صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الخلافات السياسية بين الصحابة - الشنقيطي
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هذا الكتاب يوحي لك عنوانه انه يبحث عن الخلافات السياسية بالاصطلاح الحديث ولكنه سابقا خلافات تشريعية بين الصحابة ، وما لفت انتباهي انه يتحدث بصراحة عن ما يطرح ولكنه بين السطور يضع عبارات تدل على هواه ، بدا الكتاب بمقدمة استطيع ان اقول عنها قيمة وقد اشار الى ضرورة التفرقة بين تقديس المبدا وتقديس حامل المبدا وهذا عين العقل ولكن التفريق لا يعني اهمال احدهما فالتعامل مع المبدا تعامل روحي والتعامل مع حامل المبدا تعامل عاطفي عقلي ، واذا ما غلب احدهما على الاخر حدث الخلل فهنالك موازين دقيقة يجب اعطاء كل ذي حق حقه مثلا الحسين ومبادئ الحسين .
للاسف الشديد خالف الدكتور محمد الشنقيطي بعض مبادئه هو وفي نفس الكتاب ففي الوقت الذي كتب في الكتاب يجب ان يكون الباحث مطلع على المصادر التي تهم موضوع بحثه وان ينقب وبيحث لا ان يركن الى مصدر واحد تجده في كتابه هذا ركن الى ابن تيمية فقط في كتابه منهاج السنة ومجموع الفتاوى بالدرجة الاساس ، وانتقى ما يروق له من عبارات بحيث انه لو اخذ الكتاب اجماعا لوجد فيه الغرائب .
من بين العبارات التي تضمنها كتابه مثلا في المقدمة ص 29 وهو يتحدث عن ضرورة التفريق بين المبدا وحامل المبدا كتب هنالك من وقع بالغلو ولست اعني غلو الشيعة ـ فهذا واضح وضوح الشمس ـ ...
اقول للدكتور لماذا حكمت على الشيعة باجمعهم ؟ ولماذا لم تذكر اقوال الائمة عليهم السلام والفقهاء من الشيعة الذين يحذرون من الغلو؟ فهل يمكن لنا ان نتهم الازهر او النجف بدعمه لشيوخ التكفير ؟ فهذا مستحيل ، لماذا لم تضع الموازين الدقيقة قبل كتابة المعلومة وليس هذه هي اول هفوة .
نعم هنالك المتطرف السني وكذلك المتطرف الشيعي ولكن لا هذا يمثل السنة ولا ذاك يمثل الشيعة فيجب اخذ مبادئ المذهب من عقلاء المذهب .نعم الموروث التاريخي له اهمية بالغة فمنه نستفيد سواء كانت مثالب او مناقب فالالغاء والاقصاء امر مرفوض .
يجب ان تتصف بالحيادية اخي الشنقيطي في طرح الفكرة ولا تتحدث بميول لاحدهم واذا شطحت كما ذكرت فان بحثك يخرج عن التشخيص الى املاء ارائك ، ذكرت في صفحة 30 بان غير الانبياء ليسوا بمعصومين ، وهذا خلاف السنة والشيعة فالسنة لا تعطي العصمة للانبياء والشيعة تعطي العصمة للانبياء والائمة الاثني عشر فقط ولكل رايه بالموضوع فيجب عليك ان تبتعد عن نقطة خلافية لا تعطيها حقها في التوضيح من مصادر عقلاء القوم للطرفين .وفي ص 39 للاسف الشديد خرجت عن منهجية الباحث المعتدل والحيادي عندما كتبت ان شيخ الاسلام انتقد الذين استفزتهم الخصومة مع الشيعة فقابلوا باطلا بباطل وبدعة ببدعة ...جعلت من الشيعة باطلا ومن يناقشهم هو باطل بسبب جهله بالنقاش فالحكم على الشيعة باطل والاخر لانه يجهل النقاش يصبح باطل وهذا مجانب للحقيقة وبالرغم من انك اخي الدكتور لك محاضرة عن ابن تيمية انتقدته لانه متحامل على الشيعة وغيّر بعض احداث التاريخ لاسيما منها هجوم المغول على بغداد فان ولادته أي ابن تيمية كانت بعد الهجوم بست سنوات وعليه فانه تحامل على الشيعة باطلا ، ومثل هذا التحامل لا يمنح العدالة في كتاباته فلماذا اعتمدته في كتابك هذا ووصفته بالاعتدال ؟رابط انتقادك لابن تيمية هو


في ص40 كتب الشنقيطي عن ابن تيمية ان\"بانقضاء خلافة النبوة فيه الذم للملك والعيب له\" (مجموع الفتاوى 35/21) وان الملك \" متضمن ترك بعض الدين الواجب\"(نفس المصدر35/24)...
اقول هل وقفت على هذه العبارة بدقة ؟ ان فيها مداليل خطيرة هي الوقود التي تشعل نار الطائفية الان وفي نفس الوقت هي المعيار الحقيقي لمعرفة الحق عن الباطل ، فمن كان الملك بعد الرسول ؟ وماهو الواجب الديني الذي ترك ؟ اليس هذا المتروك ـ الواجب الديني ـ سبب خلاف وتشقق الصف الاسلامي؟
في الكتاب ملاحظات كثيرة وان سنحت لي الفرصة ساكتب ما اراه مهم وباستطاعة القارئ الكريم اقتناء كتاب الشنقيطي وقراءته بتركيز وان الاطناب الذي منحه الدكتور راشد الغنوشي له هو وجه من اوجه الغلو!!!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/09



كتابة تعليق لموضوع : الخلافات السياسية بين الصحابة - الشنقيطي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : بو رضا ، في 2014/06/18 .

اسمح لي بملاحظات :

1- قوله : "ضرورة التفرقة بين تقديس المبدا وتقديس حامل المبدا"

إن أراد به الصالحين من الناس العاديين فنعم، أما أن يريد به الأنبياء أو الاوصياء فلا!

وكذلك، هذا لا ينطبق على المنافقين وإن تصدروا كرسي الخلافة قبل غيرهم!
فالمنافق لا يحمل أصلا مبدأ حق .

2- قوله : "هنالك من وقع بالغلو ولست اعني غلو الشيعة ـ فهذا واضح وضوح الشمس ـ ..."

نسأل : ما مقصودك بالغلو؟
هل يعني أننا نقول أنهم مفترضوا الطاعة وأن إمامتهم بأمر الله وتبليغ رسول الله صلى الله عليه وآله وأن علمهم من علم الرسول صلى الله عليه وآله وتسديد الله تعالى فهم محدثون وليسوا بأنبياء، هل يعني هذا المقدار والفضائل التي اعطاهم الله إياها وحسدهم الناس عليها؟

أم يعني أنهم آلهة وانداد لله والعياذ بالله؟!
ولا أحد يقول بهذا وإلا فإنه غير شيعي كما هو واضح وضوح الشمس!!

وللمعلومية فقد سرقوا أو صنعوا نسخ للفضائل لتنزع من صاحبها الحق وتخلع على غيره..كتحديث الملائكة لعمر ووو!
فنسبة الحق لغير أهله باطل وظلم، أما لأهل فحق وعدل ولا غلو هنا وإنما نتبع بلاغ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وكل شيء بإذن الله تعالى في الدنيا وما بعد الدنيا وما قبلها .

3- وأما أن ابن تيمية "انتقد الذين استفزتهم الخصومة مع الشيعة فقابلوا باطلا بباطل وبدعة ببدعة"

فلعله إشارة إلى من يفرح يوم عاشوراء نكاية برسول الله وأهل بيته وشعتهم حيث هذا يوم حزن النبي صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرين عليهم السلام، فمن يفرح فهو ناصب خارج عن الاسلام وليس فقط باطل!
وأما البكاء والحزن فهو سنة رسول الله على سيد الشهداء وبيان الثقلين الذين خلفهم النبي على أمته وأمر بإتباعهما ورأينا بكاء يعقوب على النبي يوسف حتى ابيضت عيناه بكاه مدة طويلة، وهكذا أمرنا أهل البيت سفينة النجاة عليهم السلام، فهذا أمر الله وليس الباطل إلا من عاداه!

ولا فضل لابن تيمية الناصبي ولله الحمد .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net