صفحة الكاتب : عبد الصاحب الناصر

لماذا سامراء ليست كالانبار !
عبد الصاحب الناصر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 اثبتت  العمليات العسكرية  الخاطفة و الوثابة  امام حركة داعش و البعث الفاشي اليوم في مدينة سامراء العزيزة و السيطرة على الموقف خلال اثنا عشر ساعة و اثبتت  ان الارهاب لا يعرف غير الرد السريع  الحازم و القاطع . مثلما اثبتت تحركات المجرمين الداعشيين و البعثيين  و تسربهم الى الانبار و تغلغلهم بين الناس البسطاء هي  حقيقة واحدة  لا تقبل التأويل و التخريجات التي لا نفع منها في اوقات الحزم و الشدة . والتي كان المخلصون الحقيقيون  يصرون دائما على على  كشفها، و يكتبون باخلاص يحذرون منها و يطيلون الكتابة  املا  او لعل  ان يعترف بها الاخروليقفوا مع الشعب و الجيش للقضاء عليها  . و هي نفس  تلك  الحقيقة  التي لم يتفهمها البعض عمداً وحقدا و جمودا عقائديا، و آخرون عنادا و مناكدة وكثيرون  تآمروا  صرفا لا شائبة علي تعاونهم مع الاجنبي و الارهاب .

ان "ساحات الكرامة" لم تكن يوما من الايام  بريئة  او بعيدة عن مشاريع الارهاب و تنظيماته ، صحيح كذلك ان مطالب الشعب الحقيقة قد صودرت و استغلت و اعدت لتكون غطاء اسس  من خلاله و في داخله  مقرات  و حواضن و ورشات تفخيخ يقوم بها الداعشيون و  البعث في مدينتي الفلوجة و الرمادي.  و كان تركها لاكثر من سنة و تغلغل داعش بين الناس الابرياء  هو الذي جعل من الصعب السيطرة عليها اليوم بسهولة كما كان يجب ان يحدث في الايام الأولى  و كما تمت السيطرة على ارهاب سامراء اليوم ، و كما  تحركت اليوم كل صنوف القوات العراقية  في تنسيق عالي لضرب الارهاب ومن داعش و البعث ضربة قاضية شلت تفكيرهم و حركتهم  في  سامراء، و عضت على مشاريع داعش و ارهابه. لعلنا  ندعوا  بل نتمنى ان يفيق بعض المتباكين الذين يذرفون دموع التماسيح على الحريات والديمقراطية و ( هذه الشعارات ) التي لا يعترف اصالا بها  الارهاب، . ان هذه هي الحقيقة التي كان عليهم ادراكها و مساندة الدولة العراقية في معالجتها  منذ بدايتها، ووأد الفتنة وهي في مهدها.

استفسار خاص موجه الى اليساريين أو بالأحرى المتياسرين، الذي ساندوهم و آزروهم و حظروا اجتماعاتهم في تلك الساحات، ساحات التآمر، و التي كان يديرها اسلاميون و اطلقت عليها ابواق فخري كريم (صاحبهم وامريهم و ولي نعمتهم). عليهم اليوم ان يعيدوا حساباتهم و من ثم اثبات  انتمائهم ان  كان للعراق بحق و حقيقة ام ضد بلدهم الام  العراق العزيز!

و اثبت الجيش العراقي انه قادر و متمكن من ادواته و سلاحه و رجاله لو ترك  ليقوم بواجباته التي كلف بها دون تدخل اطفال السياسة والأمراء بالورثة، و تشكيك الحاقدين وبدون عقد المتحجرة ادمغتهم. اثبت انه جيش لحماية الشعب الذي هو  ولد من صميمه و من ابنائه. لأكثر من سنة يقاتل جنود العراق (من كل فئات الشعب العراقي) يقاتلون في محافظات الانبار و صلاح الدين و نينوى و ديالي،  بعيدون عن  اهلهم واطفالهم و زوجاتهم و مدنهم من اجل حماية مواطني تلك المحافظات في وقت يخونهم ابناء تلك المحافظات بحجة انه جيش بناه الامريكان.و يستنتجوا ، لذا يجب مقاتلة الامريكان (المحتلين) و الغريب ان لا يهمهم اليوم احتلال داعش لبيوتهم و أسرعوائلهم، و تشريد ابنائهم و تدمير بيوتهم و قراهم وقتل طالباتهم . اي تخلف هذا و اي تعصب   الذي يعمي القلوب و البصيرة الى هذا الحد؟

كان (يجب) و لست ممن يعودون بالنصح بعد انتهاء الامور و وضوح الحقيقة  ليدلوا بدلوه بالنصح و الانتقاد و المشورة و يتسمى بالنصر و يتبرأ من الفشل. اقول كان يجب ان يقف السيد المالكي موقفاً كما وقف اليوم من داعش في سامراء،  ان يقف من مشروع شرذمة الانبار و احتلال  داعش للمنطقة و اسر اهلها. كتبت قبل سنة تقريبا مقالة بعنون ( نقول انه الارهاب و يقلولون انها مطالب الشعب).

من مآسي سياسي العراق ( اليوم ) انهم يبنون آرائهم لتتماشى مع احقادهم و عداوتهم واطماعهم الشخصية و كثير منهم لجهلهم بالسياسة بعد ان ورثوا القيادة. و تصيب هذه المآسي لتشل حركة الشعب والمخلصين ولا توصل البلد الى اي طريق بل تشل كل حركته. كيف يمكن ان نقيس وطنية هؤلاء؟ نحن لا نحقد عليهم لأننا لسنا من الحاقدين الدائميين، الا اننا نطلب منهم اليوم بالأخص بعد ضرب الجيش العراقي لداعش في سامراء، ان يقيموا وضعهم و ينظفوا بوصلة طريقهم  ليعرفوا شمالهم من جنوبهم، فهل هم مع الشعب ام  ضده نكاية بهذا الحزب الفائز او ذاك، او نكاية بهذا الرجل او ذاك، كما يصبون كل حقدهم على السيد المالكي الذي انتخبه اكثر من سبعمائة و واحد و عشرين الف مواطن؟

لو قال هؤلاء( الحاقدين على العراق وعلى جيشه)،  لو كانوا كمواطنين اوربيين، و قالوا ما يقولونه  اليوم عن الجيش العراقي قالوه عن جيوش بلدانهم، لحوكموا بأشد مواد مكافحة الارهاب (لسعة  تلك المادة) التي  تشمل بالاضافة الى  الانتماء،  كالمساندة و التحريض و التستر و التخوين و افشاء الاسرار الامنية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الصاحب الناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/06



كتابة تعليق لموضوع : لماذا سامراء ليست كالانبار !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net