صفحة الكاتب : د . عبد الخالق حسين

مع تعليقات القراء على مقال: هل حقاً المالكي أسوأ من صدام؟
د . عبد الخالق حسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد نشر مقالي الأخير الموسوم (هل حقاً المالكي أسوأ من صدام)(1)، تفضل عدد من القراء الأفاضل بالتعليق عليه في مواقع الانترنت (نحو 26 تعليقاً في موقع شبابيك و20 في عراق القانون لحد كتابة هذا المقال)، إضافة إلى العديد من الرسائل استلمتها بالبريد الإلكتروني، معظمها مؤيدة، إلا القليل جداً منها معارضة. واللافت للنظر أن أغلب الرسائل التي استلمتها من القراء الكرد مؤيدة للمقال، وهذا دليل على تذمر قطاع واسع من الشعب الكردي من سياسات السيد مسعود الذي راح يقامر، ليس بمصلحة الشعب الكردي المغلوب على أمره فحسب، بل ويعرض مصلحة كل الشعب العراقي إلى خطر جسيم. ولذلك اخترت رسالتين من كاتبين معروفين يؤيدان مضمون المقال تجنبت ذكر اسميهما حفاظاً على سلامتهما لأنهما يقيمان في كردستان، وتعليق ثالث ضد المقال وبتشنج واضح، أذكر اسمه لأنه نشر في موقع شبابيك.

كتب السيد (ج.م.):
((... شكرا لمقالتكم القيمة والتي تعبر عن خوالج الغالبية العظمى للشعب الكردي. ان مغامرات الحزب الديمقراطي تنذر بالخطر وربما سيكون الحزب الديمقراطي بنفسه الضحية الاولى.. وان غدا لناظره قريب. لدي ملاحظتان ربما يمكنك الاستفادة منهما لمقالتكم القيمة.
الملاحظة الأولى: ففي هذا المقطع تذكر ما يلي: [ "بينما حكومة الإقليم تصدر النفط وتستحوذ على ريع الصادرات النفطية، إضافة إلى واردات المداخل الحدودية (نقطة إبراهيم الخليل وغيرها... )"
يمكن اضافة التالي ان وجدتموه مفيدا: "من المفترض ان تكون لحكومة الإقليم عشرات المليارات الدولارات، فلماذا لا تدفع رواتب أبناء الإقليم من رصيدها الهائل؟ بل لابد من السؤال عن مصير ريع الصادرات النفطية، فصندوق النفط المشار اليه في دستور الاقليم خالي من النقود، وبنوك كردستان هي الاخرى خالية بحيث اضطرت حكومة الاقليم الى الاستجداء من الشركات الاهلية لدفع جزء من رواتب الموظفين، اذن أين طارت واردات النفط؟ وفي اي بنك عالمي استقرت؟ وفي حساب من اودعت ؟؟

والملاحظة الثانية، هي  في هذه الجملة من مقالتكم: "...بينما بارزاني يريد نفط كردستان لكردستان ونفط العراق للجميع"، من الممكن القول: بينما بارزاني يريد نفط العراق للجميع و نفط كردستان لكردستان. وليته كان لشعب كردستان، فهذه الاحزاب الكردية تتساءل: اين ذهبت عائدات النفط؟
تقبل تحياتيٍ], أنتهى التعليق.

جزيل الشكر للسيد (ج.م) على تعليقه الصائب، وتحليله الموضوعي. نعم، وكما بينتُ في مقالي المذكور أنه ليس هناك قطع رواتب أصلاً، وإنما رُفعت هذه اللافتة للإبتزاز والدعاية والتشهير ضد المالكي. فقد أشرتُ إلى رابط تقرير أدرجته في هامش المقال السابق وأعيده في المقال الحالي أيضاً، جاء فيه " في الوقت الذي أكدتْ فيه وزارة النفط العراقية أن الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان العراق كان ينص على تسليم الأخير 400 ألف برميل يوميا من النفط لشركة تسويق النفط العراقية، أكد خبراء أن حكومة الإقليم استولت على 6 مليار دولار أمريكي من عائدات النفط العراقي الذي يستخرج من كردستان فقط خلال هذا العام، و21 مليار دولار أمريكي خلال عامين ونصف)) (2).

