نداء استغاثة من قبل مشردي قضاء تلعفر
حيدر الفلوجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حيدر الفلوجي

في كل مدينة وكل قضاء او قرية تدخل اليه داعش يكون كل همها هو البحث عن الشيعة بالدرجة الاولى ، وتقوم بالبحث عن العسكريين والشرطة وغيرهم، اما مصير أبناء السنة فالعوائل تستعبدهم وتقوم بفرض بعض الضوابط عليهم، واما العسكريون السنة فمصيرهم يكون بإعلان التوبة امام دواعش الآفاق(الأجانب من الأعراب) لكي يحافظوا على حياتهم ومن ثم الانخراط مع دواعش العهر، هذا ان لم يكن ذلك العسكري على اتصال معهم من قبل، وأما مصير الشيعة في المناطق التي تستولي عليها داعش، فيكون القتل للرجال والأطفال، والاستخدام للنساء، كما كان يفعل فرعون في بني اسرائيل، فهؤلاء جائوا لكي يعيدوا السنن الفرعونية في الأرض، قال تعالى: ( يُقَتِّلون ابنائَكم ويستحيُون نساءكم)، فهؤلاء قتلة ومجرمون جاءوا الى بلادنا وهم يحملون برنامجاً دموياً، لإبادة مكوّن دون اخر.
بعد دخول داعش الى قضاء تلعفر بسبب خيانة بعض الأطراف وميلان غير الشيعة نحو داعش بسبب بعض السياسات الخاطئة وبسبب وجود الكثيرين من أيتام البعث الكافر وأسباب اخرى أدت الى دخول داعش في بعض احياء قضاء تلعفر، وبسبب الحرب الضارية بين أبناء قواتنا المسلحة البطلة وبين عناصر داعش ومن يلوذ بهم، تشرّد عشرات الآلاف من شيعة تلعفر الى الأطراف البعيدة من أقضية وقرى مدينة الموصل غرباً، فقد وصل الى قضاء سنجار عدد من مشردي شيعة تلعفر بلغ أكثر من مائة وعشرين ألفاً من المواطنين الشيعة ما بين امرأة ورجل وأطفال، وقد لجأ هؤلاء الى قضاء سنجار وهو قضاء غالبية سكّانه من اليزيدية، ، والمشرّدون اليوم يعانون أشد المعاناة، وهم بحاجة الى المأكل والمشرب، فقد أقام اكثر هؤلاء المشردين في المدارس وبعض الدائر الحكومية وغيرها، كما انهم فقدوا الاتصال بذويهم الذين بقوا في تلعفر لمقاتلة الفجّار من داعش الارهابية، وناشد الحكومة والإشراف من أبناء هذا الوطن، بأن هؤلاء يعانون أشد المعاناة بعدما انقطعت بهم السبل، علماً ان الطرقات المؤدية الى سنجار كلها مقطوعة وهي بيد الارهابيين، لذلك فقد تعذرت السبل لإيصال المعونة لهؤلاء المشرّدين وهم يناشدون الحكومة والخيرين من أبناء الوطن لنجدة هؤلاء المشرّدين من أبناء الوطن .
وقد ذكر بعضهم ان الحياة التي يعيشها المشردون في قضاء سنجار في ظل هذا الشهر ذات الحرارة المرتفعة، لا كهرباء ولا ماء لا خدمات ، فعلى الحكومة العراقية صاحبة اليد الطولى ان تقوم بواجبها تجاه هؤلاء المواطنين، وهؤلاء ينتظرون عيونكم بفارغ الصبر.
الحجة أُلقيَت، فالويل لمن يستطيع نجدة هؤلاء ولم يتحرك لنجدتهم.
22-6-2014
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat