سماحة أية الله السيد هادي المُدرّسي على أن من " المستحيل أن يقبل العراقيين او يسمحوا بإعادة عقارب الزمن الى الوراء والعودة الى النفق مرة ثانية كما يخطط الاعداء"، منوها الى أن مواجهة الارهاب في العراق ودحر وازاحة الارهابيين القتلة عن البلاد بحاجة الى "التعبئة العامة و النفير العام" والى التعاون فيما بيننا جميعا كشعب ودولة وقوات مسلحة، وأن "مسؤولية الحفاظ على العراق هي مسؤولية جميع المؤمنين في هذه الارض ولا بد ان يتحمل كل واحد منا مسؤولياته. و من يستطيع منا ان يدافع فلا بد ان ينتقل الى المناطق التي هي بحاجة اليه.. ، فلا تنتظروا من الدولة دائما وابدا أن تعمل هي لكم كل شيء، ولا من الجيش فقط أن يقوم هو بهذا الواجب". واوضح سماحته في كلمة له أمام حشود الزائرين في حرم الامام الحسين عليه السلام بكربلاء المقدسة، أن معظم عناصر الجيش والاجهزة الامنية :" يقومون بواجبهم و إذا كان هنالك في صفوف القوات المسلحة متخاذل او خائن او اثنين او ثلاثة او اربعة، فلا يجوز اتهام الكل ، فذلك لا يعني ان كل جيش العراق هو جيش خائن ومتخاذل".
واكد سماحته في هذا السياق على أن مطلب وكلمة المرجعية الدينية وعموم ابناء الشعب للسياسيين والمسؤولين في الحكومة وخارج الحكومة، في البرلمان والاحزاب والكتل، هي :" أن يعودوا لرشدهم و يوحدوا كلمتهم، فبدون توحيد الكلمة كل العراق في خطر واولهم هم، ولا بد ان يعرفوا ان الشعب العراقي غداً لن يرحمهم اذا قصروا ولم يؤدوا واجباتهم.. فوحدوا الكلمة وشكلوا الحكومة لإن هذا الشعب اذا ضاق ذرعاً بكم قد تنفلت الامور من ايديكم فلا يبقى لكم حينها أي عذر وتبرير.... فلا بد من وحدة الكلمة، فهولاء انما تجرأوا لتفرقنا، و انما قووا لضعفنا ، واستغلوا التشرذم الموجود فينا".
وفيما يلي مقتطفات من كلمة سماحة أية الله السيد هادي المُدرّسي التي القاها في حرم الامام الحسين عليه السلام بمناسبة زيارة النصف من شعبان ومولد الامام القائم المنتظر عجل الله فرجه:
العراق ليس الفرات ودجلة والنخيل والنفط فقط بل هو قبل وبعد كل ذلك ارض مقدساتنا، ولذلك فمسؤولية الحفاظ على العراق هي مسؤولية جميع المؤمنين في هذه الارض، ولا بد ان يتحمل كل واحد منا مسؤولياته.
نحن ممطئنون الى نصر الله لشعبنا وبلدنا، وشرط ذلك هو أن ننصر الله في قلوبنا واخراج ابليس منها ونخلض العمل والطاعة والدعاء ثم نتحمل مسؤلياتنا، اما هولاء الارهابيين الذين فيقومون بالانتحار الجماعي ولكنهم لن يزاحوا من الارض من دون المساعدة و التعاون فيما بيننا جميعا، فمواجهتهم ودحرهم بحاجة الى التعبئة العامة و النفير العام، و من يستطيع منا ان يدافع فلا بد ان ينتقل الى المناطق التي هي بحاجة اليه، ولا بد ان يكون العراقيين، كل واحد في منطقته، أن يكونوا دائما على اهبة الاستعداد، فلا تنتظروا من الدولة دائما وابدا أن تعمل هي لكم كل شيء، ولا من الجيش فقط أن يقوم هو بهذا الواجب، ومع أن اكثريتهم يقومون بواجبهم ولكن مع ذلك ايضا إذا كان هنالك متخاذل او خائن او اثنين او ثلاثة او اربعة، فلا يعني ان كل جيش العراق هو جيش خائن دائماً ، نعم دائما كان هنالك خونة و منافقون ، حتى بين اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكن الجيش وحده لا يكفي، بل لا بد ان تهتم الدولة والسلطة والحكومة بجميع الناس حتى يكون كل واحد من العراقيين خفيراً في الدفاع عن وطنه وعن نفسه و عائلته و بيته و منطقته .. ومن هنا نقول أننا حين نكون جميعا مستعدين ووجاهزين وموفرين ما استطعنا من اسباب القوة والاستعداد لمواجهة عدوة الله وعدونا، نجعل العدو يدرك ويلمس بالفعل أنه امام سد منيع وارادة قوية قادرة على دحره، وانه ليس سهلا بل ومن المستحيل أن يقبل العراقيين بإعادة عقارب الزمن الى الوراء والعودة الى النفق مرة ثانية.
