تكون هي الضحية الأولى بين طبقات المجتمع.
ألصالحي حثّ منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة أن تأخذ دورها في تعزيز ثقافة احترام المرأة كيان رئيس و مهم في مجتمعنا الذي تمثل فيه المرأة أكثر من نصفه إن لم تكن هي كل المجتمع.
الحضور المشاركون في الندوة من أعضاء مجلس محافظة ومنظمات مجتمع مدني أشادوا بتلك الندوة ودعوا إلى الاهتمام أكثر بدور المرأة خاصةً ما وفرته الأجواء الاجتماعية والسياسية الملائمة التي يمر بها البلد لكي تقوم بدورها بشكل لائق يعبر عن حجمها ودورها الكبيرين في المجتمع.
تنوعت فعاليات الندوة حيث استضيف الأستاذ في الحوزة الدينية الشيخ سجاد الكندي لتوضيح وجهة نظر الإسلام بخصوص المرأة وما منحها من امتيازات ،واصفاً الكثير من الناس بالتمتع بالجهل المركب حيث غالباً ما تكال التهم إلى الإسلام على انه قد ظلم المرأة في حين أن الإسلام قد أنصف المرأة واجلها وقدسها كبنت أن أحسن الأب تربيتها كان له في ذلك أجراً عظيماً عند الله وقد أمر الله تعالى أولياء الأمور أن يعدلوا بين أبنائهم سواء البنات أو البنين حتى في النظرة كأخت فضلاً عن الأم التي جعل الله الجنة تحت أقدامها ومن ماتت وهي في المخاض كانت شهيدة عند الله.
من جهة أخرى قدم المخرج طالب جزاع مشهداً مسرحياً ساخراً وهادفاً من تأليف الأستاذ عبد الأمير الإبراهيمي وتمثيل الفنانة نادية الموسوي ي والفنان فراس ألكلابي سخر فيه من عنجهية الرجل الذي يعمل بازدراء واستحقار للمرأة التي أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بقوله (رفقاً بالقوارير) وقوله (المرأة ريحانة لا قهرمانة) هذا وقد دعا الكندي إلى ضرورة أن تتبلور عن مثل تلك الندوات حلول ونتائج طيبة نراها على ارض الواقع تعامل المرأة بكل احترام وتقدير باعتبارها الأم والأخت والبنت.
ختمت فعاليات الندوة بتقديم هدايا إلى مجموعة من النساء الأرامل والأطفال الأيتام ،كما وقدمت منظمة المرأة المسلمة شكرها وتقديرها إلى مدير الشباب والرياضة السيد عباس ادريس تثميناً لجهوده في دعم برامج المنظمة التي تنفذها في المحافظة.
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