لذلك، فالإدعاء بقطع رواتب الإقليم ما هو إلا لغرض الدعاية والتشهير إذ "نقل بيان لمكتب رئيس الوزراء في مقابلة تلفزيونية حول تصدير النفط من إقليم كردستان وما ترتب عليه من آثار، اكد فيها بأن "العملية فيها انتهاك للسيادة والدستور، ولا يمكن قبولها بأي حال من الاحوال، ولا يوجد شيء اسمه قطع رواتب الاقليم ولكن هذه لافتة ترفع للتعبئة والتحريض". (3)

الرسالة الثانية جاءت من صديق كردي نرمز له (ج.ب.) جاء فيها:
((أنا لست من أتباع المالكي؛ ولكن، هذا الاتهام ووصفه بأنه اسوأ من صدام أمر شائن. وأود أن أضيف إلى مقالك أنه حينما كان صدام تحت الحصار الدولي [بعد غزوه للكويت]، تعرضتْ كردستان للحصار المزدوج، إذ توقف صدام عن تزويد البترول والديزل الى كردستان. وجميع الأكراد يتذكرون محنتهم في ذلك الشتاء القارس بلا وقود، مما اضطر الناس إلى قطع الأشجار لاستخدامها كوقود للتدفئة والطبخ..الخ، لدرجة أنهم أصيبوا بالهلع مما تسببه قطع الأشجار من دمار للبيئة  في دهوك وأربيل والسليمانية خلال أيام صدام. كان هذا آخر هدية من صدام للكورد بالإضافة إلى الأنفال وحلبجة. يبدو أن السيد احسان هماوندي نسي قطع الأشجار يوما، وربما لأنه كان يسكن في منزل دافئ مجهز بالتدفئة المركزية.)) أنتهى.
وبالتأكيد أتفق مع الصديق في تعليقه القيم، وجريمة قطع الوقود عن كردستان نتذكرها جميعاً.

 أما التعليق الثالث الذي اخترته لهذا المقال فهو من القارئ (ازاد هماوندي) في موقع شبابيك، فيه الكثير من التحامل والتشنج، قال: ((يتحدث هذا الكاتب الغشيم وكانهم احسنوا الى الكورد (على اساس انهم ليسوا مواطنين!!!!) اقول لك ولمن يدور في فلك القومجية والطائفجية امثالكم بان الكورد باقون وشوكة بعيون كل من تسول له نفسه النيل من الشعب الكوردي البطل …..الكورد باق الى نهاية الزمان والظالمون والشوفينيون امثال هذا الكاتب (...) في مزابل التاريخ ….انظر كم مات وقبر من الروؤءساء العراقيين ولكن الشعب الكوردي باق وشامخ رايته …..وبعون الله سننتصر ونعلن دولتنا لنغيض به العرب الكفار الكاولية والشروكية والمعدان ….. نفط الكورد للكورد ... الخ)) انتهى

يلاحظ القراء مدى التشنج والتوتر في هذا التعليق، فالشوفيني الكردي لا يختلف كثيراً عن نظيره الشوفيني العربي، لا بد وأن يلجأ إلى العبارات النابية في الطعن بالشعوب كقوله: "العرب الكفار الكاولية والشروكية والمعدان"، فهذه اللغة البذيئة تخدم البعثيين الشوفينيين وغيرهم من أعداء العرب والكرد  لإثارة البغضاء بين مكونات الشعب العب الواحد وفق مبدأ (فرق تسد). ولا أدري لماذا أساء المعلق فهمي رغم وضوح المقال، إذ اعتبر الأخ آزاد نقدي للسيد بارزاني تهجماً على الشعب الكردي، معاذ الله، فبارزاني فرد وليس الشعب الكردي، وأي نقد له ليس تهجماً على الشعب الكردي. فالأفراد زائلون والشعوب باقية.
قال حكيم: "ليس من الفاشية أن تحب قوميتك وتعتز بها، ولكن من الفاشية أن تعادي الآخرين لأنهم ليسوا من قوميتك". لذا فالمطلوب منا أن نتعلم أسلوب الحوار الهادئ، وتجنب الإساءة والكلمات النابية، إذ على صاحب القضية أن يطرح قضيته بأسلوب منطقي مقنع ليكسب المتلقي. فالشتم مردوده معكوس على الشاتم ويضر يقضيته. والسيد بارزاني إنسان غير معصوم من الخطأ، وأخطاء القائد السياسي خطيرة جداً، وهناك كتاب كرد انتقدوا السيد بارزاني ووصفوه بأنه يقامر بالقضية الكردية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أنقل أدناه فقرة مما كتبه الكاتب الكردي القدير، الأستاذ جمال فاروق الجاف في مقال له جاء فيه: 
((اما الشارع الكردي فقد بات يتحذر من مقامرة حكومة الاقليم بمكتسبات الشعب الكردي اعتمادا على وعود حكومة تركيا التي ما زالت  تخجل من تلفظ اسم كردستان! فهذا وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي "طانر يلدز" قائلا  قبل ايام لوكالة اناضول: (إيرادات النفط العراقي والتي تم إيداعها في بنك "خلق" التركي، سيتم توزيعها بشكل عادل.. وهو ما أكدت عليه "حكومة شمال العراق" ). نعم حكومة شمال العراق يا سادة !! وليست حكومة اقليم كردستان، فهل وصلت الرسالة؟))(4)
هذا رأي كاتب كردي عقلاني معتدل، حريص على مصلحة شعبه، وليس من الذين "يدورون في فلك القومجية والطائفجية".

المشكلة أن السيد بارزاني أنضم إلى محور الثلاثي (السعودية- قطر- تركيا) ضد المالكي، لأنه يعتقد خطأً أنه لا يمكن تأسيس الدولة الكردية المستقلة إلا بتدمير الدولة العراقية، متذرعاً بجرائم البعث وصدام حسين، وكأن الشعب العراقي هو المسؤول عن هذه الجرائم، بينما الشعب العراقي، بجميع مكوناته هو ضحية أسوة بالشعب الكردي. ولذلك يريد بارزاني رئيساً ضعيفاً للحكومة المركزية في بغداد، يذعن له بما يشاء، ويعارض تسليح الجيش العراقي. فهل حقاً يعتقد أن هذه الحكومات (السعودية- قطر- تركيا)، حريصة على مصلحة الشعب الكردي؟ أم هي تكتيكات آنية ومرحلية لاستخدام بارزاني آلة لإفشال العملية السياسية في عراق ما بعد صدام، ولأغراض شرحناها مراراً، وهي: طائفية وسياسية واقتصادية؟. فمصلحة الشعب الكردي من مصلحة الشعب العراقي ككل. وقوة العراق لكل مكونات شعبه وليس لمكون واحد، لذا فأي ضرر يلحق بالعراق لا بد وأن يصيب الشعب الكردي. 
أكتفي بهذا القدر وأترك الحكم للقراء الكرام وللتاريخ، مع الشكر الجزيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- عبدالخالق حسين: هل حقاً المالكي أسوأ من صدام؟
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=654

2- بارزاني أستولى على 21 مليار دولار من النفط العراقي خلال عامين ونصف
http://www.almasalah.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=31084
3- المالكي: تصدير الاقليم للنفط انتهاك للسيادة وقطع رواتب موظفيه لافتة للتحريض والتعبئة
http://alakhbaar.org/home/2014/6/169586.html

4- جمال فاروق الجاف: مخاطر تصديرالنفط الكردي من خلال بوابة تحتفظ تركيا بمفتاحها الوحيد
http://alakhbaar.org/home/2014/6/169607.html


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الخالق حسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/06



كتابة تعليق لموضوع : مع تعليقات القراء على مقال: هل حقاً المالكي أسوأ من صدام؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net