وفي هذا نحن نعرف العراقيين وشجاعتهم ، فعليهم جميعاً ان يكونوا على قدر ومستوى المسؤولية وان لا يسمعوا لحفنة من الظلمة الارهابيين الذين حولوا دين رحمة الله الذي قال فيه نبينا الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ( بعثت بالحنيفية السهلة السمحاء)، فحولوه هولاء الخوارج الى دين أبليس ، والقتل والذبح فيتقولوا على رسول الله (ص) انه قال ( وحاشاه) :( جئتكم بالذبح) !؟.. فيبرروا بذلك مجازرهم ومذابحهم اليومية بحق المؤمنين والاطفال والنساء !؟.. فهؤلاء يريدون ان يعيدوا الناس الى الجاهلية الاولى، وعجيب امرهم هؤلاء المتطرفون اصحاب البدع ، فهم دائماً مايرفعون كلمة (بدعة) فإنت تصلي، بدعة، تصوم بدعة، تمسح يدك على ضريح مقدس بدعة، بينما هم في الحقيقة وليس غيرهم اهل البدعة ، فلابدعة اكبر من ان تأتي جماعات من أمثال هولاء الجهلة والارهابيين فيفرغون الدين من محتواه الاخلاقي و من انسانيته،، فهؤلاء يبدوا ان عندهم معجزة معكوسة، يأتون الى مجموعة من البشر يحولوهم الى بقر، الى اناس متوحشين يذبحون جيرانهم، يذبحون الاطفال والنساء، يفجرون المفخخات ويسفكون الدماء المحرمة بلا حساب ويقطعون الرؤوس ويخرجون القلوب ويلوكونها، وهل هذا ـ ايها الحمقى و القتلة الارجاس ـ هو الدين ؟!، وكيف بات القتل والذبح سهلا عندكم ، معرضين عن قول الله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها)، وقوله تعالى أن (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمعا).. وبعد هذا هل يشك احدنا ان هذا الارهاب لادين له ؟! بلا، هذا هو دين ابليس، هذه هي الطينة الخبيثة هذا هو السجـّـين متمثلاً في اشخاص.
إذن، مانريده توضيحه وقوله في المجمل:
اولا: لا بد ان تهتم الدولة ليس فقط بالجيش والقوات الامنية وهو اهتمام مطلوب و مشروع ، فلا بد الى جانب ذلك ان يكون جميع الناس مستعدين.
ثانيا:: لا بد من وحدو الكلمة. فهولاء انما تجرأوا لتفرقنا، و انما قووا لضعفنا، وربنا يقول لنا: ( ولاتنازعو و ولا تفرقوا فتهذب ريحكم)، أي تذهب قوتكم، فحين نتفرق نفقد قوتنا ايضا ، وهؤلاء ــ للاسف الشديد ــ استغلوا التشرذم الموجود فينا... نحن نطالب بوحدة الكلمة بين المسؤولين، نطالب المسؤولين جميعاً، في الحكومة وخارج الحكومة، واصحاب الاحزاب السياسية, والكتل والنواب في البرلمان، ان يعودوا الى رشدهم ويوحدوا كلمتهم، فبدون توحيد الكلمة كل العراق في خطر واولهم هم، ولا بد ان يعرفوا ان الشعب العراقي غداً لن يرحمهم اذا قصروا ولم يؤدوا واجباتهم.. ولذا نقول : ايها المسؤولون : شكلوا الحكومة، فالمراجع والعلماء والناس جميعا يطالبونكم بتوحيد الكلمة وبتشكيل الحكومة وعدم تعطيل البلد وتأزيم الامور والاوضاع اكثر مما مر ومما هي عليه.. وحدوا الكلمة وشكلوا الحكومة لإن هذا الشعب اذا ضاق ذرعاً بكم قد تنفلت الامور من ايديكم فلا يبقى لكم حينها أي عذر وتبرير.
ثالثاً: بلادنا تحتاج الى مصالحة وطنية، فليس كل الناس داعش و جاحش، فهؤلاء مجموعة من الجحوش، ولكن ليس كل الناس جاحش، هنالك مؤمنون و صالحون في جميع الطوائف، في جميع الافراد من ابناء الشعب، فنحن بحاجة الى مصالحة وطنية فورية وليس بعد بعد سنتين اوعشر ، كفى وقد مرت علينا اكثر من عشر سنوات كفى هذا التشرذم والتقزم، كفانا ما نراه، لا بد من المصالحة الوطنية الحقيقية التي تؤدي الى فرز وعزل ومواجهة الارهاب والارهابيين القتلة ،لا بد من الاعتماد على الناس وعلى الشعب، ولا بد من توزيع القوة والثروة على الناس، فهؤلاء الارهابيين حينما استولوا على البنوك في الموصل سرقوا نحو نصف مليار دولار اي مايعادل نحو 500 مليار دينار عراقي، هؤلاء مجموعة القتلة واللصوص السراق، ونقول للدولة والحكومة: ايها المسؤولون قسموا هذه الثروة على الناس، على الفقراء و المساكين من شعبكم حتى لا يأتي هؤلاء القتلة وامثالهم ويسرقون ما يسرقون ويستخدمون مال الشعب في القتل وتقوية صفوفوهم بدلا من ذهابها الى اصحابها الحقيقيين ومستحقيها من ابناء الشعب!؟.. ايها المسؤولون في الدولة والحكومة والبرلمان، وزعوا الثروة والقوة على الناس حتى يدافعوا عن انفسهم وبلدهم.. لنتعلم من الامام علي سلام الله عليه تواضعه و عطائه وحكمته ومواساته للناس.. ايها المسؤولون انتم ايضاً تواضعوا لله ، عيشوا مع الفقراء وآلآمهم فأن الحديث الشريف يقول : (ان الله فرض على أئمة العدل ان يتساووا مع ضعفة خلقه حتى لا يتبيغ بالفقير فقره) وهذا الحيث موجه بالاصل لكل من يكون في سدة المسؤولية ويتولى المناصب في ادارة وحكم البلاد ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat