صفحة الكاتب : محمد الحسن

كان هنا عراق..!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بين تلك الجبال وهذا البحر, كان ثمة وطن واحد؛ أسمه عراق..ليس هنا فقط؛ بل يشمل غرباً واسعاً, وشرقاً جميلاً..وطن, تتجول بين ربوعه دون أوراق مختلفة؛ اللهجة وحدها كافية لإثبات الإنتماء, فضلاً عن العادات المشتركة..!

الآن, وبعد أن إستسلمنا خلف هذه الأسوار الشاهقة, لا يستطيع أحد الإعتراض على قسمة القدر!..وما القدر, سوى حماقة نرتكبها في لحظة طيش عارمة؟!

لحظة تفاعلنا معها, بيد إننا لم نصنعها؛ بل الملثمون القادمون من خلف الحدود السابقة, دخلوا بغلفة, كان بعضنا منشغلاً بكيفية الظفر بأربعِ سنوات قادمة, فإنشغل الوطن كله بمن سيحكم؟!..بينما العدو يعد العدة لسرقة كل سنواتنا الآتية..تصوروا, بعد كل هذه العقود, تبيّن إننا أضعنا تاريخنا من أجلِ أربع سنوات فقط!..هم الحمقى, أم نحن؟! 

ضاع الحكم, ومات الحكام..لم يركن أحد لصوتٍ هادئ, يبعث الطمأنينة بالنفوس, فسار بعضنا, عامداً, خلف أولئك الملثمون..صارخاً بإعلى صوته: لا نريد الحياة, نريد رؤية الأزقة مخططة بالأحمر!.. وماذا بعد؟! 

ليت المشهد إنتهى بالجولة الأولى, فقد علا صوت الجنون, ونثرنا أرضنا بالبارود والرصاص؛ فكان حصادنا قيحاً, وزقوماً..من يدافع عن أرضه صار يختبأ, والغرباء يجولون, يغتصبون, ولا من معين..!

الجبناء, خانوا مع الخونة, والخونة لم يهنأوا بإثمان الخيانة..وثلة النجباء الباكية على أرض ذلك الوطن, قدمت الدم في سبيله..وليت المشهد إنتهى..!

تكاثرت الأشلاء, تلونت الدروب بحمرة الدم المسفوح, وأمتلأت الأنهر بجدائل العاشقات البريئات..آهات يحبسها الزمن, قد تجد بعضها في مفارق البياض الذي غزا رأسي, أو بين تجاعيد الحروب التائهة بين ملامحي, لكن آهاتنا باقية, فكيف أضعنا وطن؟! ألم تكن العقول عامرة؟ الأفواه, ما الذي أخرسها؟!

بعد كل هذا الزمن, تريدني أن أبتسم؟!..ذهبوا جميعاً, وها أنا أنتظر دوري للحاق بذلك الجيل الذي ما جلب سوى العار, ولم يزل السؤال الباحث عن إجابة شافية: هل حقق المسببون غاياتهم؟! رأيتهم يموتون واحداً تلو الآخر, ولم أرهم ينالوا قسطاً من المجد المنشود..والباحثون (إدعاءً) عن الكرامة, أين أجد مقابرهم اليوم لإحقرها؟! فأين الكرامة المقروضة بمناشير التقسيم؟!

الشيء المفرح؛ إن النهرين ما أستجابا للتقسيم, فلم يكن الفرات سوى فراتاً, وما أصبحت دجلة إلا قرينة لفراتها..آه, لو تسنن الفرات, أو تشيعت دجلة, لصار للحكاية نكهة أخرى..!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/24



كتابة تعليق لموضوع : كان هنا عراق..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net